لم يكن الفيديو الذى نشره تنظيم داعش الإرهابى بقيام طفل لا يزيد عمره عن 12 عاماً بإعدام شاب فلسطينى، وليد الصدفة، بل أنها رغبة فى إعلام الجميع بتأسيس جيل جديد من العنف والتطرف، فوسط الدماء المُسالة، والرؤس المتطايرة، والتكبيرات، والملابس السوداء والسيوف، والقنابل، والتفجيرات، يعيش أطفال داعش" أشبال الخليفة"، فتتحول حياتهم من الطفولة البريئة إلى حياة التطرف والعداونية ضد الأخر، والتربية على تعاليم العنف واستخدام القوة فى إرهاب من يقابلهم، فعندما تشاهد أى من الفيديوهات التى ينشرها التنظيم على اليوتيوب وكم المشاهد التى تزيد عن كونها فيلم رعب سوف تتأكد من نشأة جيل يسعى إلى الهدم جيل يُكمل ما بدأه الارهابيين. وأكدت اللجنة السورية لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 800 طفل يقاتلون ضمن ميليشيات داعش فى سوريا وحدها، كما أكد تقرير منظمة الأممالمتحدة للطفولة بأن ما يقرب من 300 ألف طفل تحت سن ال 18 يقاتلون كجنود فى أكثر من 30 نزاعاً مسلحاً. ومع استمرار قيام تنظيم داعش الإرهابى بتدريب الأطفال على أعمال العنف والقتل والارهاب بحفلات الدم، وتحويل كلماتهم إلى ذبج، قتل، وألعابهم إلى السيوف، والقنابل، المتفجرات، الأسلحة، وكأننا أمام هتلر جديد، حيث كتب أحد الدوعش على تويتر، ويدعى "زمن الخلافة" قائلاً: "علموا أولادكم جزّ الرقاب، غداً ستكون الكثير من الرؤوس العفنة، علهم يساعدوكم" ، وتستمر هذه السياسية الممنهجة فى تنشأة جيل على العنف، حتى وصلوا لاستخدام طفل فى قتل أحد رهائنهم وذلك بإعدام شاب فلسطينى، ونشرت صحيفة التلجراف البريطانية بإن الطفل الذى ظهر فى فيديو "داعش" فرنسى الجنسية. حيث ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعى العديد من صور أطفال داعش اللذين يحملون السلاح ويحملون الرؤس المُقطعة والأسلحة، رافعين علامة النصر، كما تؤكد الفيديوهات المنتشرة على موقع "اليوتيوب" أن تدريب أطفال داعش اللذين معظمهم دون سن ال 16 يتم من خلال إرتداء الأطفال ملابس سوداء، ثم يخضعون لتدريبات قاسية تتمثل فى تدربيهم على استخدام السلاح والقنابل، وإعداد المتفجرات، مع تهيئة العديد من الأطفال للانتحار، ويظهر أمامهم قائد التدريب الذى يرتدى هو الأخر ملابس سوداء يتولى عمليات التدريب التى يخضع لها الأطفال ويقول لهم فى الفيديو:"إن التركيز على التدريب العسكري ووضع الخطط واستخدام كافة الأسلحة وتصنيع العبوات الناسفة ونصب الكمائن واقتحام المنازل والثكنات وأساليب القيادة الحديثة في حرب العصابات والقتال في المناطق المبنية والجبلية". فدخول الأطفال إلى التنظيم يختلف من أطفال البلدة وهم أطفال سوريين أو عراقيين فمن السهل أنضمامهم إلى التنظيم مع أهاليهم أو من خلال قيام التنظيم بخطفهم وضمهم للتنظيم، وتجنيدهم عنوة، أو برضاهم وذلك بدافع الفقر والحاجة بجانب الجهل، وذلك من خلال استدراجهم عبر المسابقات التثقفية وتوزيع الهديا المادية والعينية، كما يتم مع الأطفال خارج البلد يتم استدارجهم أيضاً أما بالخطف أو بالوعود بالنعيم والرغد والحياة الثرية، ثم يتم إدخالهم على مرحلة التدريب فى معسكرت التنظيم، ومرورهم بعدة مراحل من التأهيل النفسى والإيمان بما يقوله القائد، ثم تعليمهم فنون القتال وتدريبهم على استخدام