ما بين "الحشيش والتحرش".. جاء وقع عيد الفطر هذا العام على المصريين متسمًا بمزاج الأطفال والشباب على تلك العادتين السيئتين، وبمجرد الانتهاء من إفطار أخر أيام رمضان أول أمس، اتجه عدد من الشباب نحو دواليب المخدرات لشراء حشيش السهرة. وبدأت مراسم الاستعداد لليلة العيد التي يتوارث الأجيال حكاوى أنسها، لكن على مر الزمن بقى سلطان السعادة "الحشيش" حاضر بقوة في هذه الليلة الخاصة عند المصريين. بينما كان الكثير من الصبية يعدون أنفسهم للتحرش بالفتيات على كورنيش النيل والحدائق والمتنزهات العامة، فبعدما كانت تسيطر الذكرى الجميلة لفرحة العيد بأغاني: "العيد فرحة.. وأجمل فرحة.. تجمع شمل قريب وبعيد.. سعدنا فيها بيخليها ذكرى جميلة لبعد العيد" للفنانة صفاء أبو السعود منذ زمن لاستقبال العيد، وردد الأغنية على لسان الشباب جيل بعد جيل، وطعم العيد في مصر الذي يبدأ بعد انطلاق مدفع إفطار أخر أيام رمضان حين تنطلق أصوات الصواريخ فرحاً واستقبالاً للعيد. ولكن تبدلت الأحوال من جيل إلى جيل، وتبدلت العادات لتستحق ليلة الوقفة وعن جدارة لقب ليلة الحشيش عند فئة كبيرة من الشباب، وجاء شعار الشباب يوم الوقفة: "أنا والحشيش، والبفرة والجوان والروقان، والاستجمام والانسجام والتوهان والخربان". ويعتبر مخدر الحشيش الأكثر انتشارا في مصر، وكشفت آخر إحصائية صادرة من الجمعية المصرية لمكافحة الإدمان عام 2012، أن نسبة مدمني المخدرات في مصر بلغت 6 ملايين مدمن، منهم 2 مليون فتاة وسيدة، فيما وصل حجم الاتجار في المخدرات في مصر إلى 160 مليار جنيه، أي ما يقرب من ربع موازنة الدولة. وفي سياق آخر لا يقل سوءا عن سابقه، انتشرت في العيد أخبار التحرش، وصار الحديث فقط عن "تحرش طفل بفتيات في مكان كذا"، وتجد المانشيتات الرئيسية للصحف بعنوان "التحرش في العيد"، وشهدت عدة مناطق بالقاهرة، أول أيام عيد الفطر، حالات تحرش، أبرزها كان بحديقة الأزهر، وكوبري قصر النيل، واللافت أن أغلب الحالات أبطالها "صبية". وشهد كورنيش النيل ومحيطه منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر، بداية من مبنى ماسبيرو حتى كوبري قصر النيل، أكبر عدد من حالات التحرش سواء اللفظي أو الجسدي، من قبل عدد كبير من الصبية والشباب بالفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 12 إلى 18 عامًا. وتمكن أعضاء حملة "التحرش بالمتحرشين" من رصد ثلاث حالات تحرش بكورنيش النيل، أعلى كوبري قصر النيل، وذلك بعد تحركهم من أمام دار الأوبرا، بشكل جماعي مرتدين زيًا مكتوبًا عليه "مكافحة التحرش". وأعلنت مبادرة "شفت تحرش" المناهضة للتحرش ضد النساء والفتيات، عن نجاحها في إنقاذ عدد من الفتيات، من خلال رصد المباردة 7 وقائع تحرش في محيط العاصمة بينهم ثلاث وقائع تحرش جماعي، وأكدت المبادرة، في بيان لها على صفحتها بموقع "فيس بوك"، أنها نجحت في إنقاذ فتاتين أجنبيتين من التحرش الجماعي على كورنيش النيل. وأوضحت "شفت تحرش"، أنها نجحت في إيقاف 4 شباب قاموا بالتحرش بفتيات أمام محطة الأتوبيس النهري بكورنيش النيل، ماسبيرو.