قامت اليوم حملة مين بيحب مصر بجولة فى عزبة أبو حشيش والقرود وعزبة الصفيح والمنشية, والتى تكسوها العشوائيات من كل جانب والمنازل المتهالكة والآيلة للسقوط والتى تحتوى على حمام مشترك لعدد 9الى 15اسرة وتضم الأسرة مابين 6الى 9أفراد, كما تعانى الفقرالمدقع قالت مريم عدلى , رئيسة لجنة التعاون الدولى بحملة "مين بيحب مصر" إن عزب أبو حشيش والقرود والصفيح هي مناطق غير مخططة وتبلغ مساحتها 18فدانًا ويبلغ تعداد سكانها 16الف نسمة وعدد الأسر فيها بواقع 3000 أسرة ,كما تقع العزبة بمنطقة غمرة،يعيش أكثر من 90% من سكانها تحت خط الفقر ويسكنون إما فى أكواخ من الأخشاب والصفيح , فضلا عن إن 50٪ من سكان هذة العزب المتجاورة يقيمون في عشش خشبية، الأمرالذي يجعلهم يعانون في فصل الصيف من أشعة الشمس الحارقة والبرودة الشديدة والأمطار، في فصل الشتاء ، كما يعاني أهالي المنطقة من انتشار تلال القمامة وأسراب الحشرات ,كما يعشعش البعوض والحشرات المختلفة في بيوتهم نتيجة عدم وجود شبكات الصرف الصحي, التى تحاصر البيوت القديمة لعدم قدرة سيارات النظافة على الدخول اليها, فضلاعن أن سيارات المطافى تعجز عن الدخول لاطفاء الحرائق بالبيوت، لضيق الشوارع وعدم امتلاك الأهالى طفايات حرائق.
وأوضحت عدلى, أن 22%من بيوت عزبة الصفيح تبدو وكأنها مساكن للأقزام فارتفاع بعض البيوت عن الأرض لا يزيد علي متر ونصف ومنها منازل متهالكة والقمامة التى تحيط بها من جميع النواحى وترتفع مياه الصرف داخل هذه الغرف إلى 12سم وتظل بالغرفة حتى تكون الطحالب الخضراء والمياه الراكدة والحشرات الطائرة من الذباب و الناموس.
وأضافت: بعض المنازل المهددة بالإنهياربها شروخ بالحوائط تزيد على ال5سم, أيضاً الأرضيات على هيئة منحنيات ترتفع و تنخفض متأثرة من إعادة هدم و بناء المنازل المجاورة, الأمر الذى جعل بعضاً منهم يفترش الشوارع نوما خوفاً من إنهيا المنازل المتهالكة.
وأوضحت, أن مستوى التعليم متدن للغاية فى ظل ارتفاع خطير لمعدلات الأمية حيث تقابل اعضاء الحملة مع أهالى المنطقة لنقل الصورة الحقيقية لمعانات أهالي هذة المناطق, ومطالبهم داخل دهاليزهذة العزب والذى يظهر على وجهوهم البؤس والشقاء والعبوس والعناء شاكين من إهمال المسئولين لهم وعدم وجود مأوى يؤويهم فضلاعن صعوبة الحصول على علاج لهم وذويهم, رغم تصريحات المسؤلين بالعمل على تطوير المنطقة والذى لاتتعدى كونها حبر على ورق.
وأكدت أن الحياة فى هذه العزب بدائية للغاية، والأهالى يعملون بحرف بسيطة حيث تجارة الخردة والكرتون والورق وتربية الأغنام، وحذرت من تضخم مشكلة العشوائيات وتطالب الحكومة بضرورة حلها خاصة وانها تحتاج إلي حل متكامل ليشمل الشق العمراني والاقتصادي والثقافي.
وعن الحالة الصحية تحذرعدلى من عودة مرض السل الذى ينتشر في الزحام والتكدس البشري وسوءالتهوية والتغذية وضعف المناعة لتكون بيئة صالحة لانتقال عدوي مرض الدرن الرئوي المعروف باسم "السل" وظهوره بين الطبقات الفقيرة وساكني العشوائيات، نظراً للزحام الشديد وضيق الاماكن في تلك المناطق ,فضلاعن أنتشارتدخين الشيشة المنتشرة فى العشوائيات والتى يساعد على عودة المرض ,فالشيشة تنقل عدوي السل نتيجة استخدام نفس الخرطوم من قبل عدة أشخاص ,بالاضافة الى أن هذة البيئة تساعد فى انتشار امراض الحمى الروماتزمية بين الاطفال
ويذكر أن منظمة الصحة العالمية أصدرت مؤخرا تقرير تحذرمصر من عودة شرسة لمرض السل خاصة فى الاماكن المكدسة ,وأشارت إلي أن 17% من حالات الإصابة سببها تدخين الشيشة، 17%والمرض يصيب شخصاً كل ثانية.
واختتمت "عدلى" بقولها أن مشكلات هؤلاء المواطنين ليست مادية بالدرجة الاولى من حيث نقص الخدمات من صرف صحى وكهرباء وفقر، بل أزمة معنوية فى المقام الأول من آلام نفسية لإناس يشعرون بالنظرة القاسية وأنهم محتقرون ومهمشون، ويرون أن الإعلام يتاجر بأوجاعهم فى ظل صمت الدولة وتجاهلهم.