في غُرْفَةٍ صغيرة بمنزل متواضع، يملؤها السكون وبها سرير وُضِعَ عليه زِيٌ مدرسيٌّ وملابس لطفلة صغيرة ومجموعة من المكعبات ولعب الأطفال. وجدنا داليا علي -والدة الطفلة "منة" صاحبة ال8 سنوات- والتي تُوفيت في20 من فبراير الماضي، بعد خطأٍ طبي ارتكبه طبيب بمستشفى "صيدناوي" بالمطرية أثناء إجراءه عملية "اللوز" للطفلة، تجلس باكيةً وهي تحتضن صورة طفلتها وتناجيها لماذا تركتينا؟". بدأت والدة الطفلة في سرد قصتها حيث أخبرتنا أن طفلتها لم تكن تُعانِي من أي شيء غير "سخونية" أخذتها الأم على إثرها إلى مستشفى "صيدناوي"؛ لعمل مجموعة من التحاليل بعد عرضها على أحد الأطباء. وتابعت الأم: "بنتي اتحجزت في المستشفى عشان تعمل "اللوز" وفضلت في أوضة العمليات ساعتين كاملين بعدها اتكتبلها على علاج وخرجت، تاني يوم فوجئنا بيها بتنزف نزيف حاد وخدناها على مستشفى "المطرية العام" واتحجزت 3 أيام ثم كُتِبَ لها تصريح بالخروج من المستشفى". وأضافت الأم -وهي غارقة في دموعها-: "بنتي قعدت 16 يومًا تنزف وأنا رايحة جاية بيها على مستشفى "صيدناوي" والدكتور اللي عملها العملية يقولي مفيهاش حاجة، لحد ما راحت مني". قالت الأم هذه الجملة ثم انهارت باكية، ليخبرنا صبري مصطفى، عم الطفلة "منة"، أن نجلة أخيه تعرضت لجريمة طبية على يد هذا الطبيب الذي تسبب في قطع عرق التغذية بالرقبة أثناء إجراءه لها عملية "اللوز"، ولم يكتفي بذلك بل ظل يخبرهم أن الفتاة بخيرحتى بعد أن تُوفِيَتْ، حتى تمكن من مغادرة المستشفى، قالت له الممرضة "بنتك تعيش انت" وأضاف "مصطفى": "مستشفى "صيدناوي" أنكرت وجود الدكتور ده فيها وقالت "معندناش دكتور بالاسم ده، ده اسم عضو مجلس شعب". وتابع: "منة ليست الحالة الأولى التي تتعرض لنزيف على يد هذا الطبيب، في غيرها كتير ولا يتم محاسبته". وشدد عم الطفلة على أنهم لن يتركوا حق "منه"، قائلًا: "عملنا محضر في قسم الأزبكية برقم 743 لسنة 2015 ضد الطبيب والمستشفى وسنتخذ كافة الإجراءات القانونية لحد ما نجيب حقها". "انتوا وحشتوني أوي ونفسي أخرج عشان أقعد وألعب معاكوا"، كانت هذه هي أخر جملة قالتها الطفلة "منة" لأختها "دُنْيَا" قبل وفاتها بأيام، كما قالت "دُنيا" باكيةً: "كان نفسي أكون مكانها؛ لأنها كل حاجة في حياتي وكانت بتروح معايا المدرسة" الدكتور عادل عدوي- وزير الصحة والسكان كان أصدر بياناً السبت الماضي قرر خلاله إيقاف الطبيب الذي قام بإجراء هذه العملية وإنهاء تعاقده مع التأمين الصحي، مؤكدًا أنه لا يمكن لا يمكن أن يقبل أو يسكت على أي تقصير أو إهمال.