قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إننا في حاجة إلى إجراءين هامين، أحدهما هو سرعة القضاء على الفكر المتطرف، بعدم تمكين العناصر المتطرفة من تشكيل عقول أبنائنا في أي مؤسسة من مؤسسات الدولة وبخاصة المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية والمنابر الإعلامية التي تؤثر تأثيرًا مباشرًا في البناء الفكري للمجتمع، مؤكدًا أهمية وضرورة عدم التمكين لأي عنصر قيادي أو منتم لهذه الجماعات من المفاصل التنفيذية للدولة، لأن وجودهم بها يشكل خطرًا داهمًا على أمننا القومي الوطني والعربي لأن أكثرهم خونة وعملاء ومأجورون، يخربون بيوتهم وبلادهم بجهلهم وحماقتهم وأنانيتهم. وأكد أن العنصر الآخر والأهم فهو ضرورة العمل الجاد على إعادة بناء الشخصية المصرية والعربية فكريًا وثقافيًا وعلميًا وسلوكيًا، وهو ما يحتاج إلى شيئ من الوقت النسبي الذي يمكن اختزاله كلما ضاعفنا الجهد وأسرعنا الخطا في البناء، وهذا الأمر يتطلب التأكيد على مفهوم الوسطية وترسيخ القيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية والانتماء الوطني وأسس التعايش السلمي والتواصل الحضاري والحوار البناء، كما يتطلب إعادة هيكلة وبناء المناهج الدراسية والتعليمية والتربوية بما يفي بمتطلبات العصر والواقع في إطار الحفاظ على ثوابتنا الشرعية، كما يتطلب العمل على تنقية المناهج الدراسية من شوائب التشدد، ومن تلك الآراء التي ناسبت عصرها وزمانها ومكانها وأصبح عصرنا وزماننا ومكاننا يتطلب اجتهادًا جديدًا يراعي متطلبات العصر في ضوء الحفاظ على ثوابتنا الشرعية، كما أن الأمر الأكثر أهمية هو تطهير المؤسسات التعليمية في جميع مراحلها من المتطرفين وأصحاب الأفكار الشاذة وبخاصة تلك التي تغذي التشدد والتطرف والإرهاب والغلو والشطط في التفكير والفهم الخاطئ للدين. وأوضح "أني سأجتهد مع قيادات الأوقاف وعلمائها وسنبذل أقصى الجهد لوضع خطة استراتيجية للبناء الفكري الصحيح والمنشود من خلال المسجد، وسننسق مع سائر الوزارات ومؤسسات الدولة، وبخاصة الأزهر الشريف بقيادة أستاذنا وشيخنا فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في بحث المسار الأمثل لسرعة تحقيق هذه الآمال والطموحات ومواجهة التحديات مع اعتصامنا بالله عز وجل وتمسكنا بعزيمة لا تكل ولا تمل ولا تعرف الجبن ولا الخور ولا الخوف ولا التردد ولا التوجس، إذ لا مكان في هذا العالم الذي يموج بتحديات كثيرة لجبان ولا متردد، فإما أن نكون أو لا نكون، ونحن على ثقة تامة في أن الله عز وجل ناصر دينه، "وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ".