لم يتحدد بعد موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة فى الوقت الذى تتصارع فيه كافة القوى السياسية لنيل مقاعد فى البرلمان القادم، حيث ينافس فلول الحزب الوطني على كافة مقاعد البرلمان وخاصة فى محافظات الصعيد التى تتمركز بها العائلات والعصبيات وكذلك الأقاليم. وبدأت اللافتات تعم المحافظات ولكن بشكل أقل عن ما كان ذي قبل، ففى محافظة القليوبية دائرة بنها يتنافس كلاً من وجدى بيومى، عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطنى بانتخابات 2010، ومحمد جمال الدين حسين، عضو حزب وطنى سابق، وجمال كاويش عن حزب الوفد، والذى فاز بمقعد فى البرلمان السابق، وأسامة عبد الوهاب عن حزب الكرامة.
كما يتنافس فى دائرة كفر شُكر كلاً من المخرج خالد يوسف كمُستقل، والعربى فؤاد عضو حزب وطنى سابق، وسيد عزب الذي فاز بمقعد البرلمان فى 2005 كمستقل ثم انضم للحزب الوطنى فى انتخابات 2010، ويشارك فى البرلمان القادم كمستقل، كما تنافس الفنانة إلهام شاهين فى دائرة العمار بطوخ على مقعد البرلمان ومعها محمود معروف عضو حزب الوطنى سابقاً، وانتشرت لافتات محمود بدر، مؤسس حركة تمرد، فى أنحاء شبين القناطر بمراكزها.
كما تشارك شاهيناز النجار، البرلمانية السابقة، وزوجة أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني، في البرلمان القادم عن منطقة المنيل ومصر القديمة، حيث قامت بجولات فى المنطقة وعقدت لقاءات مع الأهالي، وكانت قد حصلت من قبل على مقعد البرلمان عام 2005 عن دائرة المنيل كأصغر نائبة عن عمر 36 سنة.
وتنتشر لافتات المرشحين المحتملين فى قرى ومراكز المحافظات معلنة عن قدوم ماراثون الانتخابات القادم، وسط وعود من المشاركين بإصلاح شئون حياة المواطنين والعمل على حل مشاكلهم، والتي جاء على رأسها مياه الشرب بجانب إدخال منظومة الصرف الصحى فى القرى.
وقامت "الفجر" بجولة ميدانية فى بعض المناطق للتعرف على وعود المرشحين القادمين لبرلمان 2015 ما بين وعود شخصية بالتوظيف والعمل ووعود عامة بالإصلاح وتوفير كافة خدمات المنطقة.
وتوقع المهندس إسماعيل خضير، أحد سكان منطقة الدقي، أن يعود جميع النواب الذين شاركوا قبل ثورة 25 يناير للانتخابات ويقوموا بوعد المواطنين ولم ينفذوا وعودهم، لافتاً إلى أن تزوير الانتخابات جعل من النائب مجرد ترس فى آلة يدور حول مصلحته ومصلحة جماعته فقط، مشيراً إلى أن منطقة الدقى على مر السنوات السابقة لم تشهد سوى المحامية أمال عثمان عن الفئات، وسيد جوهري عن العمال، وأن المواطنين لم يروهم سوى فى فترة الدعاية فقط ومن بعدها لا وجود لهم.
وأكد أن الأنفاق على الانتخابات هذا العام لا توجد دعاية به بشكل مكثف، متابعاً: "ربما لأن المرشح الذي ينفق ملايين على حملته الانتخابية سوف تطالبه الدولة بدفعها لصندوق تحيا مصر" .
ومن جانبه، توقع أيضا أحمد السيد، أحد سكان منطقة إمبابة، وصاحب محل كشري، عودة الحزب الوطني مرة أخرى، مؤكداً: "رجوعهم أصبح أمر لا مفر منه"، مشيراً إلى أن كل من أعلنوا مشاركتهم في الانتخابات أعضاء سابقين للحزب الوطني، الذين يوعدون المواطنين بالرفاهية و"يصل لوعوده بدخول الجنة والمواطن مش لاقى العيش"، مضيفاً: "خلاص أتعودنا على كدا.. النائب يوعدنا بالمياه النظيفة والصرف الصحى وبعدين منشوفش وشه".
كما قال أحمد بهاء صادق العدوى، من الشرقية، ومسئول الأبحاث العلمية بجامعة الزقازيق، إن الانتخابات القادمة سوف تكون سبباً لعودة الدولة للخلف، طالما سوف يُسمح لأعضاء برلمان تقلدوا المنصب لسنوات طويلة بالعودة مرة أخرى بوجوه جديدة، مشدداً على ضرورة أن يفسح النظام القديم المجال للوجوه الشابة ليعطيها فرصة لبناء المرحلة الجديدة، دون الرجوع لصف القديم حيث تأتى الخبرة بالممارسة والاحتكاك، خاصة وأن التشريعات التى سوف يصدرها مجلس النواب القادم سوف تحدد مصير مصر .
وأوضح محمد غريب، من محافظة القليوبية، أن وعود نواب مجلس الشعب مستمرة بتحسين أحوال المنطقة والمواطنين ولكن وعود فقط لا تنفذ، مشيراً إلى أن المرشح في منطقته هو المخرج خالد يوسف الذي وعدهم بتحسين مياه الشرب الغير صالحة للاستخدام، وإعداد منظومة الصرف الصحى فى القرى التى تفتقر ذلك مع حل مشكلة القمامة المتراكمة، متمنياً تنفيذ هذه الوعود.
وأكد أن المحافظة تشهد عودة لأعضاء الحزب الوطنى للمشهد السياسى دون أي استحياء ليتنافسوا على مقاعد البرلمان، لكن الشارع أصبح على وعى، حيث أنهم من أفسدوا فى الأرض.
ومن جانبها، قالت مها أبو بكر، من مؤسسى حركة "تمرد"، إن انتخابات البرلمان القادم سوف تشهد منافسة ما بين 3 تحالفات 25 يناير "الإسلام السياسى"، و 30 يونيو "فلول الحزب الوطنى"، والذي سوف يشارك فيه القوى الثورية، مشيرة إلى أن حركة تمرد تستعد للمشاركة فى البرلمان القادم فى جميع محافظات مصر من خلال مكاتب لتلقي السيرة الذاتية لمن يرغب المشاركة فى الانتخابات من داخل أو خارج حركة تمرد بشرط توافر الكفاءة به، لافتة إلى أن الحركة تستهدف الوصول إلى 40 مقعد للشباب، وتم إلى الآن حسم من يشارك من داخل تمرد وهم حوالى 20 عضو ومنهم "محمود بدر، محمد نبوى، مها أبو بكر، رامى صلاح".
وأضافت بأنهم سوف يشاركوا فى تحالفات على مستوى قوائم الأحزاب المدنية المختلفة وهم الآن فى تنسيق معهم واتصالات مستمرة، حيث أن القائمة ملزمة بدخول عدد من الشباب والمرأة والأقباط والعمال والفلاحين وذوي الإحتياجات الخاصة طبقاً لما نص عليه الدستور، ما يجعل الأحزاب بحاجة لتحالف مع الحركة لتمثيل الشباب.
وأوضحت ل"الفجر"، بأنه سوف يتم تسريب عدد من الحزب الوطنى والإسلام السياسى للبرلمان القادم، وعلى القوى الثورية العمل بجدية وتوضيح للفلول حجمهم الحقيقى، مشددة على ضرورة أن يكون العزل عزل شعبى، وأن الشعب هو الذي سيعزلهم ويرفضهم عند مشاركتهم.