(ESP….Extra Sensory Perception) (الإدراك ، حاسّة البصيرة الزّائدة) *برنامج من 30 حلقة للتعريف بالحاسّة السّادسة مع تمارين يوميّة لتنميتها إن كانت موجودة لديك ،تاريخ العلم وكيف تطوّر عبر السنين وتطبيقاته فى مُختلف المجالات ، كتب ومُحاضرات وإنتقادات ونظريات تهدم بعضها بعضاً ،والهدف الأخير بناء علم تطبيقى يُمكن قبوله منطقيّاً.
****(مُقدّمة لابُدّ منها) *التعريف:حاسّة البصيرة الزّائدة/السّادسة هى القدرة على تلقيك المعلومات بطريق مُختلف عن حواسّك الخمسة الطبيعيّة ،معلومات تَتَعلق بالماضى ، الحاضر والمستقبل، (راجع مقالة 8/6/2014..كلام المَدَام صَح).
*التاريخ: بدأ مفهوم (إى إس بى) يظهر للوجود على يد السّير/ريتشارد بيرتون من العام 1870 ،والباحث الفرنسى بول جوير من العام 1892 ، وإستعمالهما لكلمة (إى إس بى) لوصف قدرة الشخص على إستلام المعلومات أثناء تنويمه مغناطيسيّاً أو بطريقة مُختلفة عن حواسّه الخمس. هذا لايمنع من وجود نصوص بابليّة وفرعونيّة تتعلق بالنّبوءات والتخاطر عن بُعد والإدراك المُبكّر للأحداث لكن لايزال علماء الأثريّات والترجمة فى طريقهم لحصد نصوص جديدة تتعلق بالموضوع مع كل إكتشاف أثرى جديد.
*القرن العشرين ظهر إستعمال مفهوم (إى إس بى) على يد البرفسير الألمانى د.رودلف تِشْنَر فى العام 1920 فى ميونخ ، ثم الأمريكى رَايْن من العام 1930 وكان أول شخص يقوم بتطبيقات لعلم ال إى إس بى فى معامل ، مع التذكير أن أول دراسة نظاميّة لهذا العلم كانت بعد إنشاء أول معهد للدراسات النفسية فى لندن من العام 1882 وتوالت النّشَرَات الدّوريّة المطبوعة المُتخصّصة لهذا العلم فى الولايات المُتحدة وهولنده ، ثم تلتها بقيّة الدّول ، كانت المعاهد تقبل أى شخص يدّعى لنفسه القدرة الإستثنائيّة أو الرّوحيّة لكن لايتمّ إعتماده إلا بعد إخضاعه لإختبارات مُكثّفة للتأكد من مصداقيّة قدراته.
**جهود بروفسير جوزيف بانكس رَايْن (1895-1980).... الدكتور رَايْن هو أول من قام بابتكار طريقة التخمين عن طريق الكروت ذات الرّموز الخمس المرسومة والتى هى برنامجنا (النجمة ، الدائرة ، المربّع ، علامة الزّائد ، رمز من ثلاثة خطوط مُمَوّجة) أثناء عمله بجامعة ديوك بالولايات المُتحدة من العام 1930، على الشخص محل التجربة والذى يدّعى قدرات إستثنائيّة معرفة ترتيب الأوراق بأشكالها الصحيحة لمجموعة من 25 كرت ، تحمل نسبة الإجابة الصحيحة واحد من خمسة عن طريق الصّدفة ، لذلك تغيّرت طرق إختباره لأنه كان يعتمد فقط الإجابات الصحيحة والتى لا تتوفر فيها نسبة الصّدفة إلا واحد من ألف أو واحد من مليون. الإنتقادات الأولى المُبكّرة التى وُجّهت لطريقته كانت الإحصاءات الغير دقيقة والتى قام برفضها ودحضها رئيس جمعيّة الرياضيّات الأمريكيّة ، والإنتقاد الرئيسى الثانى إستحالة توصيف مفهوم إى إس بى عن طريق الإختبارات الملموسة لمفهوم روحانى غير ملموس. إنتقادات تم قبولها من رَايْن نفسه مثل تدخل عوامل خارجيّة كأن يكون الضوء قوياً بحيث يُمكن للشخص رؤية الرموز مع أن الكرت مقلوب ، لذلك تم إتخاذ الإحتياطات بجعل الكرت سميك أو أن يكون بعيداً عن الشخص محل الإختبار ، بعض الإحتمالات تتكرر أكثر من مرّة بصورة تجعل من المُمكن التدريب للحصول على أعلى نِسَب تخمين مُمكنة أثناء الإختبارات الجديدة ،إنتقادات باقية لامفرّ منها كانت ... 1-ظاهرة ملفات الأدراج ، فما يتم نشره فقط هى النتائج المُفضّلة للناشر بينما الإختبارات الحقيقيّة والتى تشمل واحد من مليون إحتمال وتكون عسيرة على الشخص محل الإختبار فيتم التكتّم على فشلها ووضعها داخل الأدراج، لن تُعجب الجماهير. 2-نتائج غير مُتناسقة وغير قابلة للتكرار ولايُمكن تداركها إحصائيّاً. 3-تُهم الإحتيال والتزييف والتى يُمكن دحضها عن طريق مُحققين مُرتشين مُتمرّسين على التعامل مع تلك القضايا.