الأسلحة والمعدات، بداية من السكين باستخدام دمى وذبح رأسها والتى يتم تجهيزها بصورة تتلائم مع شكل أعداء التنظيم، وذلك كما هو موضح بفيديو على موقع اليوتيوب، حيث يوضح الفيديو قيام الطفل بذبح هذه الدمية ووضع رأسها فوق ظهرها كما يفعل الإرهابيين مع كافة ضحاياهم. لم تكن ألعاب أطفال داعش تلك اللعب المعروفة من الكرة، والجرى، السباحة وغيرها من الألعاب الترفيهية، بل تنوعت ألعابهم ما بين لعبة الانتحار وهو قيام الطفل بإتدراء ملابس سوداء وحزام ناسف وتوديع زملائه للقيام بعملية انتحارية وسط مجموعة أعداء يقوم غيره بلعب دور الأعداء، كما توجد الألعاب الإلكترونية تحت مسميات غربية ومنها " "صليل الصوارم"، وهى عبارة عن مهمات ضد القوات الدولية التى شكلتها الولاياتالمتحدة للقضاء عليهم، وتمر مراحل اللعبة بمهاجمة الجيش العراقى ثم القوات الأمريكية، وكل هذه التدربيات تنتهى بمرحلة حلف قسم البيعة للخليفة البغدادى، وذلك كما نُشر بفيديوهات وجود أطفال لا يزيد أعمارهم عن عشر سنوات، ذو ملابس سوداء، ويحملون الأسلحة ويتدربون على استخدامها، والذبح، وركوب الدبابات، لحماية الخليفة البغدادى وإقرار الولاء له. و قال محمد حميدة، الباحث فى شئون التنظيمات المتطرفة، ومؤلف كتاب " القتل المقدس" عن تنظيم داعش، إن أطفال داعش يمرون بعدة مراحل يتم من خلالها غسل أدماغتهم حتى يقوموا بمبايعة الخليفة أبو بكر البغدادى، حيث يتم تدريبهم كمرحلة أولى بالإعداد النفسي، وذلك لقتل مشاعر الإنسانية داخلهم وتستغرق عدة شهور، حيث أن الشخص يندمج مع ما يتدرب عليه خلال 3 شهور ، كما يتم تأهيلهم على محاربة كل ما هو محتلف معهم دينياً بأنه كافر ، ويتم تدربيهم على مسك الأسلحة وإعداد القنابل وكيفية ذبح الضحية كما توضح فيديوهاتهم. وأضاف حميدة، بأنه يتم تدربيهم تدربيات عنيفة وهى من مراحل الأعداد والتجهيز المهمة لدى التنظيم، حيث يقوموا بإدخلهم فترة التدريب القاسية والتى تشمل ست مراحل بداية من التمرين على الظروف القاسية، التدريب الليلى، التدريب على مختلف الأسلحة، التدريب لتنفيذ العروض العسكرية، مع كيفية حمل السلاح واستخدامه، مؤكداً أنه بعد الإنتهاء من تلك التدريبات تأتى المرحلة الأخيرة وهى الولاء وحلف قسم البيعة للخليفة أبو بكر البغدادى، ويقوموا بترديد عبارات للأطفال من هل تريد الاستشهاد فى سبيل الله ويرد الأطفال بالموافقة، ، كما أن أطفال داعش يُطلق عليهم عدة مسميات من " أشبال الزرقاوى فى غوطة بدمشق ، أشبال الخلافة بسوريا، أشبال أبن تيمية بريف حلب. كما أوضح بأنه يتم استعباد الأطفال فقد نشرت داعش فى مجلة دابق التى تصدر باللغة الأنجليزية إنه يتم استعباد الأطفال الإيزايدين وتقديمهم كغنائم حرب كوسيلة لإحياء العبودية، حيث أنه بعد القبض على الإيزايدين يتم توزيع الأطفال على مقاتلى الدولة الإسلامية الذين شاركوا فى الحرب عليهم وفقا لأحكام الشريعة، حيث يعتبر بيع الاطفال والاتجار بهم من أهم مصادر تمويل تنظيم الدولة الإسلامية، وكانت داعش قد أقامت سوقاً لبيع الأطفال من المسحيين والإيزيديين والنساء بمدينة الموصل بالعراق، ويصل سعر الطفل لعشرة ألاف دولار أمريكى، فعناصر داعش لا زالت تمارس القتل والتعذيب وأسر الأطفال وحثهم على حمل السلاح مما يمثل انتهاك صارخ لطفولتهم.