التاريخ شاهد على بطولات القبائل فى حماية الأمن القومى المصرى، ودعم الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة فى مصر 20 مليون مواطن ينتمون لأصول قبلية
الحروب على مر التاريخ كانت تأتى من الشرق فقط، أما الأن فالمخاطر تحيط بمصر من الغرب والجنوب أيضا
ساكن الحدود مواطن له ظروف خاصة، والأمن القومى لبلاده هو جزء من حياته
أثارت واقعة هجوم قبيلة "الترابين " أول أمس الإثنين، على تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى بسيناء ،حالة من الإهتمام لدى الرأى العام،ومن هنا حاولنا معرفة المزيد حول العالم السرى لحياة القبائل البدوية المصرية ذات الجذور العربية،وتفاصيل دورها الوطنى الذى سطره التاريخ فى الماضى ،ومازالت تؤديه لدعم الأمن القومى،ومساندة الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة ،وسبل تنمية هذا الدور ورفع مستوى معيشة "أهالينا"، من أبناء القبائل الأصيلة.
وكان ل"الفجر" حوار خاص مع الربان عمر المختار صميدة رئيس المجلس القومى للقبائل العربية والمصرية ، فى أول ظهور إعلامى له بعد تدشين المجلس.
وألى نص الحوار:-
* نود أن نلقى الضوء فى البداية على المجلس القومى للقبائل العربية والمصرية ، وكيف جاءتكم الفكرة ؟
المجلس القومي للقبائل العربية والمصرية نظم ظهر الخميس الماضى، مؤتمر صحفي لتدشينه بشكل رسمي، كمجلس يهدف للحفاظ على الهوية المصرية؛ لأن القبائل نتيجة ظروفها وأماكن وجودها فهى تمثل جزء من الأمن القومى المصرى، بحكم حساسية المناطق التى تعيش فيها، على حدود البلاد، وهو ما يجعلها بحاجة لأن يكون لها وضع منظم، فى إطار كيان تنظيمى.
* هل هذه هى أول مرة يكون هناك كيان تنظيمى للقبائل؟
نعم ،، بالعودة إلى ماقبل ثورة 1952، نجد أن القيادات السياسية فى ذلك الوقت ، كانت تجتمع مع مشايخ وعواقل القبائل ، بشكل سنوى داخل القصر الملكى ، ليعرضوا أحوالهم ومشاكلهم، وبعد ثورة 52 وحتى الأن ، يتم الإستعانة ببعض رموز القبائل للتعامل مع الأمور الخاصة بالحدود ،ولكن بشكل مباشر فردى ، بدون كيان منظم، وكان هناك قرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لإنشاء مجلس حكومى للقبائل ، لم يتم تفعيله حتى الأن.
* إذن المجلس القومى للقبائل الذى تترأسه، ليس حكوميا؟
نعم هو ليس حكومى ولا نعتبره عمل سياسى، ولكنه جمعية جامعة تصنف كمجتمع مدنى،ونصبو لأن يتم ضمه للمجالس القومية الحكومية ، أو المجالس المتخصصة الإستشارية لرئيس الجمهورية.
* وما هى أهمية إنضمامه لهذه المجالس؟
لأن له علاقة بالأمن القومى،فيما يتعلق بالحدود وساكنها، الذى يعرف بطبيعته أن أمن بلاده له علاقة بحياته،خاصة فى أوقات الحروب،والهجمات التى كانت على مر التاريخ تأتى من الشرق ،والأن إستجدت المخاطر المحدقة بحدود الغرب والجنوب أيضا.
* هل يضم المجلس القبائل التى تعيش فى محافظات مصر، وتنتمى لأصول عربية ؟
لا،، هذا ما نحاول أن نفعله، وهدفنا هو خدمة وتنمية هذه الشريحة الكبيرة ،التى يزيد تعدادها عن 20 مليون مواطن؛ ولأن القبائل لها طابع خاص، راعينا ذلك فى الإعداد للهيكل التنظيمى للمجلس، والذى لم يكتمل بعد.
* ما هى طبيعة المجالس القبلية التى سيتم ضمها لمجلسكم؟
فى القبائل هناك مجالس متخصصة من بينها مجلس محكمين،ولجنة مركزية للمصالحة ،مثلما يفعل الشيخ الإدريسى مع الهلالية والدابودية فى أسوان،ومجلس حكماء فى كل محافظة يتجمع فى مجلس حكماء لمصر كلها.ومجلس أمناء يرعى الشئون ،ومجلس شيوخ للكبار ،لكن مجلسنا الأن هو هيكل تنظيمى ،وله رئيس ومنسق عام ونواب للرئيس،ولدينا هيئة عليا سيحل محلها فيما بعد الجمعية العمومية،التى ستضم ممثلى القبائل من كل المحافظات.
* يبدو من حديثك أنك تعلم الكثير عن حياة القبائل، هل تنتمى لإحدى القبائل العربية ؟
نعم،، أنا إسمى عمر المختار صميدة ، أنتمى لقبيلة بنى سليم ،التى خرجت من شبه الجزيرة العربية ، وإستقرت فى ليبيا مع الفتوحات الإسلامية، ولنا أقارب فى مصر ومنهم "هوارة بنى سليم "فى صعيد مصر، وفى ليبيا والأندلس".
* ولكن خطورة القبائل ذات الجذور العربية تكمن فى أن كثير من أبناءها يعتنقون الفكر الوهابى الجهادى، وهو فكر صحراوى جاف ،كيف ستتعاملون مع هذا التحدى؟
هذا السؤال مهم جدا ،ولهذا السبب أسسنا المجلس، كجمعية جامعة ،لأن الإرهاب يحارب بالتنمية الإقتصادية والثقافية والتعليمية، والتوعية الدينية والعلمية، والمؤكد أن القبائل العربية ، مثل مجتمعات أخرى كثيرة، عانت لفترة كبيرة من التهميش وعدم الإهتمام حتى وصلوا إلى مرحلة العزلة مما تطلب من الجميع أن يعاود الاهتمام بتلك الفئة.
ومن ثم فهدف المجلس هو أن تعود النخبة مرة أخرى لجذورها، وتنمية ثقافة القبائل العربية بعيدا عن التعصب.
* وما هى أليات تحقيق ذلك على أرض الواقع؟
يتحقق عن طريق التواصل مع المؤسسات الحكومية لخدمة الناس فى القرى والنجوع، وهو أحد مساعى المجلس لتنمية ثقافة القبائل العربية، والقضاء علي العصبية، بأن يكون هناك ظهير شعبي منظم يقف خلف الحكومة، علاوة على رفع مستوى التعليم داخل القبائل والعمل على توطيد العلاقات بين القبائل وبعضها.