لم تقل محبة نظير جيد روفائيل، للزي العسكري الذي آثر ارتداؤه متطوعًا في صفوف ضباط القوات المسلحة المصرية، بعد وصوله للكرسي الباباوي، ليصبح "شنودة الثالث" بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. قال الدكتور اسحاق إبراهيم، الأمين العام للمعهد العالي للدراسات القبطية واللاهوتية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ووكيل قسم التاريخ الكنسي بالمعهد:" أن البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية رقم 117، قام بزيارة الجبهة عدة مرات قبل حرب اكتوبر، والتقى بقادة القوات المسلحة وبالضباط والجنود وفي الخطوط الأمامية و جاء ذلك في عددين بجريدة الاهرام احدهما بتاريخ 14 ابريل عام 1972 , والاخر بتاريخ 4 فبراير عام 1973". وتابع إبراهيم :" وعندما نشبت الحرب بين مصر واسرائيل في السادس من اكتوبر عام 1973، قامت الكنيسة بقيادة البابا الراحل بدور وطني وتاريخي رائع، من اجل الدعم المعنوي والسياسي للوطن اثناء الحرب، من اجل توفير الادوية والمساعدات الانسانية و دعم المجهود الحربي، كما قامت الكنيسة مع الدقائق الاولى للحرب بعقد اجتماعات متتابعة لمساندة الوطن الغالي وجيشه الباسل في خرب تحرير الارض من مغتصبيها"، مضيفاً :" وقام البابا شنودة الثالث بزيارة العديد من الجنود الجرحى في المستشفيات يوم 22 اكتوبر عام 1973، بالاضافة الى زيارة الجبهة يوم 24 مارس 1974 وذلك بعد انتهاء العمليات العسكرية. مؤكدًا على مشاركة البابا الراحل في الجلسة التاريخية لتكريم ابطال حرب اكتوبر بمجلس الشعب بتاريخ 17 اكتوبر 1973 وبحضور الرئيس الراحل محمد انور السادات". ومن جانبه قال الدكتور "مينا بديع عبدالملك"، المؤرخ الكنسي، وأستاذ الرياضيات بجامعة الإسكندرية :" أنه أثناء حرب أكتوبر كان يرأس الكنيسة البابا الراحل شنودة الثالث؛ وقام بالتنسيق مع الأسقف الشهيد الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة و الإجتماعية الراحل -الذي أستشهد مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات في أحداث المنصة – بالتواصل مع مجلس الكنائس العالمي لإحضار الأدوية والمساعدات الإنسانية للجنود المصريين، وبالفعل نجح الأنبا صموئيل في إحضار الأدوية والمساعدات الإنسانية". وأضاف عبد الملك :"أنه بعدها قام البابا شنودة والأنبا صموئيل بزيارة الجنود على الجبهة وأحضروا بعض الهدايا للجنود فأهدوا الأناجيل للجنود الأقباط و السبح والهدايا للجنود المسلمين".