أزمة بين حزب "شفيق" و"البرادعي" قبل معركة البرلمان

شريهان فاروق

دائمًا ما يثير الضجة على الساحة السياسية، وآرائه دائمًا ما تلقى إعجاب بعض القوى على الساحة وتلقى استنكار البعض الآخر، فتعدد صفاته على الساحة السياسية، من ثائر ثم مرشح رئاسي، ليصل إلى منصب نائب الرئيس للشئون الخارجية، وحتى اعتزال الحياة السياسية بشكل نهائى، وعلى الرغم من ذلك لم تخلى الساحة من الحديث عنه، إنه دكتور "محمد البرادعي".

وفي الأونة الأخيرة، أثارت تصريحات يحيى قدرى، نائب رئيس الحركة الوطنية، بأن فكر البرادعى لن يعود مجددا للحياة السياسية، وأن الشعب المصرى لن يقبل ذلك، الأمر الذى أدى إلى استياء أعضاء حزب الدستور من تلك التصريحات، وتنازع الحزبين في الوقت الذي كان من المفترض أن يحدث اتفاق بينهم للدخول في ماراثون الانتخابات البرلمانية.

وقال المستشار يحيى قدرى، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، الذى يترأسه الفريق أحمد شفيق، خلال تصريحاته الصحفية، إن من يعارضون انضمام الحزب لتحالف مدنى واسع يرأسه عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين، هم من يسيرون على فكر الدكتور محمد البرادعى نائب رئيس الجمهورية الأسبق.

ورد عليه القيادي بحزب الدستور خالد دواد، في تصريح خاص ل"الفجر"، قائلا: "حزب الدستور قائم على منهج وفكر البرادعي"، مشيرًا إلى أن البرادعي قامة ثورية عظيمة ويعرف ذلك بمواقفة الثورية التى مرت على مدار الأعوام السابقة.

وأكد دواد، أن تصريحات قدري ضد البرادعي جاءت لتخوين حزب الدستور الذي ينتهج نهج الثورة في البرلمان المقبل، في حين إن حزب الحركة الوطنية ما هو إلا أداة للنظام السابق المتمثلة في أحمد شفيق ورجاله، على حد قوله.

وأوضح القيادي بحزب الدستور، أن تصريحات حزب الحركة الوطنية ضد حزب الدستور والبرادعي لن تقلل من جماهيرية الحزب لدى الشارع المصري، لافتًا إلى أن المواطن المصري أصبح قادراً على تحديد من الخائن ومن المخلص للوطن.

ومن الناحية السياسية، قال الدكتور أيمن عبد الكريم، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن النزاع بين الأحزاب واتهامهم لبعضهم البعض بالتخوين جاء نتيجة الحالة التى تشهدها الساحة السياسية في الوقت الحالي والصراع على البرلمان، مشيرًا إلى أن الأحزاب عليها أن تتوافق حتى تستطيع عمل تحالفات برلمانية تتمكن من المنافسة الحقيقية.

وأكد عبد الكريم، أن تخوين الأحزاب لبعضها البعض لن يتوقف، ولكن لابد أن يكون هناك احترام بين الشخصيات السياسية، ويدرك كل فرد أن تلك الشخصية الأخرى لها شعبيتها وجماهيرها، متابعاً أن الديمقراطية الحقيقية تقوم على احترام فكر الأخر وتوجهاته وإن كانت مخالفة لك، وهذا لم يحدث في مصر وعلينا أن نتعلمه".