استمعت محكمة جنايات الإسماعيلية المنعقدة بأكداديمية الشرطة اليوم الي اقوال شاهدي اثبات في القضية المعروفة إعلاميا ب " مذبحة بورسعيد " .. ولم يحضر باقي الشهود لانهم طلاب ويؤدون إمتحاناتهم .. عقدت الجلسة برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد وعضوية المستشارين جاد المتولي ومحمد عبد الكريم .. شهدت إكاديمية الشرطة امس اجواء هادئة نوعا ما علي غير المعتاد داخل وخارج قاعة المحاكمة ولم يحدث اي مشادات كلامية قبل بدء الجلسة بين اهالي المتهمين وبين اهالي المدعين بالحق المدني .. بينما ظهرت حالة التوتر علي المتهمين داخل قفص الاتهام والذين حاولوا اخفائها عن طريق " الهزار " مع بعضهم البعض وإلتف اهاليهم حولهم من خارج القفص للتحدث معهم لحين بدء الجلسة .. بدات الجلسة في تمام الساعة 11 ونصف صباحا واعتلت الهيئة منصة المحكمة ونادت علي الشاهد رقم 40 ويدعي احمد رضا محمد شمس عبد الله 20 سنة طالب بكلية التجارة والذي حلف اليمين وشهد بأن يوم المباراة تجمع مع اصدقاءه امام نادي الجزيرة وتوجهوا الي محطة القطار وفوجئوا بنزولهم قبل محطة بورسعيد بعدة كيلوامترات واستقلوا اتوبيسات وفوجئوا بالقاء الطوب عليهم من قبل اهالي بورسعيد الذين انهالوا عليهم بالسباب وخرج بعض اصحاب المحلات هناك واشاروا اليهم باشارات بذيئة وتوعدوا لهم بالانتقام منهم .. وبعد وصولهم الي الاستاد فوجيئ بأحد الاشخاص يهددهم قائلا " والله لتموتوا بعد الماتش " وبعد دخولهم الي الاستاد لم يقوم الامن بتفتيشهم ودخلوا بكل سهولة .. واشار انهم جلسوا في المدرجات الخاصة بجمهور النادي الاهلي وفوجئوا بجماهير النادي المصري يلقون عليهم الشماريخ والحجارة بكثافة قبل بداية المباراة . واضاف انه بعد انتهاء المباراة فوجئ بهجوم جمهور النادي المصري يهجمون علي المدرجات الخاصة بهم وتقوم بالقاء الزجاجات الفارغة علي لاعبي النادي الاهلي والحجارة مما ادي الي شعورهم بالخوف والفزع والرعب . واكد الشاهد ان جمهور النادي المصري كان حاملا للأسلحة البيضاء والكراسي الحديدية بالرغم من وقوف رجال الامن المركزي الذين وقفوا دون جدوي .. وقال الشاهد انه تعرض للضرب بالحجارة وعصي خشبية من شخصين احدهم طفل صغير والاخر في العشرينات من عمره وكانوا يجبروه علي خلع تي شيرته الاحمر بينما قام ثالث بسرقة هاتفه المحمول . وقال الشاهد " حاولت اخد الخشبة من الطفل علشان أهوشه وأضربه لكن قلبي ماطوعنيش " .. واكد الشاهد انه تعرف علي محدثي اصابته في النيابة العامة من خلال الفيديوهات والصور الفوتوغرافية التي عرضت عليه .. وردا علي سؤال موجهه له من دفاع المتهميين عن دور الامن خلال هذة الاحداث افاد الشاهد ان قوات الامن المركزي لم تقم بأي دور لحمايتهم ولكن بعد انتهاء احداث الاعتداء داخل الاستاد وخروج الجماهير نهائيا قاموا بعمل كردون امني .. ووصف الشاهد هجوم جمهور النادي المصري علي جمهور اللالتراس الاهلاوي بالهجوم الشرس قائلا " كان في ناس بتموت وناس بتترمي من فوق المدرجات والامن كان بيتفرج عليهم " . واكد في نهاية اقواله انه لم يشاهد اللافتة المسئية التي رفعت خلال المباراة ضد النادي المصري ..