ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية أن زعماء دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" وصلوا إلى منتجع "سيلتيك مانور" في ويلز من أجل عقد قمة تستمر يومين وتبدأ رسميا باجتماع حول أفغانستان؛ لكن الهيمنة على النقاش ستكون للأزمة الأوكرانية وتهديد متطرفي تنظيم "داعش" في العراق وسوريا. وقالت الصحيفة -في سياق تقرير نشرته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني- إن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو سيطلع الزعماء على اتفاقه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأطر العامة لاتفاق سلام في أوكرانيا.
وأضافت الصحيفة أنه بحسب مسئول بريطاني فإن الاجتماع سيوفر للزعماء فرصة الاستماع إلى تقييم بوروشينكو لآخر مستجدات الوضع على الأرض ومناقشاته مع بوتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاجتماع سيبعث برسالة دعم واضحة لسيادة أوكرانيا وسيوضح أن الكرة في ملعب روسيا لتهدئة الموقف.
وحذر الرئيس الروسي سيرجي لافروف في وقت سابق من اليوم -وفق الصحيفة- من أن طموحات أوكرانيا في الناتو تهدد بإخراج محادثات السلام عن مسارها في شرق أوكرانيا، حيث أكد أن تصريحات كبار مسئولي الحكومة في كييف حول سعيهم للانضمام إلى الحلف تعد "محاولة واضحة للنيل كافة الجهود" الرامية لحل سلمي للأزمة.
وأكدت "ذا جارديان" أن منظمي القمة أعربوا عن أملهم في أن تساعد على بداية حقبة جديدة في أفغانستان بنهاية المهمة القتالية للتحالف عن طريق الترحيب بخليفة حامد كرزاي كرئيس جديد للبلاد، لكن نتيجة انتخابات شهر أبريل الماضي لا تزال قضية محل نزاع بين المرشحين المتنافسين عبد الله عبد الله وأشرف غني وسط حالة انعدام أمن في البلاد.
ولفتت إلى أن إخفاقات بعثة الناتو في أفغانستان أكدها مزيد من العنف اليوم مع تفجير متمردي طالبان لشاحنتين مفخختين في بلدة غزني الواقعة وسط البلاد ما أسفر عن مقتل 18 شخصا، مشيرة إلى تصريح لأمين عام الناتو، أندرس فوج راسموسين، قبيل الاجتماع حيث شدد على أهمية الانتهاء من العملية الانتخابية في أفغانستان، وتأكيده أن الحلف يستعد لفصل جديد في العلاقة مع هذا البلد مع انتهاء مهمته القتالية.
وأوضحت أنه من المتوقع في وقت لاحق من القمة أن يوافق الناتو على دعم دفاعاته في شرق أوكرانيا وتعزيز دعمه للبلاد حيث من المقرر أن يوافق على إنشاء قوة رد سريع تتولى قيادة العمليات قد يصل قوامها إلى آلاف الأفراد من القوات التي يمكن أن ترسل إلى منطقة النزاع خلال أقل من يومين، بحسب مسئولين.
ونوهت الصحيفة إلى أن الأزمة في العراق وسوريا غير مدرجة على جدول الأعمال الرسمي للقمة لكن من المتوقع أن تستحوذ على جانب كبير من المناقشات التي ستجري على هامش انعقاد القمة في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بناء تحالف دولي من أجل التعامل مع متشددي داعش.