بالفيديو: الركود يُخّيم على "سوق الذهب"

"شايفين الفرحة اللي في عينينا .. شايفين الراحة اللي على وشنا .. والزباين اللي داخلة خارجة"، كلمات سخر بها العمال وأصحاب المحال في منطقة الصاغة، مركز بيع الذهب في القاهرة، ويجلس غالبيتهم في محال خالية من أي معروضات؛ بسبب حالة الركود التي عانوا منها منذ سنوات، وفقدان الأمل من أن تتحسن أحوالهم.

فتجولت "الفجر" في سوق الذهب بالصاغة لتلتقي بأصحاب المحال والعمال للحديث عن أحوال السوق، وأكدوا أن قرار الحكومة بمنع استيراد الذهب كان سبباً في قتل السوق، بالإضافة إلى ضعف الموارد.

بداية أرجع عادل سليم، صاحب أحد محلات المجوهرات، حالة الركود بالسوق إلى عدم توفر خام الذهب بعد وقف إستيراده بسبب سعر العملة، مضيفاً أن سعر "الذهب" أصبح مختلف عن سعر البورصة العالمية، لافتاً أن المحلات تتحايل على عدم توافر الخام من خلال خفض الكميات التي ينتجونها.

وأشار سليم، إلى أن الحركة في السوق قد تحسنت خلال فترة الاحتفال بعيد الأم، وعادت للركود مرة أخرى، وأصبح العمل في المحلات من الساعة الثامنة صباحا وحتى الخامسة بدلا من العاشرة؛ بسبب حالة الركود.

واتفق معه عادل فريد، عامل بأحد محلات المجوهرات، قائلاً : "إن حالة الركود بدأت بعد ثورة 25 يناير في 2011، والسوق بدأ يستقر بعد ثورة 30 يونيو لكنه عاد للركود مرة أخرى، موضحاً أن أسعار الذهب تحدد من خلال البورصات العالمية".

وأضاف أنه خلال اليوم الواحد من الممكن أن يدخل المحل من الزبائن ما بين واحد إلى ثلاثة فقط، بالإضافة إلى أن بعض الأيام لا يدخل للمحل زبون واحد، لافتاً إلى أن نسبة الشراء إنخفضت لأكثر من 50%.

وقال هاني ميلاد، سكرتير عام شعبة الذهب، إن إنتاج الذهب قد انخفض بسبب عدم وجود مساحة للاستيراد، بالإضافة إلى ارتفاع سعر خام الذهب، لافتاً إلى أن غالبية الورش أصبحت تعتمد في صناعتها على الذهب المعاد تصنيعه.

وأوضح أن سعر الذهب في مصر 270 جنية، ويرتفع عن السعر العالمي بقيمة 10 جنيهات، لافتاً إلى أن التجار يرفعون السعر بسبب نقص الخام، وأن هذا الارتفاع أثر على البيع والشراء، مؤكداً أنه في حالة توافرها سيصبح بسعره العادي، مضيفاً: " ال 10 جنيه تفرق مع الزبون وتخليه يشتري".

وأوضح إيهاب ألفي، صاحب محل للمجوهرات، أن سبب ركود سوق الذهب غير معلوم، نظراً لوجود أسباب كثيرة منها عدم وجود سيولة، وارتفاع الأسعار، وعدم وجود حركة شرائية، بالإضافة إلى السوق السوداء.

وقال إن السوق أصبح لا يوجد به قوة شرائية وأن السعر مرتفع والعرض كثير، في حين أن الطلب قليل جداً، قائلاً: "كنا بنقول أن الأسعار غالية والمرتبات ضعيفة.. لكنها الآن غالية وتم تطبيق الحد الأدنى للأجور .. الناس كانت زمان بتكنّز الذهب بدل من البنوك دلوقتي البنوك أضمن لأن سعر الذهب غير مضمون.. فكرة تحويش الذهب اختفت".

وتابع: "دلوقتي الناس مش بتشتري شبكة وبتختصر .. سعر الدبلة 1500 جنية .. والشعبيين بيشتروا الشبكة ب 3 آلاف جنية دبلة ومحبس.. وكانت زمان أقل شبكة 50 جرام".

وأضاف أن سبب تراجع سوق الذهب أيضاً يعود إلى فرض دفع 50 ألف دولار على المستوردين، متسائلاً: "هل يعقل أن من يستورد كيلو ونصف يدفع 50 ألف دولار مثل من يستورد 100 كيلو ؟".

وعبر عن رفضه الشديد لقرار منع الاستيراد لتوفير العملة الصعبة، فلابد من تشجيع التصدير والاستيراد لأنهما يوفران العملة معاً، قائلاً: "الحكومة بتعصُر التجار حتى توفر عملة.. بتفتح حنفية القوانين وبتقفلها وهي مش فاهمة".

وعن الذهب الصيني، فأوضح أنه مجرد إكسسوار يأخذ طلاء الذهب، مؤكداً أنه لا يؤثر على اقتصاد سوق الذهب، لافتاً إلى أن الزبائن كانوا من قبل يلجأون إليه كبديل للذهب في شراء الشبكة، ولكن هذه الظاهرة قد اختفت.