سيدة الأحزان أو المرأة الحديدية ..لقبان أحببت أن أطلقهما على الفنانة شيريهان قبل أن نبدأ حديثنا عنها ، فما تحملته هذه المرأة يمكن أن يكتب فى مؤلفا ضخما لنخرج منه القصص والحكايات والعبر , هذه المرأة التى بقدر ما ملأت الشاشة ضحكات وابتسامات بقدر ما عانت ، وعاندها الزمن كثيرا ووجه لها الضربات ليقضى عليها لتقف أمامه بعين التحدى وتسدد له الضربات وتعلن قوتها وتمسكها بحقها فى قدر ولو ضئيل من السعادة . جاءت للدنيا يوم السادس من ديسمبر عام 1964 لتواجه أولى ضربات القدر , حيث كانت شريهان ابنة أحمد عبد الفتاح الشلقانى أحد أثرياء القاهرة الذى تزوج من أمها السيدة عواطف هاشم زواجا عرفيا لرغبة السيدة عواطف فى منع التحاق أبنها الوحيد عمر خورسيد من زوجها السابق الالتحاق بالجيش بصفته عائلها الوحيد , لتدفع شريهان ثمن هذه المشكلة سنوات عديدة من عمرها تقضيها أمام المحاكم لإثبات نسبها لأبيها بعد وفاته فجأة ورفض عائلته الاعتراف بها طمعا فى ثروته , ولم تحسم القضية سوى فى السادسة عشر من عمرها فى 20يونيو عام 1980, لتنتصر على أولى معاكسات القدر لها . ثم تتخبط بها الدنيا وتنقلب حياتها رأسا على عقب بوفاة أخيها الحنون عمر خورشيد الذى كان لها بمثابة الأخ الكبير والأب بعد وفاة والدها ليظل هذا الحدث ألما عالقا بذاكرتها على مدار حياتها وتظل تردد : الحياة بدون عمر ليس لها طعم ,فقد كان أخى وأبى وصديقى , لتليها الصدمة الثانية بوفاة والدتها التى كانت سندها فى الحياة والتى كانت قد أسست شركة أنتاج خاصة بها حتى لا تتعرض شريهان لأية ضغوط من أية جهة , لتجد شريهان ان الشهرة والمال ليس هما الحضن الذي يلوذ به الإنسان من قدره . مرة أخرى كانت شريهان على موعد مع مفاجآت القدر، ففي الرابع والعشرين من مايو 1989، عاشت تفاصيل حادث مأسوي كاد ان ينهي حياتها الفنية تماما، كان ذلك عندما تعرضت للحادث الشهير الذي سجله محضر الشرطة برقم 13 أحوال سيدي جابر الإسكندرية، باعتباره حادث سير, رغم اختلاف الأقاويل حوله لتخرج شريهان منه وقد تهشم عمودها الفقرى وتظل سنوات عديدة تحت إشراف طبى داخل قميص الجبس لتعود مرة أخر بقوة لجمهورها وتؤكد للجميع على صمودها وكأنها تقول : مازلت أحيا وسأبقى واعيش مهما حدث وتقدم مسرحية «شارع محمد علي» وفوازير رمضان لذاك العام . ثم تجربة زواجها الفاشلة مع الثرى العربى علال الفاسى لتنتهي بالطلاق , ثم يكرمها الله بما يعوض صبرها بزوجها المحب والمخلص علاء الخواجة رجل الأعمال وزوج الفنانة إسعاد يونس , التى تخرج ثورة بداخلها من الغضب الجم لتصبه على رأس زوجها والفنانة شريهان . وتكون الأزمة التالية بعد حصولها على ليسانس الحقوق عام 2001 لترفض نقابة المحامين انضمامها لها ووصفوها بالراقصة وأنها وصمة عار لايمكن أن تلحق بالنقابة لتقيم شريهان دعوى قضائية تطالب فيها بأحقية عضويتها بالنقابة مبررة ذلك بقولها : علمتني الحياة أن اسبق الأحداث، وعلمتني كلية الحقوق التمسك بكل حق لي في الحياة . ثم محنة مرضها الأخير بعد إصابتها بورم سرطانى نادر فى الجانب الأيمن من وجهها لتعيش رحلة علاج طويلة كتب الله لها النجاح والشفاء . أما مسيرتها الفنية فقد قدمت شريهان العديد من المسرحيات منها : سك على بناتك , شارع محمد على , علشان خاصر عيونك, ومن الأفلام قدمت : العرق والبلح , العذراء والشعر الأبيض ,الخبزالمر , العقرب , الطوق والأسورة , ريا وسكينة , ومن الأعمال التليفزيونية نتذكر : رحلة هادئة , نار ودخان ,حسن ونعيمة ,رحمة , إلى جانب عدد من وازير ألف ليلة وليلة ,حاجات ومحتاجات فوازير حول العالم . وقد رزقها الله من زوجها علاء الخواجة بينتان هما لؤلؤة , تالية القرآن , ومن المنتظر عودة حسناء هوليوود الشرق فى مضان المقبل بمسلسلها الجديد دموع السندريلا . وتهنئ أسرة الفجر الفنى الفنانة شريهان وتتمنى لها دوام الصحة والعافية وعودتها إلى الشاشة وإمتاع جمهورها بأعمالها الجميلة .