هتافات البائعين تخترق فصول الطلاب "حمرا يا قوطة.. بتاع الخزين يا بصل" تتعالى أصوات المعلمين داخل الفصول ليعلموا الطلاب، ويردد الطلاب خلفهم داخل المدرسة، إلى أن تخترق أصوات الباعة الجائلين شبابيك الفصول وايضاً أصوات سائقى "الميكروباص، والتكاتك" الذى يمنع الطلاب من التركيز أثناء اليوم الدراسى.
يذهبون الطلاب إلى مدارسهم يومياً صباحاً ويسيرون فى طريقهم بسلام دون تأخير أو زحام أو معاناة حتى يصلوا إلى المدرسة، وما أن يبدأ المدرس بالشرح داخل الفصل، ليجد أصوات الباعة الجائلين تتصاعد ب"حمرا يا قوطة.. بتاع الخزين يا بصل"، وأيضاً أصوات شجار سائقى "الميكروباص والتكاتك"، هذه هى الأصوات التى يسمعونها الطلاب يومياً داخل مدارسهم.
تجولت "الفجر" داخل شارع المدارس لتنظر له نظرة واقعية لترصد الزحام والأهمال، وبمجرد أن تدخل شارع المدارس بجوار سنترال العمرانية بالجيزة، تجد بداخله عدة مدارس، مدرسة احمد عرابى الثانوية بنات، ومدرسة المحمدية الابتدائية بنات، ومدرسة الصديق الابتدائية بنين، ومدرسة أحمد زويل التجريبية المشتركة، ومدرسة مصطفى كامل التجريبية المشتركة.
وبالرغم من كون اسمه شارع المدارس إلا انك لا ترى المدارس بعينك بسهولة من الزحام الشديد الذى يكسو الشارع تماماً من بدايته وحتى نهايته، من باعة جائلين وسوق وعربات كارو والقمامة التى تكثر أمام أبواب المدارس ورائحتها الكريهة التى تسبب الأمراض، إلى جانب "الميكروباص والتكاتك" ايضاً بخلاف الملاهى التى توجد بنفس الشارع وأمام المدارس التى تغرى الطلاب فى الصباح ويقفون بالدور على "المرجيحة" ومنهم من يقع على الأرض ويحدث له اصابات بالغة.
وكثيراً يشكوا الأهالى من الزحام الشديد أمام مجمع المدارس خوفا،ً على ابنائهم ولكن ما باليد حيلة، لا يقدرون أن يمنعون أولادهم من الدراسة ولا ينقلون أوراقهم إلى مدرسة اخرى بسبب المربع السكنى، وخوفاً على أولادهم ايضاً من المواصلات بسبب كثرة الحوادث فى الفترة الأخيرة.
قالت ماجدة ابراهيم ولى امر الطالبة علا مصطفى : "بنتى بتصحى كل يوم الصبح من بدرى علشان متتأخرش على المدرسة وزحمة شارع المدارس بتخليها ماشية فيه أكتر من ربع ساعة وبتتاخر على المدرسة، وكل يوم بضطر اوصلها لأني بخاف عليها من الميكروباصات والتكاتك اللى فى الشارع، لأن السواقين اصلاً بيبقوا ماشيين مش شايفين قدامهم، ومش بيراعوا ان ده شارع مدارس وفى اطفال ماشيين".