اكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ان بلاده بعد تعرضها للهجمات الارهابية الاخيرة واجهت الامر و اتخذت التدابير اللازمة إلا ان الرد يجب ان يكون شاملا و دوليا من خلال عمل منسق بين الدول التي تقف على الخطوط الأمامية في مواجهة الارهاب و كذلك الشركات العالمية لا سيما الكبرى منها التي عليها ايضا التدخل ، كما دعا "النظام المالي" لتجفيف منابع تمويل الارهاب. وحث اولاند في كلمته اليوم أمام منتدى دافوس الاقتصادي المجتمع الدولي على ضرورة ايجاد حلول للنزاعات المزمنة لا سيما في سوريا حيث يتعين الاتفاق حول عملية انتقال سياسي طال انتظارها و في العراق حيث تشارك فرنسا في جهود التحالف الدولي لدعم القوات التي تواجه على الارض ارهاب داعش. و قال أولاند في إشارة إلى اعتداءات باريس الأخيرة أنه بعيدا عن فرنسا فإن الحرية والديمقراطية والقدرة على العيش معا وأسس مجتمعاتنا قد هوجمت. وأضاف "اريد ان أقول لكم بصدق و بصراحة ان كل دول العالم يمكن ان يضربها الارهاب و قد طال البعض منها بالفعل و البعض الاخر يخشى ان يتعرض له، فالكل يجب ان يستعد لمواجهته". و اكد ان الارهاب يستمد قوته من "الاسلام الراديكالي" و هي أيديولوجيا قاتلة تعتنقها كيانات مثل القاعدة و داعش و بوكو حرام و كل الجماعات المنتمية لهم، لافتا ايضا الى ان الارهاب يتخذ من الصراعات و الازمات ارضية له ليزدهر مثلما يحدث في العراق و سوريا و اليمن و كذلك في منطقة الساحل الافريقي. و أشار الى ان الارهاب يمتلك وسائل تحرك قوية اكثر من أي وقت مضى و يتغذى على الاتجار غير الشرعي بكل أشكاله سواء كان اسلحة، مخدرات، بشر، و تأتيه تدفقات مالية هائلة من خلال غسيل الأموال و الجرائم المنظمة العابرة للحدود. "كما يستخدموالارهاب كافة التكنولوجيات بما في ذلك تلك التي تشمل تبادل المعلومات و المعرفة و كذلك الانترنت الذي يستغل كسلاح للتجنيد و التلاعب". و أوضح ان "الارهاب يقيم روابط مع مجتمعاتنا ويجند في بلداننا ما نسميه مقاتلين أجانب"، مشيرا الى انه من ضمن 40 الف ارهابي حشدتهم داعش يوجد 10 الاف أي الربع هم من الاجانب. و فيما يتعلق بإفريقيا، قال اولاند ان فرنسا حاضرة هناك و ستبقى كذلك لتوفر المساعدة للدول التي تواجه آفة الارهاب في منطقة الساحل مثل النيجر و تشاد و كذلك نيجيريا و الكاميرون التي تواجه جماعات ارهابية مثل بوكو حرام، مشددا على ان بلاده لا يمكنها فعل كل شىء و لا يمكنها التحرك بمفردها، الا انها ستفعل كلما استطاعت لتعطي المثل. و اكد على ضرورة تحرك الأسرة الدولية و قال:" في كل مرة نترك صراع او ازمة يطول امدهما، فالارهاب يستحوذ عليهما و هذا هو الحال في ليبيا فنتيجة ان التدخل هناك لم يتم دعمه و متابعته فوحدة هذا البلد تحطمت و باتت الجماعات الارهابية تتخذ من الاراضي الليبية معقلا لها." و دعا المجتمع الدولي ان يرتقي الى مستوى التهديد الارهابي باتخاذ العديد من التدابير منها محاربة كل اشكال الاتجار و تداول الاسلحة، و مراقبة حركة الأموال . اكد ان اوروبا يجب ان تبذل مزيدا من الجهد لتشديد الرقابة على الحدود، و تحديد هوية الإرهابيين ، و رصد الإخطار التي تشكلها تحركاتهم، مجددا دعوته لإنشاء سجل للمسافرين جوا، و الحد من استخدام الانترنت لبث الكراهية و التحريض على العنف، فضلا عن تعزيز التعاون الاستخباراتي بين الدول،و الاستثمار في الدفاع الالكتروني حتى و ان كان مكلف. وشدد على ضرورة محاربة ظواهر تساعد على نمو الارهاب مثل الطائفية و الأصولية و الفصل العنصري من أجل تعزير الوحدة و اللحمة الوطنية و الأمن.