*عوامل لغزيّة مُبهمة غير مفهومة حيث بدأت إختبارات إى إس بى تُعطى نتائج سيّئة حتى لمن لهم قدرات حقيقيّة ، ماهو هذا العامل المُبهم المُؤثّر على الشخص محل الإختبار؟ الهاجس أو الشعور بالقلق من الشخص محل الإختبار يؤثّر فى نتائجه ، فوُجِدَ أن الأشخاص القلقين حتى مع تمتّعهم بقدر حقيقى من الحاسّة السادسة إلا أنهم يحققون درجات أقل من مستواهم الفعلى ، بينما هؤلاء الأكثر إسترخاءً وهدوءاً وتركيزاً يحققون النتائج المُرْضِيَة ، هذا الهاجس أو العامل الغير ملموس لإختبارات ال إى إس بى يُؤثر فى إمكانية الإعتماد على مصداقيّة هذا البرنامج ونتائجه ، فقد تظهر نتيجة لأحدهم أنه لايتمتّع بقدرة ال إى إس بى لكن العيب كان فى وجود عامل خفى هو التوتّر والقلق الذى أثّر على النتيجة كمحصّلة نهائيّة للإختبار.
*عامل آخر هو المعرفة المُسَبّقة أو الخبرة السّابقة للشخص محل الإختبار ، سيّدة ناضجة قد تتوقّع إتصال هاتفى من إبنها فى توقيت معيّن ليوم معيّن فى لحظة مُعيّنة ويكون تخمينها صحيح ، عند دراسة الحالة وُجد أن السيّدة كانت تتلقى مُكالمات هاتفيّة من إبنها بصورة مُنتظمة فى نفس التوقيت لذلك كان توقّعها منطقيّاً وليس مبنيّاً على مبدأ التخاطر أو التواصل الروحانى عن بُعد، صديق لم يكلّمك من سنين لكنك سمعت أن إبنه دخل لكليّة الطب وأنت برفسير بكلية الطب ، تخمّن أنه سيكلمك ويكون تخمينك صحيح لكنه ليس مبنياً على مبدأ إى إس بى،علينا وضع كافة العوامل والإحتمالات فى الحُسبان عند إجراء إختبار للحكم على شخص بشأن تمتّعه ب إى إس بى من عدمه.
*دراسات رَايْن للعام 1973 أثبتت أن العقل يتّصف بخواص ميكانيكيّة بتسلّمه للمعلومات عن طريق الحواس الخمس المنطقيّة الملموسة المعروفة لكنه-العقل- يقوم بعمليّة تدوير للمعلومات ليقوم بإخراج تكهّنات غالباً تصدق لكنها لاتمتّ لبرنامج ال إى بى إس بِصِلَة ، مع ذلك ومع تزايد جهود رَايْن ومن خلفوه أثبتت وجود ال إى بى إس كما نرغب أن نفهمه ، شفافيّة وقدرة روحانيّة خارجة عم المألوف يتمتّع بها الناس بِنِسَب مُتفاوتة ،بدءاً من الأحلام وحتى الإدراك الشعورى القوى ،ولايُمكن تفسير أو إخضاع تلك الظاهرة الغير مألوفة لقوانين العلم الطبيعيّة والفزيائيّة ، وجود فصّيْن للمخ وفص أمامى مجهول الوظيفة دفع بعملاء الغرب للتأكد من وجود عالم آخر موازى للعالم المادى والبحث فى علوم الشرق الهنديّة التى تحلل القدرات الروحانيّة من وجهة نظر مُختلفة عن المعامل ، لكنها علوم موجودة ملموسة ولها نتائج مُتكرّرة.
