تخيل أن تنفخ داخل هاتفك المتحرك لتتحقق ما إذا كنت مصاباً بالسرطان أو لا، قد تبدو الفكرة خيالية بل ومخيفة إلا إن العلماء في شركة «أولستون» البريطانية يدعون أنهم على بُعد سنتين من تحقيق ذلك، حيث قام المخترعون من جامعة كامبريدج بابتكار ما أسموه تقنية كشف المرض عبر تحليل التنفس، على سطح مكتب وقد أثبت نجاحه. ويعملون اليوم على تصغير حجم هذه التكنولوجيا لإيجاد أداة صغيرة تدخل ببساطة في الهاتف المتحرك. حقول الطب وكانت شركة «أولستون»، التي أسسها ثلاثة خريجين في مجال الهندسة منذ عقد تعمل على تصنيع آلات لمساعدة شركات النفط والوكالات الحكومية الأميركية، قبل أن يقرر بويل، أحد المؤسسين المشاركين نقلها للعمل في الحقل الطبي بعد اكتشاف إصابة زوجته كايت والدة توأميه بسرطان القولون المرحلة الرابعة وهي في الرابعة والثلاثين من العمر. حينئذ بدأ بويل يفكر كيف يمكن لشركة «أولستون» أن تتعرف إلى المرض في مراحل أبكر، حيث تصل نسبة الشفاء إلى 90 % في حين تنخفض في المراحل المتقدمة لتبلغ 6% فقط. بصمات كيميائية وتعتمد هذه التكنولوجيا في الأساس على ابتكار شريحة صغيرة بحجم الأظفر يمكن برمجتها لاشتمام أي نوع من المواد الكيميائية ذات الصلة. وتستطيع الأداة تمييز روائح الكيماويات في أدنى معدلاتها على نحو مدهش، مما يجعلها مثالية لاكتشاف ما يدعوه بويل ب«البصمات الكيميائية المنبهة للمرض». ويمكن استنشاق تلك الدلالات عبر النَفس أو طردها عبر البول أو البراز. وقد تم على مدى العام الماضي، تجربة أداة «لونستار» التي تبدو أشبه بآيباد ضخم مزود بأنبوب لتحليل النَفس، على عدد من العلامات المختلفة التي تدل على وجود المرض. وأطلقت الاختبارات عدداً من الإنذارات الخاطئة المتعلقة بأمراض وحالات أخرى، لكن بويل يقول: «نأمل أن تمنحنا التكنولوجيا التي نعمل عليها أداة فحص تتمتع بدقة التشخيص حتى لا نضطر أن نجري عمليات منظار لا ضرورة لها». كشف مُبكر عن سؤاله هل يريد الناس فعلاً أن يكشفوا عبر هواتفهم النقالة عن أمراض قاتلة، وهل يجب الحصول على تلك المعلومات من الطبيب نفسه؟ أجاب مطور هذه التقنية، «إن الناس في المستقبل يريدون معرفة المزيد من المعلومات المتعلقة بحالتهم الصحية، وهناك العديد من الأمراض التي يشكل الكشف عنها في مرحلة مبكرةً فرقاً كبيراً».