يبدو أن الكرة المصرية ستظل دائما كما هى مصدرا للمفاجأت ودليلا واضحا على أن النظام أبدا أبدا لن يعرف طريقه إلى ملاعبنا الخضراء، كما هو متبع فى كل ملاعب العالم، وحتى العربية منها، والتى بدأت تحذو حذو فرق القارة الأوروبية، من حيث الالتزام الكامل بملابس اللاعبين، وأن يكون شعار الفريق، ولا شئ غيره هو أكثر ما يميز قمصان هؤلاء اللاعبين. ولكن الأمر فى مصر مختلف للغاية، فلك الحرية فى أن ترتدى ما شئت، المهم أن تلعب وحسب، وليس مهما أن يكون ما ترتديه، يحمل شعارا لفريق آخر، أو للفريق الذى تلعب له، وذلك ما حدث أكثر من مرة فى الملاعب المصرية. المشهد الأخير من تلك الواقعة الغريبة كان بطله محمد عبد الوهاب حارس مرمى فريق غزل دمياط، الذى ظهر مرتديا قميص فريق ريال مدريد الإسبانى، فى مباراة فريقه التى أقيمت اليوم أمام وادى دجلة فى دور ال 32 من بطولة كأس مصر، وزاد عبدالوهاب من الطين بلة بأنه كان يرتدى القميص، بدون طباعة الرقم الخاص به على ظهر القميص. ولم يكن حارس غزل دمياط الفريق الذى ينافس فى القسم الثانى هو أول من يرتدى قميصا خاصا بفريق آخر، بل سبقه عدد من نجوم الدورى الممتاز، مثل المخضرم عصام الحضرى حارس مرمى الإسماعيلى الحالى وقت أن كان حارس عرين النادى الأهلى، وارتدى قميص مانشستر يونايتد الخاص بالحارس الفرنسى الشهير فابيان بارتيز، فى مباراة نهائى كأس مصر أمام الإسماعيلى موسم 2003، والذى تبعه محمد عبد المنصف حارس مرمى إنبى، عندما كان حارسا للزمالك، بعد أن ظل يرتدى قميص فريق إيه إس روما الإيطالى لفترة طويلة، مكتفيا بلصق إعلان الشركة الراعية للفريق الأبيض على صدر القميص، دون اخفاء شعار الذئاب. كما ارتدى أيضا المهدى سليمان حارس مرمى غزل المحلة، قميص الحارس البلجيكى سيمون مينيوليه، حارس مرمى ليفربول الإنجليزى، وهو ما دعى صحيفة ديلى ميل الشهيرة، آنذاك للسخرية منه. وكان للمدربين أيضا دور فى هذه الواقعة، بعدما ظهر أعضاء الجهاز الفنى السابق للزمالك بقيادة حلمى طولان وأسامة نبيه مرتدين قمصانا مطبوعا عليها شعار بطولة دورى أبطال أوروبا، أثناء قيادتهم للفريق الأبيض أمام الأهلى فى إحدى مباريات دورى أبطال إفريقيا. بالطبع مثل هذه الأمور لا تمر مرور الكرام فى أوروبا والدول المتقدمة، ولكن فى مصر كل شئ جائز، ورغم أن هذه مسئولية مراقبى المباريات واللجان المنظمة للبطولات، إلا أن أحدا لا يهتم بمثل هذه الأمور لتظل الكرة المصرية حتى هذا الحين لا تعرف طريقها نحو النظام.