نظام ال إى بى إس لايرتبط بالدين ، الجنس ، التعليم ، الثقافة ، العمر ، الموقع الجغرافى ، ولكنه منفصل ولايُعرف كيفيّة إتصال الإنسان بمصدر تلك المعلومات ، الحاسة السّادسة بدأت تسميتها من بداية ظهور الإنسان بالتوازى مع عقله وقدرات المنطق والحساب ، فقط فى القرن ال 19 تمّ تسميتها ب (الإستبصار/الإدراك عن بُعد/الإدراك المُسبق) وإلى بروفسير رَايْن يتم نَسْب مفهوم ال (جى/جنرال إى بى إس) وأضاف لها التخاطر مع آخرين عن بُعد وأيضاً الشفافية ، بجانب تغطية الظواهر الخارقة للطبيعة الغير مألوفة وغير القابلة للمنطق العقلى أو التفسير العلمى والتى تحدث بين وقتٍ وآخر ومن مكانٍ لآخر كالصحون الطائرة على سبيل المثال ، أو إنتقال شخص من قارة لأخرى فى غمضة عين ( حالة موثّقة لإنتقال سيّدة سمراء مع إبنتها من منزلها بأمريكا وظهورها مع إبنتها بغرفة لأحد طلاب الجامعات الخاصّة بكندا).
*التفسير المنطقى من وجهة نظر زوجة برفسير رَايْن... لاوْزِيَا رَايْن زوجة بروفيسر رَايْن هى عالمة نفسيّة قامت بتفسير نظام أو نظريّة ال إى إس بى بطريقة مُبسّطة وأن منشأ تلك القدرات هو اللاوعى أو العقل اللاواعى لدى الإنسان والذى ينشط فقط عن نوم الإنسان أو فى فلتات لسانه وحركاته اللاإراديّة ،اللاوعى هو مخزن لذكريات الإنسان ،آماله وطموحاته ، مخاوفه وعذاباته ، يحدث إتصال بين هدف أو موضوع ملموس فى عالم الوعى وبين نقطة دفينة فى عقل الإنسان تُسمّى اللاوعى ، وقتها لايكون الإنسان على أى معرفة بحدوث هذا الإتصال ، حتى يطفو على السطح شعور قوى بحدوث شيئ بصورة مُؤكّدة رغم عدم وجود أى علامات ملموسة لحدوث هذا الحدث ، لكنه يحدث ، للباحثة كتاب منشور بعنوان (القنوات/ المَمَرَات الخفيّة للعقل البشرى).
*كارل غوساف يونغ طبيب نفسى سويسرى أيّد تلك النظريّة فى أبحاثه عن اللاوعى مُفترضاً أن اللاوعى لدى الإنسان لديه إمكانيّة غير محدودة (كارت بلانش) بالدخول ل اللا وعى الجماعى لمجموعات المجتمع ككل، وهو مستودع لتراكم خبرات مُختلفة لأصناف كثيرين من البشر داخل المجتمع ، وعبر هذا الإتصال بين لاوعى الشخص ولاوعى المجتمع يعرف الشخص شيئاً بعيداً عن حواسه الخمس.
*أحد النظريات الحديثة لتفسير نظرية إى إس بى هى إقحام التكوين الملموس للجسم فى عملية الإدراك الغير ملموسة ،خلايا النّسيج الضّام- الغدد الليمفاويّة - نخاع العظام - نهاية الأعصاب الطرفيّة هى كلها أجهزة تقوم بإرسال وإستقبال معلومات غير مرئيّة تحت مستوى الإدراك العادى ، هذه الخلايا تكون فعّالة ونَشِطَة خلال مرحلة الطفولة حتى سنتين لتبدأ فى الضمور والتدهور بنموّ الطفل شيئاً فشيئاً بسبب إتباعه لنظام غذائى لايُراعى إستمرار نموّ تلك الخلايا بنفس الوتيرة.
