وكالات تلاقح العقول البشرية هو مصدر منقطع النظير للإبتكارات البناءة الي تحمل فرصا لا حصر لها لتغيير وجه منطقة الشرق الأوسط وتعيد لها بسمة أندلسية محاها تاريخ، عن تقرير لروثي بلوم، 21 تموز / يوليو 2014عن موقع Israel 21 C
تم خلال الأيام الأخيرة اختراع برنامج إلكتروني جديد يظهر مسار صواريخ التنظيمات الإرهابية المنطلقة من قطاع غزة إلى إسرائيل، فجذب اهتماما كبيرا على الشبكات الاجتماعية، ولكن فرادته تكمن في كونه نموذجا للتعاون اليهودي العربي.
والتطبيق الجديد عبارة عن خريطة تعرض الأماكن التي تم فيها إطلاق صفارات الإنذار حيث يظهر عليها هدف الصاروخ والمكان الذي تم إطلاقه منه، وهو نتاج عقل الشاب الإسرائيلي سامويل كارديو البالغ من العمر 18 عاما وفريد النصيري المغربي الأصل المقيم في هولندا و وابن ال 22 عاما، وقد أطلقا على تطبيقهما المشترك اسم “Israel Under Attack” ("إسرائيل تحت الهجوم") وقد أدرك الشابان، ومن خلال محادثاتهما على شات الفيس بوك، أنهما يتقاسمان فكرة تتمثل في تسريع وتفعيل أنظمة الصفارات، فتحولا إلى السكايب فالهاتف لإعداد التطبيق بأسرع وقت ممكن لزيادة أمان الجمهور الإسرائيلي.
ويختلف هذا التطبيق عن تطبيق Red Alert الصوتي المخصص للهواتف الذكية، والذي يظهر المنطقة التي يسير نحوها الصاروخ أو القذيفة الصاروخية وينذر سكان تلك المنطقة بوجوب الدخول إلى الملاجئ، بأنه يمكّن مستخدميه من المشاهدة الافتراضية لسير الصاروخ من المكان الذي تم إطلاقه فيه إلى النقطة التي تم فيها اعتراضه من منظومة القبة الحديدية أو المكان الذي يسقط فيه، كما يشير بواسطة ساعة رقمية إلى عدد الساعات والدقائق والثواني التي مضت منذ المرة الأخيرة التي استُهدفت فيها إسرائيل بصواريخ الإرهابيين.
الصدفة خيرٌ من الف ميعاد وقد بدأ كل شيء قبل أيام معدودة، وحين وجه فريد سؤالا إلى المجموعة التي ينتمي إليها على الفيس بوك حول المكان الذي يستطيع فيه العثور على المعلومات الخاصة بمنظومة الصافرات الإسرائيلية، وصادف قيام سامويل بتوجيه السؤال نفسه، فرد على سؤاله أحد زملائه في المجموعة بنشر بوست تضمن رابط موقع قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
يقول فريد، الذي يعمل مبرمجا في شركة هولندية والذي كان يتحدث على السكايب إلى مراسلة مجلة ISRAEL21c الإلكترونية: "وفي تلك اللحظة بدأنا تصميم موقعنا، وذلك من خلال تلقي الرموز البريدية للأماكن التي تطلق فيها الصفارات، ثم احتسبنا خطوط العرض وخطوط الطول والوقت الذي سيستغرقه الصاروخ للوصول إلى هدفه".
واعترف فريد بأنه أمر خارج عن العادة أن يطلق عربي مسلم مشروعا لمساعدة الدبلوماسية العامة الإسرائيلية في إطلاع العالم على العدوان الذي يشنه حماس على إسرائيل، إذ يقول: "لو أنك أخبرتني حين كنت في العاشرة من عمري بأن صداقة ستنشأ بيني وبين يهود وإسرائيليين وبأنني سأزور إسرائيل وأضطلع بمهمة إطلاق مثل هذا المشروع، لما كنت لأصدقك، بل كنت ضحكت، بل كان من الممكن أن أغضب منك غضبا شديدا، لأنني قبل تعرفي على اليهود والإسرائيليين لم أكن أعلم عنهم سوى ما شاهدته في التلفزيون، علما بأن المشهد لم يكن جميلا، ومن السهل أن تكره الأشخاص حين لا تشاهد شيئا سوى الشيطنة".
وقد تغير موقف فريد عندما أصبح يلتقي سياحا إسرائيليين في هولندا. ويروي أن تصميم البرنامج لم يكن صعبا، حيث "لم يكن بتعقيد علم الصواريخ". ويعود إلى موقفه من الإسرائيليين قائلا وهو يبتسم: "أدركت أنه إذا لم تكن تقذفهم بالحجارة فإنهم لطفاء إلى حد ما، ولكنني حتى لو لم يصادف تعرفي عليهم، فكل ما كنت سأحتاج لعمله هو مشاهدة قيام حماس بإطلاق الصواريخ وانتهاك وقف إطلاق النار، لكي أفهم". وفي الأثناء يواصل سامويل وفريد إمضاء الليالي البيضاء في إكمال إعداد التطبيق.