نشرت ميدل ايست نيوز مقالا للكاتب فيصل اليافي تحدث فيه عن نوال السعداوي قائلا انه عندما خرجت نوال السعداوي أخيرا على المسرح في مهرجان الأدب الإماراتي في دبي في وقت سابق من هذا العام، وقف الحشد ليصفق لها. و كانت تبتسم و تتحرك سريعا على نطاق واسع مما يكذب سنها: أكثر النساء شهرة في مصر سوف تتم 80 في اكتوبر. منذ قيام الثورة المصرية العام الماضي، برزت نوال السعداوي كواحدة من أكثر المتحدثين بلاغة حول الانتفاضات، وذلك جزئيا بسبب حماستها غير عادية لما عاشته في ميدان التحرير. في كثير من الأحيان , رسمت الثورة في مصر، خطوة، و جزء من القصة السياسية، نحو شيء اعظم. تظهر نوال السعداوي أنه، في تلك اللحظة - وربما فقط في تلك اللحظة - كانت ثورة حقيقية، ثورة أفكار، و قلب و روح. يشعر جمهورها بسحب وإمكانية تلك اللحظة. عندما تقول لهم كيف أنها نامت في ميدان التحرير، كانوا يصفقون لها. كما تقول "لقد غيرتني الثورة". وبعد بضعة أيام، تحدثت السعداوي عن المرأة في العالم العربي بعد الربيع العربي، "لا أستطيع الفصل بين تحرير المرأة، كنصف المجتمع، وتحرير البلاد, لا استطيع ان افصل بين ثورة في ما يتعلق بحقوق المرأة وثورة في مجال حقوق البلد: الرجال والنساء والفلاحين والطبقة العاملة , لا يمكن تحرير النساء في هذا البلد الذي استعمر وليس تم تحريره". حتى الآن عن تفاؤلها الكامل في وقت مبكر، لم تكن الحركة في الحياة السياسية المصرية أي شيء ولكن ثورية. بقي الجيش في السيطرة و قوة الإسلاميين آخذة في الازدياد. و عندما سئلت في دبي عمن ستصوت لصالحه، كانت واضحة: "لا أحد ! لا احد منهم لأنه لم يأت أحد منهم من الثورة, أنا في انتظار شخص كان في ميدان التحرير، من الذين عانوا معنا, اذا ترشحوا , سوف اصوت لهم ". لا يزال تحول مصر الي الديمقراطية جاري، ولكن يبدو أن الكثير من حماس حركة الشباب اصبح موضعا للانتقاء من بين المشغلين السياسين الأكثر خبرة مثل الاخوان المسلمين. بوصف واحدا من ثوار التحرير: "نحن فنحنا البوابة، ليعبر من خلالها الاسلاميون." توافق السعداوي. وقالت "هناك ثورة مضادة تسعى لإجهاض الثورة في مصر والثورة المضادة في جزأين: القوى خارج البلاد، و القوى [الغربية] التي تستفيد من النفط من منطقة الشرق الأوسط. والقوة داخل الحكومة المحلية والجيش. واضافت "انهم اجهضوا الثورة، ليس فقط فيما يتعلق بالنساء لكن في ما يتعلق بأشياء أخرى كثيرة ...(مثل) الاقتصاد (و) الفساد". نقد السعداوي هو أن الثورة طالبت بالتغيير على نطاق واسع في الطريقة التي كان يحكم مصر: الإصلاحات الليبرالية الجديدة في العقد الماضي افقرت قطاعات واسعة من المجتمع المصري، في حين أن الفساد يخترق الحياة الرسمية. كانت تعتقد نوال السعداوي ان مثل هذه القضايا عميقة الجذور بحاجة إلى معالجة. حتى الآن لم تناقش هذه القضايا كثيرا في فترة ما بعد الثورة. لم يتعرض اقتصاد الدولة أو توجه سياستها الخارجية للمحاسبة جدية. بدلا من ذلك، اخبر السعداوي، يبدو انه تم التركيز النقاش السياسي على تضاريس جسد المرأة، مع دعوات من جانب السلفيين لحظر البيكيني في المناطق السياحية في مصر، والشواطئ , و حول ما اذا كان سيتم إكراه المرأة على ارتداء الحجاب، ومناقشة مستمرة حول اجراء "اختبارات العذرية" على المتظاهرين. تقول السعداوي ان هذا الهاء "لان جماعة الاخوان المسلمين رأسماليون. جماعة الاخوان المسلمين والجماعات السلفية والجماعات المسيحية، وجميع الجماعات الدينية، لا تملك سياسة اقتصادية ... انهم لا يهتمون بالفقر، وذلك لأن معظمهم أغنياء، وهم من الطبقة العليا أو الطبقة المتوسطة، الذين يستفيدون من الرأسمالية. لذا فهم يريدون تحويل الثورة من أهدافها الاقتصادية والاجتماعية، إلى أشياء سطحية مثل " اللحية، و الشارب، والحجاب وجميع ذلك الهراء ". و تضيف ان "الجماعات الأصولية الدينية، مع القوى الاستعمارية والأمريكية والقوى الاستعمارية الأوروبية، وجهان لعملة واحدة، لذلك إذا كان كل ما يتحدث عنه الإخوان المسلمين أو الجماعات الدينية الآن الحجاب والعذرية، فذلك لأنهم لا يرغبون في التكلم عن المشاكل الاقتصادية، والرأسمالية والاستعمار. " وحتى مع ذلك، فإنه من الملاحظ أن النقاش حول، على سبيل المثال، الحجاب، لم يكن بقيادة النور و خصوصا النساء المصريات التابعين له. فقد كان عنهم، مع وجود اتجاه نحو النتائج المترتبة على عدم ارتداء الحجاب. كان هذا الموضوع الذي اثارته السعداوي في دبي، عن كيفية توجيه التهديد بالعقاب الي المرأة: عقوبة على اعتقادتهم، عن الذين يقابلونهم، على ما يقولون. وقالت للجمهور "اننا خائفون جدا من العقاب, إن الخوف من العقاب يخيم على المرأة العربية." "[وهذا] لأن المرأة هي الحلقة الأضعف في المجتمع"، كما تقول. "المرأة ليس يكن لديه حزب [سياسي]. وليس مسموحا لنا أن نكون طرفا فيها. النساء يتعرضن للقمع من قبل جميع الأديان. المرأة ضعيفة اقتصاديا. والمرأة في حالة سيئة للغاية ... هذا هو السبب في محاولة لمعاقبتهم أكثر ، لأنهم ضعفاء. الفقراء والنساء, هذين القطاعين يعاقبان أكثر، لأنه تتم السيطرة علينا من قبل السلطة، وليس العدالة". كثيرا ما يستخدم التهديد بهذا العقاب في سياق الدين: "كل جماعة سياسية تفسر الدين وفقا للمصلحة، وفقا لسلطتهم ويفرضون تفسيرهم على المرأة، وعلى الفقراء، وعلى الناس الضعفاء. لهذا السبب اريد الفصل التام بين الدين والسياسة ". و يتسائل الكاتب لماذا تظهر مصر أنها تستخدم الدين كوسيلة من وسائل الضبط الاجتماعي؟ و أجابت أن هذا يحدث في كل مكان - من خلال سنوات عملها في التدريس في جامعة ديوك في ولاية كارولينا الجنوبية، قالت انها شاهدت مثل هذا الفرض من قبل المؤمنين المسيحيين . و يتسائل الكاتب لكن أليس ذلك أكثر وضوحا في بعض الدول العربية؟ و تجيب "نعم، لأن معظم الناس أميين. فمن السهل جدا تسميم افكار ملايين من الناس الغير متعلمين في مصر ". و يسال الكاتب هل من الممكن ان تتولي المراة قيادة مصر؟ و تجيب "نعم، انها ليست مسألة امرأة، بل هي مسألة العقل, و عقل الامرأة يمكن أن يكون أفضل من دماغ الرجل , و الامر ليس له أي علاقة بالأعضاء التناسلية. و اضافت "هناك العديد من النساء في مصر لديهم فهم أفضل و ذكاء اكبر من مبارك والسادات وجميعهم, [لكن] الجماعات سياسية تكره المرأة الذكية. انهم لا يريدونها أن تكون كاتبة مبدعة أو رئيسة حاسمة، ويريدونها أن تكون مجرد زوجة وأم، وفقا للدين , و وفقا للقانون و العرف". وقالت السعداوي انها شعرت بتأخر الثورة المصرية لمدة 70 عاما "طوال حياتي كنت اتظاهر... ضد ناصر، ضد السادات، ضد مبارك ... لذا أشعر أنه لم يتغير شيئا حقا، ونحن لا نزال نواجه نظام يقوم على القوة وليس العدالة، في مصر وفي العالم. " و عندما سالها الكاتب كم من الوقت ستسغرق الثورة , اجابت "آه، سوف تستغرق وقتا طويلا، وخصوصا مع الحركة الارتجاعية, لان لدينا الان هذه الثورة المضادة، لدينا إجهاض الثورة. لذلك سوف تستغرق سنوات." واضافت "لكني متفائلة دائما لأن الأمل هو القوة."