تناولت الحلقة الأخيرة من برنامج جسور على القناة الفضائية " سات 7 "، الذي يقدمه الدكتور إيهاب الخراط السياسى وعضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى، الجدل المثار فى الشارع القبطى مؤخراً بسبب "مشروع قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين " واستضاف البرنامج الذي يعده الزميل مينا مكرم ويخرجه شريف وهبه القس الدكتور صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية ، الأنبا نيقولا أنطونيوس مطران الروم الأرثوذكس في مصر ، والقس الدكتور إكرام لمعى أستاذ مقارنة الأديان بكلية اللاهوت الإنجيلية. وقال صفوت البياضى خلال الحلقة، التي يخرجها بيتر نيلسون تنفيذيا، إن قانون الأحوال الشخصية للأقباط هو الذى نكافح من أجله منذ عام 1955، والذى أستدعى طرح هذه القضية المشاكل الكبيرة وسط الأقباط نتيجه عدم الطلاق، مؤكداً أن القانون توسع فى بطلان الزواج ووضع عشرة بنود للتطليق وهو ماسيحل كثيراً من المشاكل الموجودة الآن.
وأضاف البياضى، في حلقة انتجها جورج مكين مدير البرنامج بقناة سات 7، أنه يؤيد فكرة الزواج المدنى والذى كان موجوداً حتى القرن الثانى عشر الميلادي ، لافتاً أن مشروع القانون الجديد لايجوز فيه أن يقوم الزوج أو الزوجة بتغيير الملة للطلاق حيث إن الذى يحدث الآن :"أنه من يريد الطلاق من الزوجين يقوم بتغيير الملة حتى يتم تطبيق الشريعة الإسلامية عليه ويتم الطلاق فى حالة الزوج أو الخلع فى حالة طلب الزوجة لذلك ".
وتحدث الأنبا نيقولا أنطونيوس مطران الروم الأرثوذكس بمصر أن مشروع القانون الجديد وضع فيه بعض الفقرات الخاصة بكل كنيسة وتم الإتفاق على قواعد معينة، موضحاً أن كنيسة الروم الأرثوذكس ليس لديها مشكلة فى التطليق لأن كنيسته تأخذ بروح النص فى الكتاب المقدس وأنهم يعملون بلائحة 37 السابقة على لائحة الكنيسة القبطية والتي ألغيت في عهد البابا شنودة الثالث وكانت تسمى لائحة 38.
وتابع :أن مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد توسع فى إنحلال الزواج وأيضاً فى نظرة الطلاق فى مفهوم الزنا الحكمى بعض الشىء بعيداً عن الزنا الفعلى ، وأعترض على الزواج المدني قائلاً : إن القوانين والمجامع المسكونية حافظت على التراث العقائدى والذى أعطانا إياها السيد المسيح والأباء الرسل وخلفائهم ولا يجوز أن نقطع التاريخ الكنسى؛ لأن الزواج سر من أسرار الكنيسة السبعة ولابد أن نحافظ عليه.
وجاء حديث القس الدكتور إكرام لمعى أستاذ مقارنة الأديان بكلية اللاهوت الإنجيلية مؤيداً للطلاق موضحاً أنه حتى القرن الخامس الميلادى كان يوجد زواج مختلط وكان هناك كرازة للمسيحية واستمر ذلك خمسمائة سنة ، وأن المسيح وتلاميذه ومن بعدهم بمائة عام أخرى لم يكن فى عهدهم زواج كنسى وكان عقد الزواج يخضع للزواج المدنى وهو المعمول به الآن فى كل دول العالم.
وأختتم إكرام حديثه بأنه لايجوز أن يعيش زوجين مع بعضهما وكلاهما يكره الأخر ولابد للجميع أن يفسر الكتاب المقدس بمفهوم صحيح فى شأن الزواج والطلاق، ولابد من التفسير الصحيح للآية " لا طلاق إلا لعلة الزنا" بأنها تعني لا طلاق إلا لعلة الزنا وفقا للإرادة المنفردة للزوج، ولا تعني منع الطلاق في حالات أخرى .وقد تتضمنت الحلقة مداخلة من كندا للمستشار إدوار غالب ليعبر عن وجهة نظر الكنيسة الارثوذكسية ورأى أن القانون يحل الكثير من المشاكل، كما شملت الحلقة تقارير خارجية، صورها رامي سمير لمجموعة أقباط 38 وحديث للمطران منير حنا رئيس الكنيسة الأسقفية في مصر وشمال افريقيا.