أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن حركات التحرر الوطنى الحقيقية من الاستعمار ضمت عرقيات وأديان مختلفة، ولم تزايد باسم الدين أو تستخدمه ستارا أو تجارة لها، مشيرًا إلى أن الحركات الوطنية فى كثير من دول العالم تدعو إلى الاستقلال عن قوى الاستعمار، بعضها تحت مسمى حركات الاستقلال والأخرى تحت مسمى حركات التحرر أو التحرير. وقال جمعة، إن معظمها حققت أهدافها ووصلت إلى ما يصبو إليه دون أن يجعل من الدين ستارًا، بل إن حركات التحرر والاستقلال الوطنى ضمّت فى كثير من الدول أصحاب أديان وعرقيات مختلفة، جمعهم جميعاً وحدة الهدف ومصلحة الوطن.
وأضاف الوزير، فى بيان صحفى صادر اليوم عن الوزارة، أن ظهور أحزاب وجماعات وجمعيات الإسلام السياسى فقد جرتّ على منطقتنا العربية ويلاتٍ كثيرة، خاصة بعد أن بدت ظاهرة التكسب بالدين أو المتاجرة به واضحة لدى كثير من الحركات والجماعات التى عملت على توظيف الدين لتشويه خصومها من جهة، وتحقيق مطامعها السلطوية من جهة أخرى.
وأوضح الوزير، أن محاربة الإسلام أصبحت تهمة جاهزة لكل خصوم حركات وأحزاب وجماعات ما يعرف بالإسلام السياسى، ناهيك عن تجاوز ذلك إلى تهم التخوين والتكفير والإخراج من جماعة المسلمين، بل الحكم على المخالفين أحيانًا بأن أحدًا منهم لن يجد رائحة الجنة، وإن رائحتها لتوجد من مسيرة كذا ومسيرة كذا، وبدا خلط الأوراق واضحًا جليًا عن عمد لا عن غفلة لدى أكثر هذه الجماعات، بل إن الأمر قد ذهب إلى أبعد من هذا عندما نصّبت بعض أحزاب وحركات وجماعات ما يعرف بالإسلام السياسى من نفسها وصيًا على الدين، مع فقدان كثير من كوادرها للتفقه الصحيح فى الدين، وخروج بعضهم علينا بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، اللهم إلا سلطان الهوى والسلطة وحب الظهور أحيانًا.
وأشار جمعة، إلى أن تجربة الإخوان المرة، هوس بالسلطة، وحب الظهور الإعلامى، والإحساس غير المسبوق بالنشوة والتميز الذى وصل لدى بعضهم إلى درجة العنصرية المقيتة التى ولدت إقصاء ممنهجًا لكل من لا يسير فى ركابهم أو يرضى عنه تنظيمهم ومرشدهم، حتى لو كان هذا المرشد المزعوم لا علاقة له بسياسة الدول أو قيادة الأوطان، وقطعوا كل ما من شأنه تحقيق ولو أدنى درجة التواصل مع القوى الوطنية والمجتمعية لصالح البلاد والعباد.