لم تمنع المكانة المهمة التي يتمتع بها الفنان محمد فؤاد لدى الجمهور من إدراجه ضمن القائمة السوداء للفنانين بعد موقفه الأخير المؤيد للرئيس السابق حسني مبارك والمعارض لثورة 25 يناير، بل أنشأ البعض مجموعة على ال «فيس بوك» لمطالبته بتنفيذ وعده بالانتحار في حال تنحّي مبارك. من خلال هذا الحوار يتحدث فؤاد – بحسب صحيفة الجريدة الكويتية - عن هذا الموضوع وعن اخر نشاطاته الفنية : - ما تعليقك على وجود اسمك ضمن القائمة السوداء للفنانين؟ طوال مشواري الفني لم أجامل أحداً ولم أتغنَّ بمسؤول طلباً للشهرة، فأنا نشأت في أسرة متواضعة وتربيت على قيم ومبادئ تمنعني من النفاق، لذا لا ألوم من اتهمني بالموالاة للنظام السابق ولا من وضعني في القائمة السوداء. - وماذا عن مداخلتك التلفونية للتلفزيون المصري أثناء الأحداث؟ فُسِّرت بأنني ضد الثورة ومؤيد لنظام الرئيس السابق حسني مبارك وهذا غير صحيح، كل ما حدث أنني طلبت من الشباب أن يهدأوا بعض الشيء خوفاً عليهم من وقوع مجازر بعدما أذاع التلفزيون المصري أخباراً عن امتلاء الشوارع بالبلطجية، لكن سرعان ما ظهرت خدعة هذا الأخير في تغطيته للأحداث. - كيف؟ من خلال بثّ أخبار كاذبة عن فتح السجون وهروب المساجين وحصولهم على أسلحة نارية، ونقل، على الهواء مباشرة، مكالمات الاستغاثة سواء من الأهالي في بيوتهم أو من المعتصمين في الميدان لإيهام الناس بأن البلد يحترق، بعد ذلك اكتشفنا أن القوات المسلحة تقوم بمهمّة حفظ الأمن إلى جانب اللجان الشعبية. - إذاً، لم تكن ضد الثورة منذ البداية. بالطبع لا، وهل ثمة شخص يؤيد الفساد والظلم؟ كانت رموز النظام السابق تمثّل شبكة فساد كبيرة تنكشف خيوطها شيئاً فشيئاً وبدأت ملاحقتها قضائياً... أتمنى أن نبني مستقبلاً أفضل لهذا البلد. - ما رأيك باستمرار التظاهرات والاعتصامات لغاية اليوم؟ لست ضد أن تكون للبعض مطالب يعبّر عنها ويرغب في تحقيقها، لكن يجب ألا تعطّل الاحتجاجات العمل في مصر. - كيف تفاعلت مع الأحداث فنياً؟ شاركت في كليب «مصر العظيمة» مع مجموعة من الفنانين للتأكيد على الوحدة بين الأديان التي تعيشها مصر وذلك بعد تفجير كنيسة القديسين، ثم عندما بدأت الثورة سجلت أغنيتين: «استرها يا رب» مهداة إلى الثورة، و{بشبه عليك» مهداة إلى الشهداء. - كيف انبثقت فكرة أغنيتي الثورة؟ من قلقي على الشباب وعلى مصر وخشيتي من أن تسيل الدماء بين المصريين، لذلك ناديت بإنهاء الاحتجاجات وغنّيت «استرها يا رب»، ثم عندما شاهدت صور شهداء الثورة من الشباب تأثرت وشاركني الشاعر أمير طعيمة هذا التأثر فقدم لي كلمات أغنية «بشبه عليك» التي لحنتها ووزعها خالد عز، وسأتذكر هؤلاء الشباب دائماً وأغني لهم لأنهم أسسوا بدمائهم هذه المرحلة الجديدة في حياتنا. - يبدو من حديثك أن «بشبه عليك» أقرب إلى قلبك؟ نعم، مع تقديري لكل من شارك في الثورة إلا أن الأبطال الحقيقيين هم الشهداء. أشعر بحجم الفراغ الذي تركوه لأسرهم لأنني عشت هذه التجربة بعد استشهاد أخي الأكبر وكان عمري ست سنوات. - أين أصبحت التحضيرات لألبومك الجديد؟ تأجلت بسبب الأحداث التي تعاقبت على مصر منذ بداية هذا العام، علماً أنني بدأت التحضير لأغنياته منذ أواخر العام الماضي، بالإضافة إلى رغبتي في الحصول على فترة نقاهة بعد الجراحة التي خضعت لها في الحنجرة. - مع من تتعاون من الشعراء والملحنين في ألبومك الجديد؟ مع فريق عمل ألبومي السابق «بين أيديك» نفسه: عزيز الشافعي، خالد عز، رامي جمال، أمير طعيمة، وسأتعاون مع الشاعر مصطفى كامل أيضاً. - لماذا لم تصوّر أية أغنية من ألبوم «بين أيديك»؟ لأن الأحداث في مصر أجّلت مشاريعي، إنما سأصوّر قريباً «ابن بلد» وأغنية ثانية قد تكون «ساعات» أو «بين أيديك». - ما رأيك بظاهرة الأغنية السينغل؟ فكرة ممتازة كونها لا تستغرق الوقت الذي يتطلّبه إعداد الألبوم ولا تحتاج إلى مجهود كبير وتساهم، في الوقت نفسه، في التواصل بين المطرب وجمهوره لا سيما إذا صوّرها. - والميني ألبوم؟ قد يمثّل مرحلة لدى المطرب بين ألبومين، إنما لا يقلّل ذلك من أهمية الألبوم بشكله التقليدي وحرص الفنان على إصداره بانتظام. - هل ثمة جديد على صعيد الدراما التلفزيونية؟ أفكّر في تحويل فيلم «تيفا وتوما في أرض الحكومة»، الذي أحضره منذ سنوات، إلى مسلسل، لكن لم أتخذ قراراً نهائياً بعد. - ما أكثر اللحظات حزناً وألماً التي عشتها في الفترة الأخيرة؟ عندما بلغني خبر وفاة والدتي رحمها الله، انهرت وبكيت وأُصبت بالاكتئاب فترة طويلة وامتنعت عن إحياء حفلات ليلة رأس السنة