بدأت اليوم الاثنين فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر "نحو استراتيجية عربية شاملة لمواجهة التطرف" الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية بالتنسيق مع وزارة الخارجية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك تنفيذًا لتكليف الرئيس السابق المستشار عدلي منصور بعقد مؤتمر يضم المثقفين العرب لوضع استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب. وقد بدأ اليوم الثاني من المؤتمر بجلسة هامة تحت عنوان "إعادة بناء الفكر الإسلامي المعاصر"، وأدارها الدكتور إبراهيم السوري من السودان، وتحدث فيها كل من الشيخ أسامة الأزهري نائبًا الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية السابق، والدكتور السعود سرحان من السعودية، والدكتور الزبير عروس من الجزائر، ومريم أمين من مصر، والدكتور عبد اللطيف عبيد من تونس.
وقال الشيخ أسامة الأزهري في كلمته أن هناك فوضى كبيرة في الإفتاء في مصر وبالفعل هناك أزمة حادة لصناعة فكر لفهم الإسلام وعلومه ومناهجه في ظل جو مشحون أنتج أفكار مشوشة تبعد عن دين الله عز وجل.
وأشار "الأزهري" أن نتاج ال80 سنة الماضية من العلم والشرع وفهمه وتوافر العلوم والأدوات التي تعين على خدمة الشرع هي التي تزيل هذا الركام وأننا نعيش أزمة حادة ولدت مفاهيم مشوشة أدت لإراقة الدماء من البعض الذين يحرفون الدين على هواهم وفتوى تخدم أغراضهم.
وأوضح أن التيارات التي أراقت الدماء في المنطقة العربية وفى مصر بدءً من كتائب النصرة حتى تنظيم داعش تحتكم لفكر الاستعلاء وتشويش فكر الوطن والسعي بالفكر الهدام، واصفاً مرحلة مواجهة الفكر المتطرف بإطفاء النار المشتعلة محذرا من أهمية هذه المرحلة والعمل الجاد الجماعي.
وشدد "الأزهري" علي ضرورة محاربة التطرف والارهاب من خلال اعادة بناء منظومة الفكر الاسلامي؛ لنثبت للعالم أن الإسلام جاء للإحياء وليس للإماتة.
ولفت "الأزهري" أن هناك عددًا من الأطروحات الدموية التي توجد في بعض الكتب مثل سيد قطب يجب أن توضع تحت المجهر لأنها افكار تؤدي لإراقة الدماء والاستعلاء وتشويش فكر الوطن، مشيراً الي أن الافتاء وسيلة لتوصيل احكام الدين للناس ولكن البعض يستخدمه بشكل خاطئ.
ومن جانبه أكد الدكتور السعود سرحان أن المعركة مع التطرف ليست في مواجهة الأعمال الإجرامية، ومعاقبة أصحابها فقط؛ فهذا الأمر -مع أهميته- ليس سوى جزء يسير من حرب أكبر وأشمل على العقول والقلوب.
وأشار "سرحان" إلى أن خط الدفاع الأول القادر على تجريد هذه المجموعات المتطرفة من شرعيتها المزعومة، هم العلماء التقليديون، الذين يمثلون الامتداد الحقيقي لفقهاء الإسلام الذين واجهوا أسلاف هؤلاء الإرهابيين.
وأضاف أنه من الضروري أن ترافق دعم المؤسسات الدينية التقليدية ودور الإفتاء جهود جبارة لإصلاح هذه المؤسسات؛ لتكون أكثر انفتاحاً واستيعاباً، لكن أمثال هذه المشروعات الإصلاحية يجب أن تكون نابعة من داخل المؤسسات الدينية التقليدية، وغير مفروضة عليها من الخارج.
وأكد أن المؤسسات الدينية الرسمية، وعلمائها الفضلاء، هم القادرون على إسقاط الشرعية عن جماعات الإسلام السياسي، وبيان خروجها عن الإسلام الصحيح.