في إطار تصاعد الأزمة اليمنية، أكدت الخارجية المصرية، أن مصر أعلنت دعمها السياسي والعسكري للخطوة التي اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية في اليمن استجابةً لطلبها، وانطلاقاً من مسئولياتها التاريخية تجاه الأمن القومي العربي وأمن منطقة الخليج العربي. وقد رفض الكثير من السياسيين ذلك التدخل العسكري، فيما أوضح البعض النقاط التي ستتدخل من أجلها مصر عسكرياً في إنهاء سيطرة الحوثيين على اليمن.
. الحلول السياسية.. والمستفيدون الثلاثة "إيران – إسرائيل – أمريكا"
ففي البداية قال سعيد اللاوندى خبير العلاقات الدولية، أن وزير الخارجية ذكر أن مصر لن تشارك في عملية عسكرية إلا إذا لزم الأمر ، مؤكداً على أن الرئيس سليتزم بالحلول السياسية، وكذلك الأمر سينطبق على سوريا ، حيث أن التدخلات العسكرية غير مجدية. وأضاف "اللاوندى"، أن إذا حدثت مشاركات عسكرية فقط يجب أن تكون حرباً خاطفة والحل الأمثل يكمن فى الجلوس على مائدة الحوار مع جميع مكونات الشعب اليمنى. وتابع "اللاوندي" أن المستفيد من وراء حدوث حرب بين البلاد العربية والحوثيين داخل اليمن ، إسرائيل التى تبدو حتى الآن صامتة ، وإيران التي تساند الحوثيين ويريدون إحداث فتنة بين الدول العربية ، وأمريكا التي تصدر الأسلحة لجميع الأطراف وبالتالي اقتصادها سيرتفع و في المقابل تراجع الاقتصاد القومي للدول المشاركة في الضربات العسكرية.
. قضية ملاحة دولية و أرجع السفير ناجى الغطريفى ، أن ما يحدث فى اليمن من عمليات عسكرية للدفاع عن باب المندب والذى يعد قضية ملاحة دولية ، مؤكداً على أن دول العالم ستتدخل وفى مقدمتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولفت "الغطريفى " فى تصريح خاص "للفجر" أن باب المندب يعد شريان الحياة لكل من هم فى جنوب شرق آسيا كم انه سيؤثر سلباً على قناة السويس المصرية ، وعندما يصل الأمر إلى تهديد الملاحة ستتدخل الدول التي يقع عليها الضرر.
ورفض المنشق الإخواني إسلام الكتاتني، التخل العسكري لمصر في اليمن، موضحاً أن الحرب مع الشيعة هي الأداة الثانية التي لجأت إليها الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد فشل المخطط الإخواني، مطالباً بعدم التدخل العسكري، مشيراً إلى تدخل قطر أحد أذرع الولاياتالمتحدة لاستكمال مخطط الاستيلاء على الشرق الاوسط في التحالف العسكري لقضاء على الحوثيين، مؤكداً أن هذا دليل على عدم شفافية ذلك التحالف. وتابع الكتاتني، قائلاً: "من إيجابيات الضربة الجوية على الحوثيين هي بداية تشكيل جيش عربي موحد"، موضحاً أن سلبيات تلك الضربة هو أن السعودية تقوم بتصفية حسابات مع إيران باليمن، وسيقع العرب وعلى رأسهم مصر في "فخ الولاياتالمتحدة" على حسب وصفه.
. إنقاذ باب المندب..وتكوين جيش عربي ومن الناحية العسكرية قال اللواء حسام سويلم، أن مصر سبق وعلقت تدخلها العسكري في اليمن بدول الخليج، موضحاً أن التدخل العسكري لمصر لن يمر كالحرب الأولى بتعاون مصر بمفردها بل سيكون في إطار جيش عربي موحد، مؤكداً أن تداعيات الامور تستلزم تفعيل ذلك الجيش لكي يتم السيطرة على جميع القوى التي تريد الإطاحة بدول العرب.
وأكد سويلم، أن الضربة الجوية التي شنت صباح اليوم ضرورية لكل الأطراف ، من اجل إنقاذ مضيق باب المندب اللمر التجاري الدولي المتعارف به، إلى جانب إنه يعد المدخل الجنوبى لقناة السويس، موضحاً أن إيران تسعى للاستيلاء على باب المندب لتحقيق الأغراض الأمريكية التي تستهدف تفتيت جميع الدول العربية. وتابع سويلم، قائلا: "أن التدخل المصري العسكري سيبدأ بالقوات البحرية لإغلاق ميناء الحديبة ثم نخوض عمليات خاصة عن طريق قوات التدخل السريع ، بينما ستستمر غيران فى دعمها للحوثين،من خلال الحرس الثورى الإيرانى.
. الخطأ القديم
فيما أدان اللواء زكريا حسين خبير عسكري واستراتيجي، فكرة تدخل مصر عسكرياً في أزمة اليمن، خوفاً من تكرار خطأ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للتدخل العسكري في اليمن الذي تسبب في هزيمة 67 التي لا زالنا نعاني منها حتى الآن.
ومن منطلق أخر أشاد حسين، بموقف البحرية المصرية من التصدي للقوات الايرانية عند مضيق باب المندب، موضحاً أن غلق بابا المندب هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للدول المطلة على البحر الأحمر، مؤكداً إنه ممر دولي معترف به، كما إنه سيتسبب في أزمة كبيرة لقناة السويس، متمنياً ألا ننساق لحرب مع الشيعة الإيرانية وتكرار الخطأ القديم، ألا نتحرك بدون جيش عربي موحد.