*نظريّة أخرى لتفسير إى إس بى هو وجود نوعيْن من اللاوعى داخل الإنسان نفسه ، لاوعى عادى يظهر فى الأحلام وفلتات اللسان وهو المعروف لدى الجميع ، و(اللاوعى السّوبر ، الأنا المُتَضخّمْ، الرّوح الفائقة ، الذات المُرتفعة) يحدث أن يقع إتصال بين اللاوعى الفائق واللاوعى العادى وترتفع الحدود بينهما لفترة مؤقتة من الزمن ليحدث ال إى إس بى، ويتم توصيل المعلومات بالنهاية للوعى ، الإتصال بين اللاوعى العادى واللاوعى الفائق لايحدث كثيراً فالعقل الطبيعى لن يصمد طويلاً أمام فيضان اللاوعى فائق القدرة ليُصاب بالجنون دون فرصة لإستعادة وعيه الطبيعى من جديد.
**إتخاذ الأحلام والرّؤى كأحد صور وأشكال نظام إى إس بى جدير بالإهتمام ، يُمكن تقسيم الأحلام إلى نوعين رئيسيّيْن ،أحلام تشمل معلومات أو أحداث واقعيّة مُفصلة يُمكن نقلها أو حدوثها فى الواقع ، وأخرى حدسيّة خياليّة غير واقعيّة تشمل رموز وأشكال متداخلة مختلطة لايُمكن تمييزها وتدخل تحت إطار الهلوسة والتى قد تحدث أثناء وعى الإنسان لتحدث له هلاوس سمعية وبصرية ،إفترض رَايْن أن الأحلام ناقل أو وسيط ممتاز لنظام إى إس بى حيث يكون الحاجز الفاصل بين العالم الملموس والعالم غير الملموس رقيقاً للغاية.
**مُلاحظات عامة تمّ تسجيلها.... لوحظ أن إى إس بى موجود لكل البشر لكن تتم عرقلته عن طريق الحواس الخمس التى تقف كعائق بين العَالمَيْن ، فى أوقات الأزمات والمصائب أو الحوادث أو حدوث حالات وفاة لأحد أقارب الدرجة الأولى يكون الشخص أكثر قابليّة لتلقى الرسائل ال إى إس بى خاصّةً السلبيّة أكثر من الرّسائل الإيجابيّة حيث تكون حالة وعيه ليست فى حالتها المثالية.
أشخاص أشتهرو بقدارتهم التنبؤية رغم عدم معرفتهم بالتنجيم أو العرافة يعزون قدراتهم إلى أنها موروثة من أحد الأجداد أو الجدات ، آخرين يعزون تلك القدرة إلى غريزة بدائية تظهر عند خروج الإنسان من المدينة وإنتقاله لمجتمع بَدَوى أو بدائى فتنشط لديه قدراته الغريزيّة الكامنة ، آخرين يرون أنها تطوير للجهاز العصبى لديهم.
**الأبحاث النفسيّة تشير إلى أنه ليس الجميع يتمتّعون أو يولدون لديهم موهبة ال إى أس بى ، مع ذلك فهناك من يمتلك الحاسة بصورة مرتفعة أكثر من الآخَر، الإحصائيّات تُشير إلى أن كل واحد منّا قد مَرّ بتجربة إى أس بى ولو لمرّة واحدة فى حياته ، فى بحث إستقصائى إحصائى نُشِرَ فى العام 1987 بجامعة شيكاجو وُجِدَ أنّ 67% من الشباب الأميريكى البالغين يرون أنهم قد مرّو بتجربة إى أس بى ، إحصاء آخَر تمّ فى العام 1998 إنخفضت نسبة الشباب ل 58% ورُبّما كان السبب هو إختلاف فى إعتقاد جيل سابق يختلف عن جيل حديث أكثر إرتباطاً بالماديّة وأقل إرتباطاً بالروحانيّة.