تعد العلاقات "المصرية-الليبية" نموذجًا للعلاقات الموغلة فى القدم بين دول الجوار خاصة ليبيا، فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التى ساعدت على حركة السكان والمبادلات الاقتصادية والحضارية بين البلدين. العلاقات التاريخية العلاقات التاريخية بين مصر وليبيا تعود لآلاف السنين، فقد حكمت الأسرة الثالثة والعشرون من الملوك المشواش الليبيين مصر العليا بين عامي 880 و734 قبل الميلاد، وأُنشأت العديد من المستعمرات اليونانية في كلا البلدين مثل "قوريني" في ليبيا و"الإسكندرية" في مصر. أيضاً حكم البطالمة مصر وشرق ليبيا "برقة"، ولاحقاً أصبحت كلًا من مصر وبرقة من مقطاعات الدولة الرومانية. فتحت الجيوش الإسلامية مصر بقيادة عمرو بن العاص زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، ومن مصر بدأ الفتح الإسلامي للشمال الأفريقي، فكانت البداية بالمناطق المتاخمة لمصر ناحية الغرب، فكانت برقة ثم طرابلس في ليبيا. وفي زمن الحكم الإسلامي بشكل عام، كانت طرابلس تعد مستقلة عن مصر في بعض الأحيان، وخلال فترة حكم الأغالبة من 800 حتي 909 م بشكل خاص، بينما في أوقات كثيرة أخرى كان البلدين متحدين في كيان إداري واحد، خاصة في عهد الخلافة الفاطمية من 909 حتي 1171 م. أصبحت مصر جزءاً من الدولة العلية العثمانية عام 1517 وطرابلس في 1555. ومع ذلك، كان كل من البلدين يتمتع باستقلالية كبيرة. التعاون المشترك كانت مصر من أوائل الدول التي تعاملت مع ليبيا رسمياً بعد إستقلالها في أوائل الخمسينات من القرن العشرين، وقد ساعد ليبيا مصر في حرب أكتوبر 1973. وفي وقت لاحق، نشأت توترات بين البلدين بسبب التقارب المصري مع الغرب، والذي نتج عنه الحرب المصرية الليبية عام 1977، ومن ثم تم تعليق العلاقات لمدة 12 عاماً. ورغم ذلك تحسنت العلاقات بشكل مضطرد منذ عام 1989، ومع الرفع التدريجي للعقوبات على ليبيا من قِبل الأممالمتحدة وأمريكا في الفترة بين عامي 2003 و2008، حدث تطور كبير في العلاقات بين البلدين، وتم فتح مجالات للتعاون المشترك في صناعات النفط والغاز الطبيعي. استهداف المصريين بليبيا في 18 أكتوبر من عام 2013 تم احتجاز 91 سيارة و150 سائقًا مصريًا بسبب إلقاء السلطات المصرية القبض على مجموعة من الليبيين اللذين دخلو البلاد بطريقة غير شرعية، وفي يناير 2014 تم اختطاف 10 سائقين مصريين على يد ميليشيات ليبية مسلحة، ومن العام نفسه في 4 فبراير قامت كتيبة "درع ليبيا" باحتجاز 400 سيارة نقل مصرية، وذلك من أجل الضغط على الحكومة الليبية، التي لم تصرف رواتبهم المتأخرة. ويستمر استهداف واحتجاز المصريين بليبيا حيث أنه في شهر مارس من عام 2014 تم اختطاف 70 مصريًا، وفي 4 أبريل من نفس العام قامت مجموعة مسلحة تابعة لإحدى الميليشيات الليبية باحتجاز عشرات الشاحنات المصرية المحملة بالبضائع وعلى متنها أكثر من 50 سائقًا، بمنطقة إجدابيا غرب مدينة بنغازي، وفي 15 مايو تم احتجاز ما يقرب من 300 سائق داخل الأراضي الليبية، واختطاف 40 مصريًا آخرين من أبناء محافظة الفيوم، وفي أغسطس تم اختطاف 4 عمال مصريين. وناشدت الخارجية المصرية السائقين المصريين بليبيا في 4 سبتمبر 2014 بعدم تجاوز "طبرق" لتدهور الأمن بليبيا، وفي 29 سبتمبر تم احتجاز 70 سائقًا مصريًا من جانب بعض المليشيات الليبية المسلحة بمنطقة البداي، للضغط على الجانب الليبي لتلبية بعض مطالبهم، وفي 23 ديسمبر من عام 2014 تم قتل طبيب مصري قبطي وزوجته، وفي 29 ديسمبر تم اختطاف 7 مصريين، وفي يناير 2015 تم اختطاف 21 قبطيًا على يد تنظيم "داعش" في ليبيا. مقتل 21 مصريًا على يد "داعش" قام "داعش" بإعدام 21 مصريًا قبطيًا تحت عنوان "رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب"، ببث التنظيم فيديو يظهر عملية ذبح 21 مصري على إحدى السواحل الليبية. أسماء ضحايا "داعش" كان عدد الضحايا المحتجزين لدى "داعش" 21 شخص، وينتموا إلى خمسة قرى بمحافظة المنيا جنوبي القاهرة، ومنهم 13 من قرية "العور" وأسماء الضحايا هي: (ميلاد مكين زكي - أبانوب عياد عطية - ماجد سليمان شحاتة - يوسف شكري يونان- كيرلس شكري فوزي - بيشوي أسطافنوس كامل - صموئيل أسطافنوس كامل - ملاك إبراهيم سنيوت- تواضروس يوسف تواضروس - جرجس ميلاد سنيوت - مينا فايز عزيز - هاني عبدالمسيح صليب- بيشوي عادل خلف - صموئيل ألهم ويلسن - عامل من قرية العور بدون اسم - عزت بشري نصيف- لوقا نجاتي - جابر منير عادلي - عصام بدار سمير - ملاك فرج إبرام - سامح صلاح فاروق). خلفية الأحداث في يناير الماضي أكد الفرع الليبي لتنظيم "داعش" خطف 21 قبطيًا مصريًا في ليبيا، وأكدت القاهرة أن 20 من رعاياها خطفوا في ليبيا في هجومين مختلفين، وفي العدد الأخير من مجلة "دابق" التي تصدر عن تنظيم "داعش" نشر مقالًا حول خطف 21 قبطيًا مصريًا مرفقًا بصور مماثلة وبشكل كبير لتلك التي يتضمنها شريط الفيديو الذي تم بثه الأحد. قرارات الرئاسة المصرية أعلن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، فى كلمة طارئة ردًا على مقتل 21 مصريًا من قبل "داعش" فى ليبيا بأنه حان الوقت للتعامل مع الإرهاب بدون أي ازدواجية فى المعايير، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك حق الرد على داعش. ووجه السيسي، حكومة محلب بإتخاذ كافة الإجراءات للوقوف مع أهالي الضحايا بكل الطرق الممكنة بالإضافة إلى منع المصريين من السفر إلى ليبيا. التدخل العسكري المصري في ليبيا 2015 يشير التدخل العسكري إلى الغارات الجوية المصرية التي شنتها القوات الجوية المصرية بالتنسيق مع الحكومة الليبية الرسمية على مواقع تنظيم "داعش" في ليبيا، جراء قتل 21 مصريًا. تعليق ليبيا على الضربة الجوية المشتركة أعرب الدكتور عبدالله الثنى، رئيس الوزراء الليبيى، عن تقديره الضربات الجوية، التي وجهتها القوات الجوية المصرية إلى مواقع داعش بعدد من المدن الليبية، قائلًا "الشعب الليبى حكومة وشعبًا يثمنون الضربات الجوية على مواقع التنظيم الإرهابى". موقف القانون الدولي قال متخصصون في القانون الدولي، إن الضربة الجوية التي شنتها مصر على معاقل تنظيم داعش في ليبيا، لا تخالف القانون الدولي لأنها تمت بالتنسيق مع الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، ولأنها تأتي في إطار الدفاع عن النفس.