تحولت لعبة كرة القدم في مصر في السنوات الأخيرة من لعبة تتنافس خلالها الأندية من أجل امتاع الجماهير وادخال الفرحة والسعادة على قلوب البسطاء، لذكريات مؤلمة ملطخة بدماء الشباب، ولصراخ أمهات وأباء المئات من أولادهم الذين زهقت أرواحهم وهم في ريعان شبابهم. ليكون الذهاب لتشجيع ومساندة الشباب لأنديتها بمثابة حفرها لقبورها بأيديها والريحل دون عودة. فلم تُشفى جراح القلوب المصرية من كارثة بورسعيد، حتى حلت كارثة جديدة على الكرة المصرية خارج أسوار ملعب الدفاع الجوي قبل انطلاق لقاء الزمالك أمام إنبي بمنافسات الدوري العام في موسمه الجاري، وسقوط عشرات من أفراد وايت نايتس في بحور من الدماء، ليكتب المصريون بدموعهم مقولة "سلمولنا على ال 74 اللي سبقوكم". ويستعرض "الفجر الرياضي" المجازر والمذابح التي وقعت بالملاعب الرياضية على مستوى العالم وهي على النحو التالي: في مايو 1964 سقط 318 قتيلاً وأصيب أكثر من 500 خلال أعمال شغب شهدها الاستاد الوطني بالعاصمة البيروفية ليما، حيث تسبب إلغاء هدف لأصحاب الأرض في الدقائق الأخيرة من المباراة ضد الأرجنتين في إثارة غضب الجماهير. وتدخلت قوات الأمن بإلقاء قنابل دخان على المدرجات فيما كانت الأبواب موصدة ليسقط المئات بسبب التدافع والاختناق بالغاز. وشهدت مباراة محلية في الأرجنتين بين الغريمين ريفر بليت وبوكا جونيورز عام 1974 سقوط 74 قتيلا، وإصابة أكثر من 150 بسبب تدافع جماهيري من خلال إحدى البوابات المغلقة ما أسفر عن دهس العشرات تحت الأقدام. وعرفت القارة الأوروبية حادثا مؤسفا من النوعية ذاتها خلال مباراة بين عملاقي اسكتلندا سلتيك وجلاسجو رينجرز عام 1971. وأسفر تغير نتيجة المباراة في الثواني الأخيرة بينما الجماهير تشرع في الرحيل في حدوث حالة من الهياج والتدافع سقط على إثرها 66 قتيلا. وشهد عام 1982 أكثر حوادث كرة القدم مأساوية قياسا إلى عدد الضحايا حين سقط 340 قتيلا خلال مباراة بالبطولة الأوروبية بين سبارتاك موسكو الروسي وهارليم الهولندي. وأجبرت قوات الشرطة المشجعين على الخروج من الملعب خلال الدقائق الأخيرة عبر أحد الأنفاق الضيقة، لكن إحراز هدف في الدقيقة الأخيرة دفع المئات لمحاولة العودة إلى الملعب من جديد ليسقطوا تحت الأقدام بسبب التدافع في اتجاهات مختلفة. وحاولت السلطات السوفيتية التقليل من حجم الكارثة بالإعلان عن سقوط 61 قتيلا فحسب، وهو ما ثبت لاحقا عدم صحته، كما نفت مرارا مسئولية الشرطة عن وقوع المجزرة. وفي مايو 1985 أدى حريق اشتعل في الساحة الخشبية لملعب "فالي باراد" خلال مباراة محلية بين فريقي برادفورد سيتي ولينكولن سيتي إلى مقتل 56 مشجعا. لكن أشهر حوادث العنف وأكثرها دمويا بالنظر إلى حجم الاشتباكات ترتبط بملعب هيسيل بالعاصمة البلجيكية بروكسيل. وسبقت المباراة النهائية للبطولة الأوروبية بين يوفنتوس الإيطالي وليفربول الإنجليزي عام 1985 اشتباكات بين جماهير الفريقين، أعقبها انهيار حاجز فاصل بينها ما أسفر عن مقتل 39 قتيلا أكثرهم من الإيطاليين، وحرمت الفرق الإنجليزية على إثر الحادث من المشاركة في البطولات الأوروبية مدة خمسة أعوام. بعدها بأربعة أعوام شهد ملعب هيلزبره بمدينة شيفيلد أكثر حوادث الملاعب الإنجليزية فداحة خلال تدافع جماهيري بمباراة بين ليفربول ونوتنجهام فورست. واشتعلت الأحداث على إثر قرار الشرطة فتح البوابات لجماهير من ليفربول تواجدت بخارج الملعب، ما أدى إلى اندفاع جماهيري سقط على إثره 96 قتيلا. وعلى المنوال نفسه تسببت حالات فرار جماعي من الملعب في مقتل 84 مشجعا خلال مباراة بين جواتيمالا وكوستاريكا بمدينة جواتيمالا سيتي عام 1996. وبرزت خلال العقد الأخير حوادث مؤسفة في الملاعب الإفريقية بعدما تسبب تدافع بملعب إيليس بارك بجنوب أفريقيا في سقوط 43 قتيلا خلال مباراة بين فريقي كايزر تشيفز وأورلاندو بيراتس عام 2001. وشهد عام 2009 حادث مأساوي حين سقط 19 قتيلا بسبب تدافع مشابه بملعب أبيدجان قبل انطلاق المباراة بين كوت ديفوار ومالاوي بتصفيات كأس العالم.