يحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم الثلاثاء (الثالث من مارس 2015) خلافاته مع الرئيس الأميركي باراك اوباما حول الملف النووي الإيراني إلى الكونجرس حيث يحاول نسف الاتفاق الذي تسعى واشنطن للتوصل إليه مع طهران قبل نهاية الشهر. وبالتزامن مع إلقاء نتانياهو لكلمته أمام الكونغرس، بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في سويسرا سعيا للتوصل إلى تسوية نهائية يفترض أن تشكل إطارا لبرنامج طهران النووي. وكان نتانياهو شن حملة الاثنين على الاتفاق الذي تسعى مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) وإيران للتوصل إليه بحلول 31 مارس، متحدثا أمام 16 ألف مندوب في لجنة العلاقات الخارجية الأميركية الإسرائيلية (ايباك)، أقوى لوبي مؤيد لإسرائيل في الولاياتالمتحدة. وأعلن أن هذا الاتفاق "قد يهدد بقاء إسرائيل". ومن المتوقع في كلمته الثلاثاء من منبر الكونغرس أمام العديد من الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين، أن يحض العالم مرة جديدة على منع إيران من امتلاك القدرة على صنع قنبلة نووية في المستقبل. بيد أن نتانياهو الذي تعتبر علاقاته الشخصية مع اوباما سيئة، حاول أن يخفف من أضرار وجوده في واشنطن دون التنسيق مع الإدارة الأمريكية، إذ أكد أن كلمته الاستثنائية أمام الكونغرس ليس القصد بها "التقليل من قدر" الرئيس الأميركي. ويبقى أن هذه "المهمة التاريخية" التي يقوم بها نتانياهو في واشنطن معرفا عن نفسه بأنه "موفد .. عن مجمل الشعب اليهودي" أثارت فتورا كبيرا مع الحليف الأميركي. بيد أن الرئيس الأمريكي اتهم في تصريحات علنية يوم أمس نتانياهو بأنه أخطأ في الماضي حول صوابية الاتفاق النهائي الذي تسعى الدول الست للتوصل إليه مع طهران. واستشهد أوباما بالاتفاق المرحلي الموقع في نوفمبر 2013 والذي قضى بتجميد جزء من الأنشطة النووية الإيرانية لقاء رفع جزئي للعقوبات عن طهران. وقال أوباما منتقدا أن "نتانياهو أدلى بتصريحات شتى. قال إن هذا سيكون اتفاقا مروعا، إنه سيمكن إيران من الحصول على 50 مليار دولار، إن إيران لن تحترم الاتفاق. ولكن أيا من هذا لم يتحقق"، متحدثا في مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز.