قال أحد الغربيين الذين يحاربون إلى جانب مسيحيي العراق ضد داعش، لمجلة نيوزويك الأمريكية، أن عدوهم أكبر عدداً، وهو متوحش وشرس لا يرحم. وتشير المجلة في تقرير لها إلى تدفق آلاف الأجانب نحو العراق وسوريا خلال العامين الأخيرين، حيث انضم معظمهم إلى داعش، ولكن هناك أيضاً قلة من المثاليين الغربيين، ممن شعروا بالإحباط من حكوماتهم لعدم قيامها بما يلزم لمحاربة الجهاديين المتشددين، أو لوقف معاناة الأبرياء. تضحية وفداء وتقول نيوزويك إن الميليشيا التي انضم إليها هؤلاء الغربيين تحمل اسم" دويخ نوشا"، وتعني "التضحية بالنفس" باللغة الآرامية القديمة التي نطق بها المسيح، وما زال يستخدمها الآشوريون المسيحيون، الذين يعدون أنفسهم السكان الأصليين في العراق. وكما ورد في المجلة، تظهر خريطة معلقة على جدار في مكتب الحزب السياسي الآشوري التابع لدويخ نوشا، أسماء بلدات مسيحية في شمال العراق، منتشرة حول مدينة الموصل. وتخضع معظم تلك القرى والبلدات لداعش الذي سيطر على الموصل في الصيف الماضي، وأصدر تعميماً للمسيحيين يقضي بدفع الجزية أو التحول إلى الإسلام، أو الموت بحد السيف، وقد هرب معظمهم. حماية القرى وتلفت نيوزويك إلى أن "ميليشيا دويخ نوشا تعمل إلى جانب قوات البيشمركة الكردية لحماية القرى المسيحية على خط الجبهة في إقليم نينوى. وتلك هي بعض البلدات الوحيدة التي ما زالت ترن فيها أجراس الكنائس، وذلك أمر غير مقبول، حسب قول مقاتل يدعى بريت، 28 عاماً، والذي طبع فوق صدر بزته العسكرية عبارة" ملك نينوى". وقد احتفظ بريت، كسواه من المقاتلين الأجانب، باسم عائلته لنفسه حفاظاً على سلامة أفراد أسرته". وتقول المجلة أن" مقاتلين مسيحيين آخرين وصلوا قبل أسبوع، ولكن قوات البيشمركة الكردية ردتهم، في يوم الجمعة الأخيرة، بعيداً عن خط الجبهة، بعد أن طلبت منهم الحصول على تصريح رسمي قبل المشاركة في القتال". وأما المقاتل تيم، فأغلق شركته لأعمال البناء في بريطانيا في العام الماضي، وباع بيته واشترى بطاقتي سفر بالطائرة إلى العراق، الأولى له، والثانية لمهندس برامج كمبيوتر أمريكي، تعرف عليه عبر الإنترنت". أمل بوقف الفظائع وبحسب نيوزويك "التقى الرجلان في مطار دبي، وسافرا سوياً إلى مدينة السليمانية الكردية، واستقلا من هناك سيارة أجرة نقلتهما إلى دهوك، حيث وصلا في الأسبوع الماضي. وقال تيم، 38 عاماً" أتيت إلى هذا المكان لأحدث فرقاً، وعلى أمل وقف بعض الفظائع. ولست، في الحقيقة، سوى شاب إنجليزي عادي". وأما سكوت، فهو مهندس كمبيوتر، خدم في الجيش الأمريكي في التسعينيات، ولكنه أمضى مؤخراً معظم أوقاته أمام شاشة الحاسوب يتابع ما يجري على أرض العراق وسوريا. وتلفت المجلة "غداً سأكون مصدوماً بصور مقاتلي داعش وهم يتعقبون ويهينون أبناء الأقلية الإيزيدية في العراق، وأخذ يحملق في الصور والأفلام الصورة عن القتال حول مدينة كوباني، والتي كانت هدفاً لعدد من الهجمات المتلاحقة من قبل الجهاديين، والذين تمكنت القوات الكردية، وبساعدة ضربات التحالف الدولي الجوية، من إخراجهم منها". وقال سكوت لمجلة نيوزويك أنه خطط للانضمام للميليشيا العسكرية الكردية (يو بي جي)، والتي استقطبت عدداً كبيراً من المجندين الأجانب، لكنه غير رأيه قبل أربعة أيام من توجهه للشرق الأوسط بعد تنامي الشكوك بشأن ارتباط الميليشيا بحزب العمال الكردستاني (بي كي كي). فقد خشي ومعه عدد من المتطوعين الأجانب من منعهم من العودة إلى أوطانهم، إذا ثبت ارتباطهم بحزب بي كي كي، والذي تعتبره الولاياتالمتحدة وأوروبا منظمة إرهابية. كما قال أولئك المتطوعين أنهم كرهوا ايديولوجية الحزب اليسارية. كما قالت المرأة الأجنبية الوحيدة في صفوف دويخ نوشا أن دور المرأة في ميليشيا يو بي جي شجعها على الانضمام للميليشيا المسيحية، والتي تسعى من خلالها للعمل على حماية الضعفاء والأبرياء من بطش داعش.