قال الباحث فى الشؤون والحركات الإسلامية سامح عيد، إن التصعيد السياسى الذى يشنه الحوثيون على الحكومة اليمنية هو فى إطار خطة، لإرباك الموقف السعودى، وذلك على خلفية دعم السعودية لثورة 30 يونية عبر افتعال التوترات الأمنية على حدودها الجنوبية مع اليمن، في الوقت الذى تتوتر فيه حدودها الشمالية مع العراق، إثر تنامى التهديدات المسلحة التى يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي. وأضاف عيد في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن التحالف المصري السعودي الذى تم عقب ثورة 30 يونيو أزعج الإدارة الأمريكية، ولم تفلح جهود أوباما فى احتواء الغضب الخليجي، إثر دعمه للنظام الإخوانى فى مصر الذى بات يهدد دول الخليج والأنظمة هناك كما لم يفلح الضغط الأمريكى حتى الآن فى وقف الدعم الخليجى لمصر الذى تم على اكثر من مستوى وبالتالى لجأ اوباما إلى الضغط على دول الخليج خاصة السعودية من اجل فض التحالف المصرى السعودى من خلال ارباك حدودها الجنوبية مع اليمن والشمالية مع العراق فى ذات الوقت. وأكد عيد أن مصر لا يجب أن تتدخل عسكريًا فى أى بلد، فضلا على أنه استنزاف للقدرات المصرية فى هذا التوقيت بالغ الصعوبة الا أنه أيضا يحقق الغرض الأمريكى فى تشتيت الجهود المصرية واستدراجها لمواجهات عسكرية خارج حدودها مشيرا إلى ضرورة أن تقوم مصر بدورها الاقليمى فى التصدى للمخاطر المتعددة التى تواجه الوطن العربى خاصة السعودية والعراق وليبيا لأن ذلك هو تهديد مباشر للأمن القومى المصرى ولكن عن طريق الدعم السياسى والفنى البعيد عن المواجهات العسكرية المباشرة. وتابع: مصر هى المستهدفة الرئيسية من تنامى ظاهرة التنظيمات الإرهابية فى المنطقة العربية مثل داعش وجبهة النصرة بخلاف التصعيد الذى يشنه الحوثيون فى اليمن جنوب السعودية لشق تحالفها مصر مشيرا إلى أن ذلك يزيد التحديات الأمنية على مصر ويجعل الأمن المصرى ليس فقط فى مواجهة التنظيم الإخوانى الإرهابى بالداخل المصرى وأذرعه الممتدة خارجا وإنما يجعل الأمن المصرى فى مواجهة شاملة يتسع نطاقها لكل المنطقة العربية خاصة السعودية والعراق وليبيا بما يقتضى وضع استراتيجية شاملة لمواجهة ذلك كما يتطلب الكثير من اليقظة والحنكة للتعامل مع منطقة غاية فى الاتهاب ودون استدراج لمواجهات عسكرية. وأشار إلى أن كل من السعودية ومصر يمثلان محاور ارتكاز قوية للأمن القومى العربى ولابد أن يكون التنسيق بين الدولتين راسخا وقويا ومحدد الأهداف ومنسجم الرؤى والمواقف لمجابهة المحاولات الأمريكية لشق هذا الصف مختتما حديثه قائلا لابد للخارجية والأجهزة السيادية المصرية أن تضع خطة محكمة ومتكاملة وبعيدة الأمد وغير شخصية مع دولة السعودية ومع كل المسئولين السعوديين وذلك حتى لا يتعرض هذا التحالف لمفاجآت قد تجعل مصر فى مواجهة طرف لا يتبنى نفس المواقف التى تتبناها السعودية فى الوقت الحالى مما يربك الاستراتيجية المصرية.