استمرارًا لهجمات تنظيم داعش الإرهابى على الجيش المصرى، وإعلانه مسئوليته عن تفجيرات محافظة شمال سيناء التى حدثت بأمس، وأسفرت عن استشهاد ما يقرب من 15 جندياً واصابة العشرات، بعد هجوم مسلح على ارتكازات الجيش المصرى، ذلك فى بيان نشره التنظيم على تويتر، بأن مسلحيه نفذوا هجوم موسع على 7 ارتكازات أمنية على الطريق الدولى بين العريش ورفح باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. كما أعلنت من قبل مسئوليتهم عن الهجمات على بعض الأجهزة الأمنية بالعريش ، واستهداف الكتيبة 101 والمنطقة الأمنية بضاحية السلام ب3 مفخخات، وفى 10 مارس الماضى أعلن تنظيم داعش متمثلاُ فى جماعة " ولاية سيناء"، مسئوليته عن تنفيذ هجومين بمحافظة شمال سيناء، وأسفرا عن مقتل شخصين و45 مصاب، وقالت على موقع تويتر فى بيان لها إنهم استهدفوا منطقة التمركز بعبوة ناسفة أدى لتدميرها.
وفى 12 يوليو 2014 أعلن تنظيم داعش عن قيامه بعملية تفجير فى سيناء وقالت فى بيان على صفحتها على موقع تويتر بأن قتلهم لجيش الرده المصرى واجب شرعى"، حيث أكد عدد من الخبراء السياسيين والأمنين أن تنظيم داعش يحاول ارهاب الجميع بأنه قوى وقادر على قتل من يعارضه..
التبني الكاذب
وفي البداية قال رفعت عبد الحميد، متخصص في الشئون الأمنية، أن تبني "داعش" للعملية الإرهابية الأخيرة بسيناء، تبني كاذب، مؤكداً الجماعات الإرهابية واحد إلا أن المسميات تختلف لإثارة الرعب والخوف في النفوس من كثرة تعددهم، مشيراً إلى أن أشرس تلك التنظيمات على الأرض هو تنظيم الإخوان الإرهابي، فهي القاعدة الأولى لكل تلك الجماعات الوهمية التي تتحرك تحت طائلتهم، مؤكداً أن تلك الإدعاءات التي يدعونها هي للشو الإعلامي والتواجد على الساحة.
فيما قال جمال أبوزكري الخبير الأمني، أن ما يحدث بسيناء ناتج من التعاون والتحالف الإرهابي والإجرامي، حيث أن سيناء مليئة بالجماعات الإرهابية الممولة من حماس، بجانب مهربين المخدرات الذين استغلوا تلك الفرصة للتحالف مع أيدي الإرهاب لتسهيل تهريب المخدرات مصدر رزقهم
وأكد أبو زكري، أن الإرهاب مستوطن بغزة ومن يساعده على التواجد بسيناء هو المعابر المفتوحة، مطالباً بغلق المعابر التى تسببت في جعل سيناء مليئة ببؤر إرهابية، مشيداً بدور رجال الجيش والشرطة التي تصدت بكل قوتها لذلك الإرهاب الغاشم، الذي تعددت مسمياته ولكن هو في الحقيقة يختبأ تحت عباءة الإخوان الإرهابية، مؤكداً أنه في غضون الشهور ال6 المقبلة سيتم القضاء على الإرهاب نهائيا بسيناء
تشتيت القوات الأمنية
وقال الخبير الأمني طلعت مسلم، أن الجماعات الإرهابية جميعها واحد ولكنها بعدة مسميات لهدف إرباك وتشتيت القوات الأمنية والحكومات في أكثر من جهة. وأوضح أن تبني أي جماعة إرهابية لأي تفجير أمر طبيعي ومتوقع، حيث أن الجماعات الإرهابية تأخذ أوامرها من جهة واحدة، مؤكداً أن تلك الإعلانات والتبنيات والتفجيرات هي محاولات بائسة من جماعات إرهابية أصبح الوقت قصير على إبادتها لتشتيت قوات الأمن، مشيراً إلى أن توعداتهم لإثارة الفتن والخوف في نفوس الشعب لم تثمر بجديد.
عرقلة خارطة الطريق
ومن جانبه أكد اللواء حسام سويلم الخبر الاستراتيجي، أن تبني داعش الإرهابية لتفجير سيناء الأخير أمر متوقع، من أحد جماعات الإرهاب، حيث أن غرضهم عدم استكمال الاستحقاق الأخير وهو تنفيذ الانتخابات البرلمانية، لإسقاط نظام الحكم الحالي، وهو الأمر الذي وصفه بال"مستحيل.
وأشار إلى أن الأسباب التي تجعل تلك العمليات تأتي بنتائج على أرض الواقع هو زيادة الكثافة السكانية للشعب المصري، والحرية التي يتمتع بها المواطنون تجعل قوات الأمن لا تسيطر سيطرة كاملة على تلك العمليات الإرهابية، حيث أن قوات الأمن لن تقوم بتفتيش جميع المواطنين الذين تستخدمهم تلك الحركات الإجرامية لتنفيذ مخططاتها على أرض الواقع. وتابع أن أجهزة الأمن تقوم بإفشال تلك العمليات الإرهابية وتقوم بالقبض على قيادات الإرهاب، موضحاً أن الحرب مع الإرهاب لم تنتهي بعد رغم سيطرتنا الشبه كاملة على مخططاتهم في الفترة الأخيرة.
التشبيك الجهادي
وفى سياق متصل قال محمد حميدة، الباحث فى شئون الجماعات المتطرفة، إن من قام بعملية الأمس هم جماعة أنصار بيت المقدس والتي أعلنت مسؤليتها عن العملية تحت إسم داعش، وذلك بهدف إرهاب المجتمع، والاستقواء بالأسم أملا في تلقي دعم من الخارج.
وأضاف حميدة أن التطور النوعي الذي تقوم به العناصر الإرهابية والتي باتت تعتمد على مهاجمة عدة كتائب أو أكمنة في وقت واحد يعد مؤشرا على أنهم لجأو إلى مرحلة "التشبيك الجهادي" والتي تريد من خلالها إثبات وجودها وأنها ما زالت قادرة على القيام بعمليات على الأرض.
وأشار إلى أن هذه المرحلة تلجأ إليها الجماعات الجهادية عندما تشعر بأن القوات المسلحة أقتربت من القضاء على أخر معاقلها وإستهداف قياداتها وهو ما حدث في سيناء خلال الفترة الماضية فكان رد الجماعات يشبه العمليات الإنتحارية، مشدداً على ضرورة تأمين حراسة وتسليح رجال الإسعاف والسيارات المدنية التي يسرقها عناصر انصار بيت المقدس ويستخدموها في العمليات ضد قوات الجيش والشرطة.
وأكد حميدة على أن جميع منافذ التواصل بين أنصار بيت المقدس والمليشيات الإرهابية في ليبيا أو غيرها أغلقت بنسبة كبيرة جدا وأن ما تزعمه بوجود داعش في مصر أمر لا صحة له.