في توترات المشهد السياسي بالشرق الأوسط، انتقلت الاحتجاجات لتركيا حيث تم احتجاز المدعي العام التركي محمد سليم كيراز، كرهينة في غرفته بالقصر العدلي، حيث يعمل في قسم جرائم الموظفين بنيابة اسطنبول، ويتولى التحقيق في قضية وفاة الفتى "بركين ألوان"، الذي فارق الحياة بعد مكوثه فترة طويلة في المستشفى، جراء إصابته بعبوة قنبلة مسيلة للدموع، خلال احتجاجات منتزه غزي التي شهدتها تركيا عام 2013، وأفادت "روسيا اليوم" أن القوات الخاصة التركية اقتحمت القصر. كما ذكرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية بوجود انقطاع غير مسبوق للكهرباء منذ أكثر من عشر سنوات يؤثر اليوم الثلاثاء على نحو عشرين محافظة في تركيا، من بينها أنقرةواسطنبول حيث توقفت حركة المترو والترام، وفقًا لما نقلته وسائل الإعلام المحلية. وصرح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن العطل قد يكون فنياً، ولكنه أكد أن "جميع الاحتمالات تتم دراستها حالياً"، ردًا على صحفي كان يسأله حول احتمالية وقوع هجوم "إرهابي"، مضيفًا أنه تم إنشاء خلية أزمة في وزارة الطاقة. . شأن داخلي عابر ففي البداية قال مصطفى زهران، الباحث السياسي والمتخصص في الشئون التركية، أن ما يحدث في تركيا هو مجرد شأن داخلي عابر بالشئون الداخلية،مؤكداً إنه مشهد متكرر من الجماعات اليسارية الثورية الذين يحاولون بالرجوع لسابق عهدهم مثل عهد عامي 60، و70، مؤكداً أن احتجاز المدعي العام لا يزيد من المشهد التركي تعقيداً، ولن يقف عليه الأتراك كثيراً. . الملف الحوثي وعودة العلاقات المصرية التركية وأكد زهران، ل"الفجر"، أن العلاقات المصرية التركية في طريقها للعودة بسبب الخطر الحوثي، موضحاً ان ملف الخليج بداية لحالة توافق سياسي في الفترة المقبلة، ولكن يجب أن تعلن في الباية تركيا موقفها من جماعة الإخوان المسلمين حتى تتم العودة للعلاقات دون ما يعرقلها. وتابع الباحث السياسي مشيراً إلى الدور السعودي في عودة العلاقات المصرية التركية، مؤكداً أن التدخل السعودي بدأ منذ وصول الملك سلمان للسلطة، وأن المعطيات الجيدة بالمنطقة هي الملف الحوثي، وإعادة العلاقات المصرية التركية من جديد بعد إعلان تركيا موقفها من الإخوان. . ازدواجية أردوغان ومن ناحية أخرى قال المستشار حسني السيد، المحلل السياسي، أن احتجاز مسلحون للمدعي العام يعني أن الأوضاع السياسية والأمنية داخل تركيا في حالة تردي شديد وذلك لعدم موافقة الكثير من الشعب التركي لسياسة أردوغان سواء في الداخل أو الخارج، مؤكداً إن احتجاز المدعي العالم بالقصر العدلي يعني غياب الأمن داخل الأمن داخل العاصمة التركية، ودليل على ازدواجية السياسة التركية حيث أن الأفكار التي تنادي بها خارج الحدود لا تقدر على نشرها داخل الحدود. وأكد السيد، ل"الفجر" أن واقعة انقطاع التيار الكهربائي هي من تدبير الجماعات المناهضة لفكر أردوغان. . اتفاقيات تركيا الخارجية وتأثيرها على مصر وأشار المحلل السياسي، أن الاتفاقيات التي تقوم بها تركيا في مجال الدفاع والصناعات والدعم العسكري، بين المملكة العربية السعودية من ناحية أثيوبيا من ناحية أخرى، لا تؤثر على اتجاه جمهورية مصر العربية ناحية توسيع العلاقات المصرية الخارجية، موضحاً أن مصر لن ترفض إعادة العلاقات المصرية التركية ولكن ترفض التدخل في شئونها الداخلية وشئون دول الجوار كعادة تركيا ومساندتها لجماعة الإخوان الإهابية،