كما استمعت المحكمة ايضا لأقوال الشاهد رقم 49 ويدعي كريم أوفي احمد موسي ومقيم بمصر الجديدة .. واذي حلف اليمين وشهد بنفس مضمون ماشهد به سابقه واضاف اه فوجئ بهجوم جمهور النادي المصري علي مدرجات جمهور النادي الاهلي وانه اعتقد في البداية ان الامر يصل الي الشتيمة فقط كالعادة ولكنه فوجئ بتطور الاحداث وهجومهم عليهم بالاسلحة البيضاء والسكاكين والشماريخ وتلقوا منهم التهديدات بالقتل واضاف انه شعر بالخوف فحاول الهروب داخل الممر فدخل وراءه اصدقاءه وعدد كبير من جمهور الاهالي في حالة زعر ولكن جمهور النادي المصري دلف خلفهم والقي عليهم الشماريخ مما ادي الي اصابة البعض بالاختناق والبعض الاخر باغماءات والبعض بحروق قائلا " اللي كان بيقع يغمي عليه مكوناش بنشوفه تاني " وافاد الشاهد انه حاول الهروب من خلال الباب المجاور لغرفة خلع الملابس .. وهنا تعرض الشاهد لعدة اسئلة من الدفاع الحاضر عن المتهمين والذي اعتبرتها المحكمة انها غير منتجة بالدعوي مما اثار غضبها فقالت هيئة المحكمة للدفاع " اتقوا ربنا فيا انا حزين علي رجال القانون واللي بيعملوه ده " وهنا تقدم الدفاع بصورة ضوئية لإستاد بورسعيد لعرضها علي الشاهد وطلب منه ان يضع علامات علي مكان تواجده ومكان تواجد الاشخاص الذين رأهم يحملون الكراسي الحديدية ويضربون بها جمهور النادي الاهلي .. فإستجاب الشاهد للطلب ولكن الدفاع طلب منه التوقيع بعد ذلك علي هذة الصورة فرفضت المحكمة بشدة واخذت الصورة الضوئية واكتفت بكتابة رقم الشاهد وترتيبه في قائمة ادلة الثبوت بخط كبير وامرت الحاجب بإدخالها داخل غرفة المداولة وطلبت النيابة العامة نسخة من هذة الصورة .. بينما جحد المدعون بالحق المدني هذة الصورة ورفضوها تماما وطلبوا الصورة الاصلية للإستاد فردت المحكم في سخرية " حااااضر .. هجيبلكم الاستاد هنا " واكد الدفاع الحاضر مع المتهم ان هذة الصورة هي نفس الصورة المحرزة بتحقيقات النيابة العامة .. وبعدها قام الدفاع بتوجيه اسئلة استهزء بها الشاهد ووصفها بالتفاهة امام واقعة مأسوية ومذبحة راحت ضحيتها ارواح شباب صغير السن .. حيث سأله الدفاع عن عدد الطوب الذي القي عليهم من قبل جمهور النادي المصري .. فأجاب الشاهد ساخرا " انا رايح اتفرج علي ماتش مش رايح اعد طوب " وعندما طلب منه الدفاع ايضا وصف دقيق وملاحظاته للشخص الذي كان يحمل الكرسي الحديدي لضربهم والاعتداء عليهم .. أجاب في سخرية أيضا " كان طيب وابن حلال .. واحد شايل كرسي وطالع يضربنا بيه هلاحظ عليه ايه " .. وهنا صرخ والد احد الشهداء داخل القاعة قائلا " حرام عليكم .. كفايا استفزاز بئا انتم مش بتراعوا شعورنا " وانهمر في البكاء والصراخ .. فأمرت المحكمة بأخراجه من القاعة نهائيا لمنع حدوث مشادات كلامية بين الطرفين .. وسؤال اخر وجهه الدفاع للشاهد عن سبب نزوله الي الممر فأجاب قائلا " البلد بحالها كانت بتجري ورانا وعايزة تقتلنا كنا هنروح فين يعني ! "