أسدلت اليوم الثلاثاء، محكمة جنايات القاهرة الستار على القضية المعروفة إعلامياً ب"أحداث الاتحادية"، بمعاقبة الرئيس المعزول محمد مرسي و12 آخرين بالسجن لمدة 20 سنة، واثنين آخرين بالسجن 10 سنوات، ووضعهم تحت مراقبة الشرطة. وفي رصد لعدد من أهم المشاهد التي وقعت خلال أحداث الاتحادية، والتي أدت إلى استشهاد 8 أشخاص كان من بينهم شهيد الصحافة الزميل الصحفي "الحسيني أبو ضيف"، فاختلفت المشاهد ما بين قتل وتعذيب ودعوة إلى العنف.
"جبنة نستو يا معفنين"
وسط مشاهد الحزن الكثيرة بسبب الأحداث تداول النشطاء مقطع فيديو سخروا منه لأحد المنتمين للإخوان بعد اقتحامهم مكان الاعتصام وتحطيمه، حيث اكتشف وجود ال"جبنة النستو" بمكان الاعتصام قائلاً "جبنة نستو يا معفنين".
المسحول "حماده صابر"
مواطن مُتعرياً كما ولدته أمه، ويقوم رجال الشرطة بسحله وركله بأقدامهم، مشهد من أهم المشاهد خلال أحداث الاتحادية، بطله "حماده صابر"، الذي أكد وقتها أنه كان ذاهباً هو وأبنائه لتضامن مع المتظاهرين السلميين .
واعترف حماده بعد نفيه لتعدي قوات الشرطة عليه لضغوط كان قد تعرض لها، بأنهم قاموا بالتعدي عليه وركله وتجريده من ملابسه خلال الأحداث، الأمر الذي أدى إلى اعتراف الداخلية وتقديمها اعتذار عن الواقعة.
حفلة سفك الدماء والتعذيب
وبإنتهاء الأحداث كان في المساء موعد لحفلة التعذيب على أبواب الاتحادية، أبطالها من دبلوماسي ومسيحي وعامل جمع قمامة بالإضافة إلى طفل صغير.
البداية كانت بإختطاف المتظاهرين إلى بوابات القصر ليتم تعذيبهم بالضرب والركل باستخدام وسائل تعذيب مختلفة من قبل الميليشيات الإخوانية، للضغط عليهم للاعتراف بتقاضي أموال لاختلاق أحداث العنف، فوجهوا لهم أسئلة: "تبع مين؟، مين اداك فلوس؟، هيموتوك؟".
"البلتاجي" يدعوا لساعة الصفر واقتحام الاعتصام
كان للقيادي الإخواني محمد البلتاجي دوراً كبير في أحداث الإتحادية ، وكان ظهوره في تلك الأحداث حينما دخل بين متظاهري الإخوان محمولاً علي الأعناق.
ولم يكتفي بذلك بل كانت له الكلمات الرنانة والتي هزت الساحة في ذلك الوقت، وكانت تتضمن الكلمات التي ألقاها القيادي الإخواني تحمل تهديدًا كبيراً، حيث قال في ميدان التحرير،" يا شعب مصر ساعة الصفر للدفاع عن الشرعية إذا تم اقتحام الاتحادية، لو الأجهزة لم تقم بدورها على الوجه الأمثل، الشعب سوف يتحرك للدفاع عن رئيسه".
وكانت له كلماته أثناء تشييع جثامين شهداء قصر الإتحادية قائلاً: "جئنا للدفاع عن الشرعية ولنبايع الشهداء ، ساعة الصفر للدفاع عن الشرعية"
شهيد الصحافة الحسيني أبو ضيف
وكانت هناك مشاهد أخرى علي ساحة أحداث الإتحادية، ومن بينهم الحدث الذي لم يُنسى إلى الأن وظل في أذهان الكثيرين يتسائلون ماذنبه؟.
"الحسيني أبو ضيف"، حيث خرج شهيد رصاصة الغدر " أبوضيف " متوجهًا لمحيط قصر الاتحادية لتغطية ما يحدث هناك في ظل توقع وقوع اشتباكات بين المتظاهرين السلميين المنددين بالإعلان الدستوري الذي أصدر الرئيس المعزول محمد مرسي في نوفمبر 2012، لتحصين قراراته، وبين أنصاره من جماعة الإخوان الذي جاءوا لنصرته، اتخذ "أبوضيف" من شارع الخليفة المأمون مركزًا لتوثيق الأربعاء الدامي، الذي اعتدى فيه أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي على المعتصمين أمام القصر الرئاسي اعتراضًا على الإعلان الدستوري، ليتلقى رصاصة غدر تخترق رأسه، ليسقط غارقًا في دمائه، وينقل بعدها لمستشفى الزهراء لكنه توفى هناك متأثرًا بإصابته.
حيث أدي سقوط " الحسيني أبو ضيف" انتقادات واسعة لمرسي، سواء على المستوى المحلي والدولي.
"مُرسي" يُهدد المعتصمين
ويأتي مشهد آخر للرئيس المعزول" محمد مرسي" أثناء فترة حكمه للبلاد ، ليظهر "مرسي" بنفس الصورة المعتاده التي اعتاد عليها الشعب المصري، متهمًا في أحداث الإتحادية الأيادي الخفية التي وراء مثل هذه الأحداث، معلقًا أن هناك طرف ثالث لخلق هذه الأزمات في مصر . وفي تلك الأحداث ، اتهم مرسي الثورة المضادة، والطرف الثالث بتدبير الأحداث، متوعدا بأنه "لن يسمح بالعنف والقتل والتخريب.