يوّقع غداً القاص العماني مازن حبيب على مجموعته القصصية الثانية البطاقة الشخصية للعمانيين بجناح دار الانتشار في معرض مسقط الدولي للكتاب في نسخته التاسعة عشرة، بعد أن كانت له تجربة شغلت حيزاً وجدانياً في عام 2006 عبر الذاكرة ممتلئة تقريبا . تسع محطاتٍ مثيرة، يتوقف من خلالها مازن حبيب مع جمهوره في خفةٍ ورشاقة، وسط تعالقات وجدانية تعيده إلى التفتيش اللذيذ عن الدهشة في أعماق الفكرة، مستحضراً النبأ الأخير و حياة قصيرة صغيرة و البطاقة الشخصية للعمانيين و اليوم الذي انكسرت فيه الشماعة ، متوجساً من الحارس ، متناولاً النص الناقص لرسالة لم ترسل تحكي قصة غير مكتملة ، مخاطباً عصافير ، ومشيراً إلى الرجل الذي تجرد من ذاته ، مؤكداً أن عفاف هي عفيفة . يمهد الكاتب للقارئ بنصٍ سردي جاذب، عنونه ب انتبه أمامك دُوَّار ، على أنه يعترف بأن رحلته هذه لم تكُ قصيرة، بل داوم السير فيها سبع سنين، حتى جاءت على نضجٍ يرتضيه، وهو يرسل إشاراته وفلسفته في قوالب مختلفة، تتفق جميعها على أن الهوية المتفردة في ذات الكاتب لها خصوصيتها التي تنساق خلف أديولوجيا أدبية حالمة، وهو ما نفّس عنه بقوله: أردت أن أقدم صورة بانورامية عامة عن عوالم وأجواء يمكن أن نعدها عُمانية، ولكنها ليست حصراً دائماً إذا ما أردنا أن نخرجها من هذا السياق لمن تفلح القصص في أن تقنعه بذلك. ليس هَمّ المحلية البحتة تماماً هو المسيطر على هذه الأجواء، بل أحياناً ما يفرضه سياق الأحداث الذي يطل في ثنايا القصص. ولا أخفي أنني أحياناً أردت أن تكون هذه القصص هي بطاقة تعريفية خاطفة أو لمحة سريعة لحالات عُمانية لمن لم يقرأ عنها، أو يتعالق معها، دون إغراقٍ متعمد في هذه الحالات في الوقت ذاته . الجدير بالذكر أن البطاقة الشخصية للعمانيين هي الإصدار الرابع للمؤلف، إذ صدر له غير المجموعتين القصصيتين كتاب سعفة تحرك قرص الشمس (إعداد بالاشتراك مع سليمان المعمري – 2009)، والكتاب الالكتروني خارج مناطق الألم.. مراعاة لفارق الجرح (يوميات، ، 2010). كما أن له تجارب سينمائية قصيرة في فيلمي العودة (2006) وفيلم إدراك (2009).