تبدأ قناة الجزيرة الوثائقية خلال الشهر الجاري عرض سلسلة من الأفلام الوثائقية بعنوان "حكاية سيدة عربية"، وهو عمل وثائقي ضخم يدور حول المشاكل التي تتعرض لها المرأة بمختلف الأقطار العربية، وهو من إنتاج وتنفيذ قسم الأفلام الوثائقية بشركة بيراميديا. وتتناول هذه السلسلة قصصاً وتفاصيل حقيقية عن المرأة العربية، وتعكس طبيعة القضايا التي تواجه المرأة وأثرها على المجتمعات العربية.. وصرحت الإعلامية نشوة الرويني، الرئيس التنفيذي لشركة بيراميديا، أن هذا الوثائقي يعرض معايشة المرأة للعديد من التحديات التي تنبع من المجتمع بغض النظر عن ارتباط هذه التحديات بثقافة معينة أو بظرف معيشي ما وتتناول كل حلقة قضية اجتماعية بكل أبعادها والآثار المترتبة عليها من خلال قصة البطلة التي تحكي معاناتها للتعرف على جذور المشكلة الخاصة بها... وتنبع فكرة هذا العمل من إيماننا بدور المرأة في النهوض بالمجتمع، إضافة إلى تشابه القضايا والمشكلات التي تواجه المرأة في جميع الدول العربية مع اختلاف الأوجه، كما انه يعد نتاجاً لجهودي في العديد من المحافل الرسمية والأهلية المعنية بقضايا المرأة والطفل وخلاصة تجارب عديدة قدمتها سابقاً في مختلف مشروعات الشركة والتي حرصت على طرح قضايا المرأة بهدف الضغط على صانعي القرار لتحقيق مبدأ المساواة للمرأة. وأضافت الرويني، تكمن أهمية هذا الفيلم في كونه مادة وثائقية تقدم الحقيقة وتختلف عن بقية الفنون التلفزيونية الأخرى مثل الدراما والتي يمكن أن تتضمن أراء بعض القائمين عليها، كما أنه يكشف عن قدرة المرأة على التكيف مع بعض التحديات القسرية في سبيل الحفاظ على كيان الأسرة، كما أن تناول هذه التحديات في وسائل الإعلام يساهم بشكل كبير في تغيير الصورة السلبية للمرأة العربية عند بقية المجتمعات الأخرى إذ توصف المرأة بنعوت غير مناسبة لمكانتها واتهامها بالتخلف الفكري وعدم النضج العقلي، مشيرة إلى جدية الإعلام وقدرته على تقديم محتوى حول العنف تجاه المرأة من خلال الكشف عن المعتقدات السلبية في المجتمع العربي والتي تساهم في زيادة معاناة المرأة. وتطرقت شيرين فوزي، منتج منفذ السلسلة الوثائقية، إلى بعض القصص التي تتضمنها السلسلة الوثائقية والتي تم إعدادها وتنفيذها على مدار عام كامل وقالت: يطرح الفيلم مجموعة من القضايا أهمها النظرة المجتمعية للمرأة المغتربة وتأثير هذه النظرة على حقوق المرأة، من خلال عرض قصة إحدى المغتربات عن وطنها الأم ومحاولة تحقيق ذاتها والإندماج في مجتمع جديد، أو تطوع إحداهن في جمعية خيرية وتبنيها لأكثر من 75 طفلاً بعد حرمانها من الانجاب... كما يعرض الفيلم بعض المفاهيم التقليدية المجحفة بحق المرأة فقط لكونها أنثى أو التشكيك في قدرتها على تحمل المسؤولية من خلال عرض نموذج للمرأة المديرة، وحول الصعوبات التى واجهت فريق العمل خلال إعداد هذه الأفلام قالت شيرين فوزي، كان همًنا الأول منح هذه السلسلة الوثائقية حقّها من المصداقية على أرض الواقع من خلال التصوير مع شخصياتها الحقيقية بالرغم من تعدد الدول العربية التي تم التصوير بها، وتزامن بعضها مع قيام ربيع الثورات ببعض دول المنطقة إضافة إلى حرص شركة بيراميديا على أن يكون انتاجها الوثائقي يمس المشاكل الحياتية للمرأة العربية وهذا ما يفسر تصوير العديد من الحالات بخمس دول هي مصر، الأردن، الإمارات، المغرب وسوريا. الجدير بالذكر أن سلسلة "حكاية سيدة عربية" يعد التعاون الثاني بين شركة بيراميديا وقناة الجزيرة الوثائقية بعد بثها للوثائقي "خلف الحقيقة" والذي تناول القضايا الشائكة والحساسة بالوطن العربي.