مشهد تكرر كثيراً في الفترة الأخيرة، حينما يدخل مريض إلى غرفة العمليات لإجراء عملية جراحية بسيطة ويكون مصيره الموت أو تدهور حالته الصحية بسبب خطأ طبي فادح لطبيب جعل من مهنته تجارة يستغل بها مرضاه مادياً دون الاهتمام بحياتهم والحفاظ على أرواحهم، وقد رصدت الفجر حالة من هذه الحالات التي مارس معها الطبيب ما يوصف ب"جزارة" وليس طب وجراحة.
وتبدء قصة "حنان" ذات الخمسين ، بشعورها بألم في قدمها، والتي كانت سبباً في أن يطالبها أطباء العظام بإجراء عملية "زرع رُكبة"، لافتين إلى أنها لابد وأن تنقص وزنها الذي كان يتعدى ال 120 كيلو جرام، قبل العملية حتى تتحمل العظام الجديدة وزنها، خاصة وأنه في حالتها يصعب انقاص وزنها من خلال الرجيم العادي.
فلجأت حنان إلى عدد من أطباء السمنة لتستشيرهم عن حالتها، فوجدت أن كل منهم يضع لها تسعيره لعمليات انقاص الوزن، فضلاً عن أن بعضهم حذرها من الموت بسبب تلك العملية.
وقال عبد الرحمن، زوج الضحية ل"الفجر"، أنها توجهت إلى الدكتور "محمد علي لاشين"، الذي كانت دعاياه منتشرة على شاشات التليفزيون والانترنت والشوارع، وهو أخصائي جراحة السمنة والمناظير، لافتاً إلى أنه كان قد قرر إجراء عملية "تحويل مسار معدة" لزوجته، دون جراحة بالمنظار، لإبلاغه أن حالتها لا تتحمل الجراحة.
وأشار إلى أن الطبيب قبل أن يحصل منه على مبالغ طائلة لإجراء العملية، طمأنه بعدم وجود خطورة عليها، قائلاً :"حتى اذا اضطررت لإجراء جراحة فهذا عملي الذي قضيت عمري فيه، وهي ستكون على ما يرام".
وتابع : " دخلت زوجتي مستشفى من أكبر المستشفيات في مصر الجديدة لإجراء العملية تحت يد - جزار- ولكن الجزار ارحم بكثير من هذا الطبيب السفاح، وبعد اجراء العملية اكتشفنا أنه أجرى جراحه، وكنا قد اتفقنا على اجراء منظار، واحتجزها 3 ايام تحت الملاحظة ثم امر بخروجها من المستشفى".
وأضاف عبد الرحمن، أن زوجته بدأت "رحلة الموت"، والطبيب كان لا يعلم عنها أي شيء، لافتاً إلى أنها بعد وصولها المنزل دائماً ما كانت تتألم وتصرخ لمدة أربعة أيام، مشيراً إلى أنهم كانوا يستنجدون بالدكتور بسبب تألمها الشديد فكان يجيب ب"أمر طبيعي".
وكشف أنهم تفاجئوا حينما رأوا المشروبات التي تشربها زوجته تسقط من بطنها من مكان الجرح، الذي كانت رائحته لا تطاق، مضيفاً أنه في هذا الوقت قام بالاتصال بالطبيب وطلب منه مقابلته بأقصى سرعة لأن زوجته تموت أمامه.
وأضاف : "ذهبت بها إلى الطبيب الذي ظل يشُم في رائحة الجرح التي أصبحت نتنه دون جدوى ودون تفسير، وصرفها إلى منزلها من جديد مطالباً بإجراء اشاعه لها ووضع مضاد حيوي علي الجرح".
وأوضح أنه بعد عرضها على طبيب آخر، كشف أنها أصيبت ب"غرغرينة" بالجرح وتسمم بالدم، وطالبهم بسرعة إجراء عملية أخرى لها بأقصى سرعة لإنقاذها خاصة وأن حالتها أصبحت خطيرة للغاية.
وكشف زوج الضحية للفجر : " حينما دخلت غرفة العمليات مع الطبيب الآخر اكتشف – مصائب- فوجد جزء من الأمعاء تم استئصالها وخياطتها بطريقه خاطئة لا توصف بأنها خياطه طبيه ولكن من الممكن وصفها بأنها - خياطه ترزي لقطعة قماش -، ووجد المعدة ملتصقة ببعضها بسبب الصديد والغرغرينة التي اصابت المعدة ، بالإضافة لإصابة الدم بالتسمم الكامل".
وقال أن الطبيب حاول انقاذها بكل الطرق، وإلى الآن مازالت تخضع للعلاج داخل حجره الرعاية المركزة بين الحياه والموت، مؤكداً أنه لن يترك حق زوجته، لافتاً إلى أنه قدم دعوة للنائب العام وشكوى بنقابة الأطباء .
واستطرد : "لا يجب السكوت على مثل هذه الحالات، لان من الممكن ان تتكرر أكثر من مرة مع حالات اخري، وزوجتي لم تجري هذه العملية من أجل الترفيه ولكن كانت من أجل العلاج ومثلها الكثير والكثير فيجب انقاذهم ".