لم يمر سوى أيام قليلة على بدء العام الدراسي الثاني ، إلا إن الحرب الشرسة داخل الجامعات المصرية قد بدأت وذلك من قبل الإتحادات الطلابية والطلاب المستقلين وإدارة الجامعات ،فلأول مرة يصر الطلاب فى اتحادات الجامعات على إتمام إنتخابات الإتحادات الطلابية بعد إعلان المجلس الأعلى للجامعات نيته في إلغائها هذا العام بسبب ما مرت به الجامعات من أحداث عنف. فقد دشن عدد من الاتحادات الطلابية حملة ضمت العديد من طلاب الجامعات على مستوى الجمهورية للضغط من أجل إجراء انتخابات الاتحادات الطلابية، فى إطار العمل على إجراء انتخابات اتحاد الطلاب للموسم الدراسى 2014-2015 خلال الأسابيع القادمة فى الجامعات،معتبرين إن قرار إلغائها مخالفًا للائحة الطلابية.
ونوهت الحملة الطلابية التى دشنت باسم "لا لإلغاء انتخابات اتحاد الطلاب" على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، أن الاستحقاق الانتخابى للطلاب هو أحد أهم الاستحقاقات فى الجامعات ومن خلالها يختار طلابها ممثليها الشرعيين، مشيرة إلى أنه قد نتج عن إلغاء الانتخابات السنوات الماضية أننا أصبحنا دون رئيس لاتحاد طلاب مصر، كما أن الفرقة الأولى والثانية بكافة جامعات مصر أصبحت بدون وجود للاتحادات الطلابية.
وعن ذلك يقول، سامح أحمد، المنسق الإعلامي لطلاب ميدان بجامعة القاهرة، أن حملة لا لتأجيل انتخابات الاتحادات الطلابية، جاءت بعدما فؤجنا خلال الأيام القليلة السابقة بإعلان مجموعة من مستشاري الوزير عن النية لإلغاء الانتخابات التي تم الإعلان عن عقدها مسبقًا في بداية الفصل الثاني طبقًا لفاكس رسمي من قِبَل المجلس الأعلى للجامعات.
وأضاف أن طلاب الاتحادات الطلابية المنتخبة ترفض ذلك، موضحًا أن مطالب الحملة تتمثل في وجود ضمانات واضحة على نزاهة العملية الانتخابية، والتوقف عن محاولة الوصاية على الإرداة الطلابية.
وتابع المنسق الإعلامي لطلاب ميدان: أحد أسباب إلغاء الانتخابات في العامين الماضيين انتظار إقرار اللائحة الطلابية، لننتظر عامين، وفي النهاية يفاجئنا وزير التعليم العالي بإصدار اللائحة المالية والإدارية، دون استقبالها كمقترح من اتحاد طلاب مصر حسب نص اللائحة التنفيذية التي صدرت بقرار رئيس الوزراء في 10 يناير 2013 وبعد صياغتها بشكل منفرد من قِبَل المجلس الأعلى للجامعات، وتم التحجج حينها بأنها ستكون بشكل مؤقت؛ لرغبتهم في سرعة إتمام الانتخابات الطلابية في العام الحالي.
ومن الناحية الأخرى ،طالب حسن نبيل، رئيس اتحاد طلاب جامعة حلوان، بتأجيل الانتخابات الطلابية لهذا العام، نظرا لضيق الوقت، حيث إن موعد الانتخابات البرلمانية في شهر مارس، بينما ستعقد انتخابات اتحاد الطلاب في الأسبوع الثاني من بدء الفصل الدراسي الثاني، إن عقدت في وقتها كما هو محدد، فهذا يعني تواجد صراعين في البلاد انتخابات مجلس النواب والاتحادات الطلابية، مما يؤدي إلى تشتت الانتباه أو تصعيد طلاب غير كفء للمناصب. وأكد "نبيل " إن الحملة التي تطالب بإجراء الإنتخابات الطلابية في موعدها لها الحق الكامل في المطالبة بذلك ، لكن عليهم أن يعوا إن مسئولية الإتحاد لست بالسهلة حتى يتم عقدها في ايام ،مشيرًا إلى إن الافضل تأجليها مثلما يقر المجلس الأعلى لجامعات .
في الوقت الذي أكد فيه دكتور حسين السويدي ،الخبير السياسي ، إن النزاع بين طلاب الإتحادات والحركات الطلابية حول إجراء الإنتخابات من عدمها يعد أمر طبيعي ،مشيرًا إلى إن الطلاب في هذة المرحلة يكون لهم توجهات مختلفة فالبعض منهم يرى إن إتمام الإنتخابات في الوقت الحالي يحقق مصالح الطلاب والبعض الاخر يرى إن عدم إتمامها يحقق مصالح الطلاب . وتابع "السويدي " إننا لا يمكننا التشيكك في نوايا الطلاب المطالبين بإلغاء الإنتخابات لأن هذا رأيهم ولابد ان يحترمة الجميع ،وليس لانه الأفضل ، ولكن لأن اسس الديمقراطية تقوم على أساس إحترام الطرف الاخر اياً كان رأيه .
وأكد ،الخبير السياسي ، إن الأمر سيحسم في النهاية من المجلس الأعلى للجامعات ،وفقًا لقراره فعلى الجميع ان يتقبل ذلك بشكل يليق بالطالب الجامعي الذي يحرص على مصلحته ومصلحة طلابة وليس بالتظاهر وغيره من الأساليب التي تعثر العمل بالجامعات في مصر .