كدت المملكة العربية السعودية أن "المجتمع الدولي مسؤول عن حروب الشرق الأوسط، لإخفاقه في منع الاحتلال الإسرائيلي". وأشارت إلى أن المجتمع الدولي أخفق في معالجة الأخطار التي أخذت أشكالاً وقوالب جديدة مثل خطر الإرهاب الدولي، واتخذ محاربة هذه الظاهرة في كثير من الأحيان شكل حلول مرحلية وإقليمية، لم تتعامل مع كون الإرهاب ظاهرة عالمية، موضحةً أن الإرهاب "مسألة فكرية فضلاً عن كونها قضية أمنية". وجاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها المندوب الدائم للسعودية لدى الأممالمتحدة، السفير عبد الله المعلمي الليلة الماضية أمام مجلس الأمن حول "صون السلام والأمن الدوليين". وقال السفير عبدالله المعلمي في كلمته التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) اليوم الثلاثاء إن "الدارس لواقع المنطقة وما شهدته من حروب، لابد أن يستخلص أن المجتمع الدولي، متمثلاً في مجلس الأمن، أخفق في منع الاحتلال الإسرائيلي وفي إزالته، ولذلك مازلنا نشهد واقع حرمان الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية التي أقرتها الأممالمتحدة، وعجزت عن فرضها وتطبيقها، الأمر الذي أدى إلى نشوب العديد من النزاعات المسلحة في المنطقة". وأشار إلى أن "المجتمع الدولي، أخفق في حماية الشعوب من المجازر التي ترتَكب بحقها من قِبَل سلطات فقدت شرعيتها، وكانت رواندا مثالاً فاضحاً على العجز والشلل في مواجهة أحداث مروعة، كانت ومازالت تشكل عبئاً على الضمير العالمي، وكذلك الحال ما نشاهده اليوم في سوريا، حيث تستمر عمليات القتل والترويع ضد أبناء الشعب السوري وباستخدام الطائرات والصواريخ والغازات السامة والحصار والإبادة والتهجير، دون أن ينجح المجتمع الدولي في تحقيق اختراق يذكر على صعيد المساعدات الإنسانية، فضلاً عن التسوية السياسية المنصفة". ألم وتابع "مما يبعث على الألم أن تأتي مناقشاتنا في وقت يغيب فيه الأمن والسلم عن كثير من بقاع الأرض في الشرق الأوسط وفي أفريقيا وأوروبا وآسيا". وأوضح المعلمي "لئن كان النظام العالمي الجديد الذي تأسس في أعقاب الحرب العالمية الثانية، والمتمثل في الأممالمتحدة وميثاقها أفلح في تفادي حرب عالمية ثالثة، فإن مجموع الحروب التي خاضها العالم في أماكن متفرقة عبر السبعين عاماً الماضية يفوق في ضراوته وآثاره وخسائره ما كان يمكن أن ينتج عن حرب عالمية من دمار، مما يجعلنا نتساءل عما إذا كان هذا النظام والميثاق نجح فعلاً في صيانة الأمن والسلم الدوليين". وأضاف "وإذا أمعنا النظر في منطقة الشرق الأوسط فإننا نجد أن العقود السبعة الماضية، شهدت ما لا يقل عن 15 حرباً كان معظمها مرتبطا بشكل أو بآخر بالقضية الفلسطينية، ومازالت بعض هذه الحروب تخيم بآثارها على المنطقة حتى يومنا هذا". وأكد أن السعودية حرصت دوماً على المشاركة في كل جهد ومسعى من شأنه أن يسهم في حفظ الأمن والسلم الدوليين ويرتقي بأداء هذه الهيئة الدولية.