قال اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى وأمين الإعلام لحزب حماة الوطن، إن نتائج زيارة الرئيس السيسى إلى الصين حققت المأمول منها ووصفها بالخطوة الاستراتيجية نحو أهم دولة فى مجموعة البريكس الاقتصادية الصاعدة خاصة وقد سبقها زيارة مماثلة إلى روسيا كما أنها خطوة مهمة أيضا لاقامة علاقات مصرية متوازنة مع جميع الاقطاب الفاعلة فى المجتمع الدولى الذى لم يعد أحادى القطب حيث ظلت الولاياتالمتحدة تسيطر على الخريطة الدولية لسنوات عجاف. وأضاف الغباشى فى تصريحات "للفجر": حققت الزيارة نتائج طيبة على المستويات الثلاث السياسية والاقتصادية والعسكرية ، موضحا أن الصين دولة مهمة فى الخريطة الدولية وأحد الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن وهى دولة داعمة للقضايا العربية حيث تدعم جهود الحكومة العراقية فى مواجهة الإرهاب كما تدعم حل اقامة الدولة الفلسطيينية طبقا لقرارات الأممالمتحدة وتدين العدوان الإسرائيلى كما أن الصين استخدمت حق الفيتو اعتراضا على التدخل العسكرى الأمريكى الغاشم ضد سوريا، علاوة على ذلك فإن الصين تحترم خيارات الشعب المصرى وتتفهم ما تتعرض له مصر من حرب ضروس ضد الإرهاب ، موضحا أن مواقف الصين متوافقة بشدة مع الموقف العربى بصفة عامة والمصرى بصفة خاصة مما يشكل أرضية صلبة من التفاهم المشترك ينبنى عليها مزيد من التعاون فى المجالات الأخرى المختلفة.
وعلى المستوى الاقتصادى اكد الغباشى أن الصين أحد أهم دول فى مجموعة بريكس الإقتصادية والتى سيكون لها الصدارة فى اقتصاديات العالم فى غضون عشرة أعوام طبقا لآراء الخبراء مما سؤثر سلبا على الدولار الأمريكى ومن ثم يعمل على تقليص المساحات السياسية والعسكرية الشاسعة التى كانت الولاياتالمتحدة تمارس خلالها عربدة سياسية تجلت فى احتلال العراق وأفغانستان أما مع صعود الصين ضمن عدد آخر من الأقطاب الفاعلة سيساعد كثيرا فى خلق حالة من التوازن الدولى المفتقدة لسنوات، موضحا أنه على رأس الاتفاقات الاقتصادية التى تم الاتفاق عليها بين مصر والصين هى تلك الاتفاقات المرتبطة بانشاء المصانع الكبرى التى سيكون لها مردود طيب على اكثر من مستوى سواء تشغيل الشباب أو فتح آفاق جديدة للاستثمار ونقل الخبرة التكنولوجية مما يمثل نفلة نوعية للصناعة المصرية .
أما على المستوى العسكرى، فأكد اللواء أن الصين تملك تكنولوجيا عسكرية متطورة ومن الضرورى الافادة منها خاصا عقب تطوير العلاقات المصرية الروسية وفى القلب منها العلاقت العسكرية ونقل التكنولوجيا وتضمين الاتفاقات حق مصر فى الصيانة وتصنيع قطع الغيار بخلاف التدريبات المشتركة، موضحا أن ذلك سيكون له مردود طيب على رفع كفاءة الجيش المصرى وقدراته التصنيعية مما يؤهله لعملية تصدير السلاح خاصة إلى إفريقيا .
وأوضح الغباشى أن العلاقات المصرية الصينية سيكون لها تداعيات ايجابية على الموقف المصرى فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبى ومن ثم حماية حقوقها المشروعة فى مياه النيل وذلك نظرا للعلاقات الصينية القوية بإفريقيا بشكل عام وبإثيوبيا بشكل خاص حيث تعد الصين من كبريات الدول المستثمرة فى مجالات سد النهضة ، مشيرا إلى أن الصين اعلنت تفهمها لحق مصر المشروع فى الدفاع عن مصالحها وحقوقها التاريخية فى مياه النيل.
كما أكد اللواء الغباشى، أن انسجام المواقف بين روسياوالصين والتى تجلت فى التوافق الروسى الصينى فى استخدام حق الفيتو اعتراضا على التدخل العسكرى الأمريكى ضد سوريا وكذلك انسجام الموقفين فيما يتعلق بأزمة اوكرانيا فى مقابل المحور الأمريكى الأوروبى علاوة على ارتباطهما معا ضمن مجموعة بريكس يؤكد وبوضح أننا إزاء عالم جديد يشهد تكتلين رئيسيين متقابلين هما روسياوالصين فى جانب والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى فى جانب آخر فى اعادة تدوير للصراع القديم بين حلف وارسو والناتو ولكن بصيغة جديدة تتلائم والمآلات الجديدة التى وصلت إليها الخريطة الدولية وتتلائم أيضا مع المتغيرات الجزرية التى شهدها الواقع الدولى، مؤكدا أنه طبقا لهذا الاطار فمن الضرورى توطيد العلاقات المصرية الصينية وطالب الخارجية المصرية بوضع خطة استراتيجية متكاملة لصياغة توجهات ومحددات جديدة للسياسة الخارجية المصرية تتلائم مع متغيرات الواقع الدولى من جانب بشكل عام ولتوطيد العلاقات المصرية الروسية والمصرية الصينية بشكل خاص ليس هذا بحسب ولكن لابد أن تتضافر الرؤى والجهود الاقتصادية والسياسية لتوطيد العلاقات المصرية مع كل مجوعة بريكس الاقتصادية التى تضم اضافة إلى روسياوالصينالهند وجنوب إفريقيا والبرازيل خاصة ونحن نعيش فى اطار عالم يتجه وبقوة إلى نظام التكتلات الاقتصادية .
واختتم الغباشى حديثه قائلا: تتمتع مصر بعلاقات تاريخية مع معظم دول البريكس سواء الاتحاد السوفيتى السابق تجلى ذلك فى دعمه السياسى والعسكرى والاقتصادى لمصر عقب ثورة يوليو وكذلك الصين حيث كانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت بجمهورية الصين الشعبية عام 1949بخلاف العلاقات الاقتصادية القوية وكذلك الهند حيث كانت مصر والهند من مؤسسى حركة عدم الانحياز التى كان لها تأثير كبير فى الخريطة الدولية وقتها وبالتالى ادعو الرئيس السيسى أن تكون زيارته إلى روسياوالصين مقدمة لترتيب زيارات مماثلة إلى الهند وباقى المجموعة واستثمار مكانة مصر التاريخية والجغرافية لدى هذه الدول الصاعدة والتخطيط لوضع مصر ضمن هذه المجموعة ذات الثقل الدولى اقتصاديا وسياسيا.