قال الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن الدوعش ظاهرة مفاجئة فأوصافهم مذكورة فى التراث الإسلامى على لسان الإمام على بن أبى طالب. وتابع "جمعة" خلال خطبة الجمعة اليوم من مسجد فاضل بمدينة السادس من أكتوبر: "ذكر نعيم بن حماد فى كتابه الماتع "الفتن" (1/ 210) عَنْ عَلِى بْنِ أَبِى طَالِبٍ رَضِى اللهُ عَنْهُ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الْأَرْضَ فَلَا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ، وَلَا أَرْجُلَكُمْ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ، لَا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلَا مِيثَاقٍ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، ثُمَّ يُؤْتِى اللهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ».
وأضاف أن سيدنا "على" رابع الخلفاء الراشدين وصفهم؛ لافتا إلى أن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، قال عن "على": "أنا مدينة العلم وعلى بابها". وتابع: وصفهم الإمام على بدقة قائلاً «قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيد»ِ قاسية كقطع الحديد، «هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَة» فيسمون أنفسهم بالدولة الإسلامية ولم يسبقهم بذلك أحد من الخوارج، «أسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى» فتجد أسماءهم أبو بكر وأبو ياسين والبغدادى والبصرى والليبى والمصرى".
وتابع: "والمشكلة فى فرقة الدواعش أنهم لم يفهموا الإسلام بل فهموا صورة مشوهة عن دين الله، وذلك لأنهم لم يتعلموا على يد المشايخ والعلماء، بل جمعوا دينهم من معلومات متفرقة من كتب مختلفة بعضها معتمد لم يفهموه فهما صحيحا وبعضها الآخر غير معتمد من العلماء، فأصبح عندهم معلومات وليس علماً، ثم قاموا بتشكيلها وفق أهوائهم فقتلوا الناس يمينا ويسارا باسم الدين وهو منهم براء".
وقال: "ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدين كالمحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، وأساس هذا الدين هو الرحمة، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن» وهو أول حديث يتعلمه طالب العلم وعليه يبنى البقية فإذا صلح الأساس صلح البناء وإذا فسد الأساس أصبح الهرم مقلوبا. وأضاف: "هذا هو حال الدواعش؛ فهم ومن على شاكلتهم من خوارج هذا العصر، فحسبنا الله ونعم الوكيل هو سلاح المؤمن ضد هؤلاء القتلة الفاسدون، وهو كلام قليل ولكنه عند الله عظيم، فأوصى بها كل مؤمن حتى يُخلصنا الله تعالى من هذه الشرذمة".