وكالات في ظلّ الصراع المحتدّ بين الفرقاء الليبيين في طرابلس وبنغازي وفي عدد من المناطق الأخرى منها مدينة ورشفانة يتعدد الضحايا وتتفاقم الفوضى الهدامة، حتى إنّ ليبيا أصبحت تعمل ببرلمانين وحكومتين، المؤتمر الوطني العام الذي عاد ليواصل جلساته، ومجلس النواب المنتخب منذ شهرين.
وإذا كان المؤتمر الوطني قد كلف القيادي في ثورة 17 فبراير عمر الحاسي بتشكيل حكومة انقاذ وطني؛ فإن مجلس النواب قد أعاد هو الآخر تكليف عبد الله الثني بتشكيل حكومة جديدة، وزاد هذا الوضع ليبيا اضطرابًا وفوضى وانقسامًا، وأصبحت مفتوحة على أكثر من احتمال سواء بالتدخل الخارجي أو تقسيمها إلى دويلات، وهو ما تعمل أكثر من جهة على تلافي حصوله.
حكومة الحاسي تؤدي اليمين
جرت مراسم أداء حكومة عمر الحاسي وأدت اليمين القانونية أمام النائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني العام صالح المخزوم. وتتركب حكومة عمر الحاسي من تسعة عشر وزيرًا، لكن ثلاثة عشر وزيرًا فقط إلى جانب رئيس الحكومة واثنين من نوابه أدوا اليمين.
وكان المؤتمر الوطني العام الذي عاد ليعقد جلساته في طرابلس كلف القيادي عمر الحاسي خلال الأسبوع الماضي بتشكيل حكومة إنقاذ وطني.
ومنحَ المؤتمر الوطني العام ثقته لحكومة الإنقاذ الوطني المشكلة من طرف السيد عمر الحاسي برغم قيام مجلس النواب المنتخب خلال شهر يونيو الماضي بتكليف عبد الثني بتشكيل حكومة جديدة، بعد أن كان قد قدّم استقالة حكومته، حسبما جاء على لسان النائب في المجلس عيسي العريبي.
ويمارس مجلس النواب سلطاته ويعقد جلساته في مدينة طبرق بأقصى شرق ليبيا، وكذلك حكومة عبد الله الثني إلى جانب رئيس أركان الجيش المعيّن أخيرًا عبد الرزاق الناظوري، بينما يعقد المؤتمر الوطني العام جلساته في العاصمة طرابلس ويعترف برئيس أركان الجيش المقال من طرف مجلس النواب عبد السلام العبيدي.
تأجيل حكومة الثني
وإذا كان المؤتمر الوطني العام قد منحَ الثقة إلى حكومة عمر الحاسي في العاصمة طرابلس، فإن عبد الله الثني رئيس الحكومة المستقيل والمكلف ثانيًا بإعادة تشكيل حكومة جديدة من طرف مجلس النواب في مدينة طبرق قد أشار في بيانه إلى أن “الحكومة التي تحتاجها بلاده ويرغب في تشكيلها يجب أن تكون ممثّلة ومعبرة بالقدر الممكن عن فئات وإجماع وخيارات الليبيين، ولكنها لا يمكن أن تحقق المعجزات ما لم تتضافر الجهود لدعمها والتعاون معها”.
وأوضح الثني أنّه يمكن تأجيل إعلان تشكيلة حكومته وتقديمها إلى مجلس النواب، وذلك لمزيد من “المشاورات والاتصالات التي تبقى مفتوحة بين الليبيين وستظل كذلك للتواصل مع الجميع دون استثناء لتشكيل الفريق الحكومي”.
وأكّد عبد الله الثني أنّ “الظروف والتحديات الراهنة تحتم على الجميع التعاون والتضامن والتشاور وحتى التنازل لتحقيق ما يصبون إليه لصالح الوطن والمواطن واستكمال مسيرة التحول الديمقراطى وبناء مؤسسات الدولة التشريعية المنتخبة ممثلة بمجلس النواب والتنفيذية بتشكيل حكومة الوفاق الوطني لتجاوز الأزمة وحل المشاكل العالقة والمزمنة”.
وقد فشل عبد الله في السيطرة على وزاراته في العاصمة طرابلس عقب دخول قوات “فجر ليبيا”، والسيطرة على مطار طرابس الدولي؛ وهو ما جعله وحكومته ينتقلون إلى مدينة طبرق أقصى شرق ليبيا حيث يعقد مجلس النواب جلساته.
حكومة الثني الثلاثاء
وفي تصريح لوكالة أنباء “شينخوا”، أكّد مصدر من مجلس النواب أنّ “رئيس الوزراء عبد الله الثني أبلغَ مجلس النواب في جلسته الصباحية ليوم أمس الأحد، أنه سيقوم بتقديم تشكيلته الحكومية يوم (الثلاثاء) المقبل، لعرضها بشكل رسميّ والتصويت لمنحها الثقة من عدمها”.
وبين أنّ “هناك توجهًا كبيرًا لمنح مجلس النواب الثقة لحكومة الثني، من أجل منحه الفرصة سريعًا للتعامل مع حالة الجمود التي تعاني منها مؤسسات الدولة، ودعم مؤسستي الجيش والشرطة بالإمكانيات اللازمة، لمواجهة الانفلات الأمني والإرهاب”.
مجلس النواب يهدّد
وفي سياقٍ متصلٍ، أكّد الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي فرج أبي هاشم، أنّ المجلس سيحاسب عمر الحاسي وحكومته المعينة من طرف المؤتمر الوطني العام، و”كل من يقف خلفه سيحاسبون وسيتم تقديمهم للعدالة لاستغلالهم للوضع الذي تمرّ به الدولة”.
واعتبر أنّ تشكيل حكومة موازية لحكومة عبد الله الثني “محاولة انقلاب على شرعية الدولة المتمثلة في مجلس النواب بالأساس وفي الحكومة المنبثقة عنه، وأن أي محاولة لتشكيل حكومة غرب ليبيا قد يؤدي إلى انقسام البلاد”.
عبد الحكيم بلحاج مستعد
أكّد رئيس حزب الوطن الليبي والرئيس السابق للمجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج في تصريح لشبكة “إرم” أنه سيزور الجزائر خلال الأيام القادمة في” زيارة غير رسمية”؛ حيث سيلتقي عددًا من المسؤولين الجزائريين لمناقشة ملفات عديدة والاطلاع على تجربة بلدهم في مجالات تأمين الحدود، وبسط الأمن والاستقرار.
وأكّد بلحاج، بحسب شبكة “إرم”، أنّه “مستعد للجلوس إلى طاولة الحوار مع مختلف الأطراف الليبية، لإنهاء حالة الفوضى التي تشهدها البلاد”، مشددًا على “رفضه لأيّ تدخل أجنبي”.