ابتكر علماء بريطانيون " طلاء لونياً سحرياً "، مُصنعاً من مادة الغرافين الكربونية، سيشكل نهاية مشكلة التآكل التي تصيب أغلب المواد والأثاث، وستضع حلاً لمشكلة الصدأ، التي تُفسد بريق الأشياء وجودتها. فقد توصل باحثون من جامعة مانشستر البريطانية، إلى نتيجة مفادها أنه عند إضافة مادة الغرافين الكربونية مع الأوكسجين، يتم الحصول على مادة الغرافين المؤكسد، التي تكون بمثابة طلاء قوي غير قابل للتأكل، وذلك بحسب ما جاء في صحيفة دايلي ميل البريطانية.
وأثبت الغرافين فعاليته كطلاء قوي غير قابل للصدأ أو التآكل، من خلال التجارب العلمية، مقارنة بمواد معينة من معادن وطوب طيني تتشابه مع مادة الغرافين من حيث الخصائص الحرارية والكيميائية، فإذا به يحافظ على خصائصه ثابتة، حتى في ظلّ ظروف قاسية ومتغيرة، كالجفاف.
كما أثبتت الأبحاث العلمية فعالية تلك المادة في بعض التطبيقات الأخرى، كتنقية وتكرير المياه، إذ تسمح بمرور أصغر جزيئات المياه في كل حالاته السائلة والغازية في عمليات الترسيب الكيمائية، ويرجع ذلك إلى تركيبة السداسي البلوري، والمسافات الصغيرة المتواجدة بين جزيئاتها الذرية، التي يمكن إحكام إغلاقها بشكل تام باتباع بعض التقنيات الكيميائية، بحيث لا تسمح بمرور أي مواد صلبة أو سائلة أو غازية من خلالها.
وشجعت تلك المادة، المعدلة كيميائياً، شركات مواد البناء والتصنيع على التعاون مع جامعة مانشستر البريطانية على مستوى الاستمرار في البحوث العلمية، لبدء استخدامها في التطبيقات العمرانية المختلفة، خاصة في الصناعات التي تتطلب نوعاً خاصاً من الحماية من ظروف البيئة، كالعوامل المناخية، بالإضافة إلى بعض المواد الأخرى التي تسبب الصدأ.
كما أظهرت تلك الدراسة أن مادة الغرافين يمكن استخدامها وإضافتها إلى أي نوع من مواد البناء، سواء كانت بلاستيكية أو معدنية أو رملية. ويعرف الغرافين بكونه إحدى أقوى وأمتن المواد المتأصلة في الكربون، ويشار إليه عادةً بالمادة السحرية لكثرة استخداماته وتطبيقاته العلمية.
وستحدث تلك التقنية انقلاباً ملحوظاً في عالم الصناعات الدوائية والمواصلات ووسائل النقل، وفي مجالات الإشعاعات النووية.