حقيقة سعوا لإظهارها دون توقع أن يكون مصيرهم دفنها معهم، سعوا بالكاميرا والقلم لينقلوا حقائق الأمور التائهة بين الأنظمة، تحركوا دون مقابل ودون تحريض، وأيضا دون أن يهتموا بالمخاطر والموت الذي يلاحقهم، كانوا يحملون على عاتقهم إظهار الحقيقة مهما كان ثمنها، فهم " أبناء صاحبة الجلالة" فئة الشعب المظلوم من بداية ثورة يناير حتى الآن، الفئة التي تدفع أرواحها لإظهار الحقيقة للعالم.
في مثل هذا اليوم 28 مارس من العام الماضي، رحلت عن عالمنا "ميادة أشرف" الصحفية التي كانت في ريعان شبابها وفي مفترق عملها الصحفي، برصاصة غدر أودت بحياتها، فليست الأولي .. ولن تكون الآخيرة من شهداء أبناء صاحبة الجلالة المهدور حقهم.
وقد قامت لجنة الشهيد "الحسيني أبوضيف" للدفاع عن مهنة الصحافة، بتنظيم وقفة لتأبين الشهيدة ميادة أشرف، على سلم نقابة الصحفيين، تزامنًا مع مرور الذكرى السنوية الأولى على استشهادها.
وأعلنت اللجنة، في بيان لها، عن أنها ستتخذ المزيد من الإجراءات التصعيدية لفتح ملف جميع شهداء الصحافة، بداية من الشهيد أحمد محمد محمود أول شهيد للصحافة، الذي تم قتله في 28 يناير أثناء تصويره لأحداث جمعة الغضب، مرورًا بالشهداء الحسيني أبوضيف وميادة أشرف وتامر عبدالرؤوف وغيرهم، تمهيدًا للقصاص لهم.
- الشهيدة ميادة أشرف جريدة الدستور
في مثل هذا اليوم 28 مارس من العام الماضي، انضمت ميادة أشرف الصحفية في جريدة الدستور والتي استشهدت، أثناء تغطيتها لاشتباكات عين شمس بين عناصر جماعة الإخوان وقوات الأمن لتصاب ميادة برصاصة فرقت الحياة على إثرها.
حيث أن "أبناء صاحبة الجلالة" يدفعون أرواحهم وراحتهم دون مقابل ودون تأمين ولا دفاع عنهم، فقد يتم القبض عليهم من قبل قوات الأمن أو ايقافهم من المتظاهرين وسؤالهم عما يفعلون ولماذا يلتقطون صورًا للمتظاهرين، وخاصة أن معظم الصحفيين الميدانيين من جيل الشباب، وفي الغالب لا يملك هؤلاء ما يثبت عملهم بالمهنة، وكثيرا كانت تخذلهم نقابة الصحفيين في الدفاع عنهم والأخذ بحقوقهم مما يجعلهم عرضى للموت أو السجن أو الضرب.
وفي رصد "الفجر" للشهداء الصحفيين الذين سقطوا منذ إندلاع الثورة وحتى الآن...
* حصاد شهداء صاحبة الجلالة
- الشهيد " أحمد محمود" مؤسسة الأهرام
أول شهداء الصحافة المصرية، أثناء ثورة 25 يناير، هو الشهيد أحمد محمود، والذي يعمل بمؤسسة الأهرام، والذي أصيب بطلق ناري في الرأس أثناء تصويره استهداف قوات الأمن للمتظاهرين، في 29 يناير وتصوير المظاهرات التي كانت ضد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك من نافذة مكتبه، وتوفي بأحد مستشفيات القاهرة في الخامس من فبراير من نفس العام، وكان يبلغ من العمر 39 عامًا، وخرجت جنازة أحمد محمود من نقابة الصحفيين إلى ميدان التحرير.
