أفاد تقرير أعدته مفوضية الاتحاد الأفريقي أن عدد اللاجئين في القارة الأفريقية يتجاوز 5 ملايين شخص، وأن عدد النازحين داخلياً يتجاوز 15 مليوناً بما يمثل أكثر من 50 في المائة من السكان المشردين في العالم بأكمله. وحذر التقرير -الذي وزعته المفوضية خلال اجتماعات قمة الاتحاد الأفريقي التي اختتمت اعمالها في مالابو بغينيا الاستوائية أمس الجمعة - من أن الوضع الإنساني في بعض دول القارة الأفريقية مازال خطيراً ويبعث على القلق بسبب زيادة ضحايا النزوح القسري وعدد اللاجئين والمشردين داخلياً، وعدم الاستقرار السياسي إلى جانب الكوارث الطبيعية والكوارث التي يصنعها الإنسان. وأشار إلى أن القارة الأفريقية مازالت مستمرة في النضال مع مشكلة النزوح القسري في دول تعاني من صراعات سياسية، وأن بعض الدول تمكنت من الخروج من هذه الأزمات وتعمل على إعادة توطين مواطنيها، إلا أن هناك دولاً أخرى مازالت تشهد عنفاً بما يؤدي إلى استمرار نزوح آلاف السكان وخاصة في مناطق شمال وغرب أفريقيا. وقال التقرير ان مشكلة اللاجئين والنازحين داخليا تفاقمت وخاصة في مناطق شرق وجنوب القارة بسبب الزيادة الضخمة في عدد المشردين بسبب الكوارث الطبيعية والصناعية مثل الجفاف والأعاصير والعواصف والفيضانات، والتي زادت خلال العقدين الماضيين وكذلك بسبب مشكلة تغير المناخ وانعدام الأمن. وأشار إلى ان الاتحاد الأفريقي قدم خلال الأشهر الستة الماضية مساهمات رمزية للدول الاعضاء المتأثرة بمشكلة النزوح القسري بما يشمل مساعدات طارئة قدمت الى المتأثرين بالصراعات والعنف على الحدود الليبية التونسية، وعلى الحدود الليبية المصرية في شمال افريقيا؛ كذلك إلى ليبيريا للتعامل مع مشكلة تدفق اللاجئين الإيفواريين وإلى سيراليون من أجل دعم برنامج التكامل للاجئين الليبيريين. وقدم مساعدات أيضا إلى زيمبابوي لتجهيز مستشفى في مخيم للاجئين ويخدم أيضا السكان المحليين. وقال التقرير إن الإتحاد الأفريقي عمل بكل جدية خلال الاجتماعات الإستشارية الاقليمية للاتحاد الأفريقي لتعزيز الوعي بمسألة اللاجئين وتشجيع التعجيل باقرار معاهدة الاتحاد الأفريقي لحماية ومساعدة النازحين داخليا في أفريقيا، مشيرا إلى أن هناك خمس دول أعضاء وهي اوغندا وسيراليون والجابون وزامبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وقعت اتفاقية كمبالا ابتداء من أبريل الماضي. وأوضح التقرير أن الوضع في منطقة شمال افريقيا شهد تشرداً قسرياً وبشكل رئيسي حول اللاجئين الصحراويين الذين يعيشون في الجزائر، مشيراً إلى أن هذه المنطقة تعد نقطة عبور كبيرة للمهاجرين المتجهين إلى أوروبا من مختلف الدول الأفريقية. وقال التقرير إن شمال القارة شهد سيناريو جديداً عندما اندلعت انتفاضة شعبية في تونس بدأت في ديسمبر 2010 وتبعتها سريعا انتفاضة في مصر في يناير وفي ليبيا في فبراير 2011 وبينما اتسم الموقف في تونس ومصر بمقاومة مدنية، إلا أن الانتفاضة في ليبيا تطورت إلى حرب مدنية شاملة وأدت إلى تشرد آلاف الأشخاص في المنطقة. وأشار إلى أن عدد الأشخاص الذين غادروا ليبيا تزايد بمئات الآلاف منذ مارس الماضي وان وكالات المساعدة الإنسانية أعلنت عن عودة تدفقات المهاجرين، حيث يوجد في تونس 223203 لاجىء وفي مصر 180 ألفا وفي النيجر 29134 وفي الجزائر 10679 وفي تشاد 4719 وفي السودان 2800 كما اعلن عن تقطع السبل بما بين 11600 و12500 شخص في نقاط عبور ومعسكرات عبر الحدود الليبية مع كل من تونس ومصر والجزائر والنيجر وأن كل هؤلاء النازحين واللاجئين بينهم مواطنون من تلك الدول وكذلك من ليبيا وغانا والنيجر والسودان والصومال واريتريا وغيرهم من جنسيات مختلفة من قارات أخرى (أ ش أ)