لو كل واحد عزل عشان تحت منه رقاصة .. البلد كلها هتبات فى الشارع إفيه كوميدي للزعيم عادل إمام فى مسرحية شاهد ماشفش حاجة نموذج حي لما يحدث على الساحة الفنية حالياً وظهور عدد كبير من برامج الرقص التى تقدمها راقصة او تساعد فى اكتشاف راقصة فى سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الفن المصري، رغم أن ثقافة أغلب الشعب عن هذه المهنة تنحصر أنها من نوعية الأعمال المنافية للآداب العامة بوصفها قلة أدب. طفرة فى سوق الراقصات، او كما يحببن أن يطلق عليهن الفنانات الاستعراضيات ، فجرتها الراقصة فيفي عبده بعد تقديمها برنامج ترفيهي على شاشة MBC مع المطرب هشام عباس بعنوان أحلى مسا ، وعلى الرغم من فشل البرنامج فى الدعاية لنفسه بالشكل المطلوب ووقوفه بعد ذلك؛ إلا أن هذا دفع المنتجين والمعلنين انه لا مانع من إنتاج برنامج للرقص بهدف اكتشاف راقصات، ففاجئتنا قناة القاهرة والناس ببرنامج الراقصة والتى تقدمه دينا مع تامر حبيب وفريال يوسف، كما أعدت الراقصة الاستعراضية سما المصري هى الأخرى لتقديم برنامج لاكتشاف الراقصات، وأعلنت قناة النهار تحضيرها لبرنامج للرقص من تقديم الفنانة نيللي كريم، وهو النسخة المصرية من برنامج So You Think You Can Dance لاكتشاف الراقصات الشابات بما أن نيللي صاحبة خبرة طويلة فى رقص البالية، وأعلنت نجوى فؤاد منذ شهور تأسيسها لمدرسة لتعلم الرقص. الحكاية باختصار وإذا عدنا للخلف قليلاً، وقبل ظهور الراقصة صوفينار والمعروفة فى مصر باسم صافيناز ، سنجد ان كار الرقص فى مصر كانت تتنافس عليه كلا من فيفي عبده باستحياء، دينا والتى كانت تنحت يميناً ويساراً بالمفهوم المادى المعروف، ولوسي على استحياء، بالإضافة الى راقصات الدرجة الثانية والثالثة واللاتي يقدمن فقراتهن داخل الكباريهات وفى الأفراح الشعبية. راقصة مصر الأولى لقب تنافست عليه هذه الأسماء الثلاث، وأن كانت دينا صاحبة فكرة تقديم مدرسة للرقص الشرقى فى مصر، وصاحبة إنشاء نقابة للراقصات منذ أكثر من 5 أعوام من أجل المطالبة والحفاظ على حقوقهن، خلفاً لتاريخ بديعة ماصبني وتحية كاريوكا وسامية جمال وكيتي. لا شك أن ظهور صافيناز كان دافع قوى لتغيير خريطة الرقص فى مصر، وتسليط الضوء على هذا الفن مرة أخرى بعدة زوايا أخرى، أهمها الإثارة لإغراء الجمهور على الفيلم أو الكليب الذى تشارك فيه. سوق الرقص فى مصر كان ومازال سوق خصب وجاذب للمواهب الفنية من كافة الدول، للدرجة التى جعلت هناك 32 راقصة أجنبية تتواجد حالياً فى مصر وتزاول الرقص وفقاً لتقرير من أجهزة الرقابة على المصنفات الفنية، وأثار قرار وزيرة القوى العاملة مؤخرا بترحيل صافيناز من البلاد إزعاجهن خوفاً على قطع مصدر أرزاقهن. البعض سينظر للأمر أن سبوبة أكل العيش قد تكون الدافع وراء إنتاج مثل هذه النوعية من البرامج، أو قد يكون كيد العوالم كان سبباً مباشراً أن تقوم كل راقصة شعرت أن يكون قد عفى عليها الزمن بتقديم برنامج يسلط الضوء عليها مرة أخرى بعد أن جفت بضاعتها التى تجلب لها المال، وبدأ الموضوع يأخذ مسار أخر، فبعد أن كانت الراقصات تتخذن من التمثيل مجالاً لهن بجانب الرقص أو بعد اعتزالهن الرقص، أصبح هناك مجال جديد لهن وهو تقديم البرامج كمصدر بديل للرزق. والسؤال الآن وبعد انتشار كم هذه البرامج والتى تهدف لاكتشاف فنانات جدد فى مجال الرقص الشرقى هل السوق المصري مهيأ لمثل هذه النوعية؟ وإذا تم اكتشاف هؤلاء ماذا سيكون مصيرهن وسط الكثير من برامج اكتشاف المواهب الغنائية التى نجحت فى اكتشاف المواهب ولكنها فشلت فى تسويقهم بعد ذلك وأمثال ذلك كثر؟ المعروف لنا جميعاً أن الفائز فى المسابقات الغنائية تفتح أمامه أبواب النجومية وتقوم الشركة المنتجة بالتعاقد معه لإصدار ألبوم غنائي، ولكن ماذا بعد فوز راقصة بجائزة البرنامج، هل ستقوم الجهة المنتجة بفتح كباريهات لهن كنوع من دعمهم أم ستقوم بترشيحهن فى أعمال درامية وسينمائية؟ وإذا كان هناك فرصة لمنحهن أعمال تمثيلية فمن باب أولى أن تمنح هذه الفرص للمواهب التمثيلية الشابة وخريجي معاهد السينما والمسرح أفضل من الراقصة التى قد تندر فيها موهبة التمثيل. هذه البرامج الخاصة تحتاج لشعب مهيأ نفسياً لاستقبال مثل هذه النوعية، ثقافياً وأخلاقياً، نعترف أننا من شعوب العالم الثالث، لدينا اقتصاد شبه منهار بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو وعلى خطى إعلان التقشف العام، سلبيات المجتمع أكثر بكثير من إيجابياته، لدينا عدد كبير من الفقراء، وهناك قرى لم تعرف معني الكهرباء وليس لديها مصارف للصرف الصحي، البطالة والبلطجة فى أعلى نسب لهما مع انعدام الأمن العام. يهده كيد العوالم إذا كان الهدف منه البحث عن المال مقابل فساد المجتمع، أرحمونا .. يرحمكم الله .