- الشهيد " الحسيني أبو ضيف " جريدة الفجر
وفى الخامس من ديسمبر من عام 2012 كان الصحفيون على موعد مع شهيد جديد، وهو الحسينى أبو ضيف الصحفي بجريدة الفجر، والذي شارك مثل العشرات من الصحفيين، في تغطية احتجاجات القوى السياسية على الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المعزول محمد مرسي، والذي قام أنصاره في ذلك اليوم بفض اعتصام القوى السياسية أمام قصر الاتحادية في القضية التي عرفت إعلاميًا ب"أحداث الاتحادية".
وأصيب مساء ذلك اليوم الحسينى أبو ضيف برصاصة في الرأس دخل على إثرها مستشفى عين شمس وظل في المستشفى 7 أيام حتى توفي متأثرًا بإصابته في 12 ديسمبر، وخرجت جنازة أبو ضيف في مشهد مهيب من نقابة الصحفيين وحتى مسجد عمر مكرم بميدان التحرير لأداء صلاة الجنازة.
- الشهيد "صلاح الدين حسن" الصحفي بجريدة الشعب
في يوم 27 يونيو 2013 بمحافظة بورسعيد وقعت أبشع المجازر الإنسانية فكان يتابع الشهيد "صلاح الدين حسن" الصحفي بجريدة الشعب الأحداث الدامية التي كانت تتسابق فيها القنابل مع المولوتوف والطلقات العشوائية والمقصودة، وسط ضجيج وصراخ واستغاثات تطالب بسرعة احضار سيارة إسعاف لتنقل أحد الضحايا، يظهر جثمان صلاح الدين غارقا في الدماء بعد أن فارق الحياة في "التو واللحظة" بعد أن اصطدم بجسم غريب انفجر في وجهه ففصل رأسه عن جسده.
- الشهيد أحمد سمير عاصم مصور صحفي
كما استشهد الزميل أحمد عاصم السنوسي، المصور بجريدة الحرية والعدالة، 26 سنة خلال تغطية الأحداث بمحيط دار الحرس الجمهوري، التي وقعت أثناء اعتصام رابعة العدوية، عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي.
- الشهيد أحمد عبد الجواد الصحفي بجريدة "الأخبار"
كما استشهد أحمد عبد الجواد بجريدة الأخبار في 14 أغسطس من عام 2013، أثناء تغطيته أحداث الفض لميدان رابعة العدوية.
- الشهيدة حبيبة أحمد عبد العزيز، الصحفية بجريدة "اكسبريس"
"حبيبة أحمد عبد العزيز"، الصحفية بجريدة "اكسبريس" أول شهيدة في كسوف الشهيدات الفتيات من أبناء صاحبة الجلالة بعدما تعرضت لطلق ناري أودي بحياتها أثناء نقلها لأحداث فض رابعة في 14 أغسطس عام 2013.
- الشهيد مصعب الشامي مصور صحفي
لقي المصور الصحفي مصعب الشامي نفس مصير أقرانه من الشهادة في سبيل إظهار الحقيقة، عقب فض اعتصام رابعة.
- الشهيد "تامر عبد الرؤوف" مدير مكتب جريدة الأهرام بالبحيرة
كما وقع الصحفي "تامر عبد الرؤوف" مدير مكتب جريدة الأهرام بالبحيرة قتيلا "بالخطأ"، في 20 أغسطس 2013، بعد إطلاق النار عليه من كمين للجيش بعد أن اشتبهوا في سيارته التي أرادت تخطي الكمين كما ذكرت التحقيقات.
- الشهيدة ميادة أشرف جريدة الدستور
وفي مثل هذا اليوم 28 مارس من العام الماضي، انضمت ميادة أشرف الصحفية في جريدة الدستور والتي استشهدت، أثناء تغطيتها لاشتباكات عين شمس بين عناصر جماعة الإخوان وقوات الأمن لتصاب ميادة برصاصة فرقت الحياة على إثرها.