يعترف خيرت الشاطر بأنه لم يكن يرحب بالإعلام، فهو رجل يعمل، ومن يعمل لا يهتم كثيرا بأن يتحدث، لكن بعد أن طرح نفسه كمرشح رئاسى، فإنه حتما سيتغير ويتواصل أكثر من وسائل الإعلام ...أى أنه سيتحدث كثيراً. لكن الملاحظة الأولى على ما أدلى به خيرت الشاطر من حوارات وصرح به فى مؤتمرات عامة، أن الرجل يتحدث عندما يريد، لا عندما يريد الناس أن يسمعوه، كما أنه لا يفصح عما يخفيه بسهولة، فلا يزال يتعامل بمنطق التنظيم السرى الذى تربى فيه، فحتى لو قال فإنه لا يقول إلا نصف الحقيقة التى هى فى التقدير النهائى كذب كامل. هذه الملاحظة تجعلنى أميل إلى خيرت الشاطر حتى لو تحدث كثيرا ودون انقطاع، فإن هناك مناطق لن يقترب منها...ستظل محظورة مكتوب عليها ممنوع الاقتراب والتصوير، وأعتقد أنه من حقنا أن نضع أسئلتنا التى لن يرحب بها خيرت الشاطر أمامه، وله الخيار بعد ذلك يجيب أو يعتصم بالصمت الأبدى. السؤال الأول: إذا كان خيرت الشاطر قضى اثنى عشر عاما فى السجن خلال عصر مبارك، تمت خلالها مصادرة أمواله، وإغلاق شركاته، وتشريد أسرته.. فكيف استطاع أن يحافظ على ثروته الطائلة، ويخرج بها سالما من هذا العصر، وهل من المنطقى أن يكون الشاطر هذه الثروة الهائلة فى ظل نظام كان يضطهده ويضيق عليه.. أم أن نظام مبارك كان يوسع لخيرت اقتصاديا فى مقابل تفاهمات معينة؟ السؤال الثانى: من بين سطور التقرير الطبى لخيرت الشاطر الذى تقدم به ليحصل على عفو صحى أيام مبارك، أنه يعانى تضخماً فى عضلة القلب أظهرته الموجات فوق الصوتية، ويشكو من قصور فى الشريان التاجى، ومصاب بمرض السكر الحاد وقد ظهرت مضاعفاته فى القدم، ويعانى التهاب أعصاب شديداً ناتجاً عن مرض السكر، ويتسبب فى آلام مستمرة فى القدمين، ونسبة السكر تتأرجح خاصة فى ظروف التوتر، كما يشكو خيرت من ارتفاع فى ضغط الدم يتم علاجه بالأدوية ويخرج عن السيطرة فى كثير من الأحيان خاصة فى ظروف التوتر حتى أنه وصل فى بعض الأحيان إلى 110 / 180... وفى النهاية يعانى الرجل حصوات بالكلى مع نزول حصوات من مجرى البول.. فهل كانت هذه التقارير مضروبة من أجل الحصول على العفو.. أم أنه يعانى كل هذه الأمراض بالفعل.. وإذا كان كذلك فهل يصلح وهو بهذه الحالة المتردية أن يرشح نفسه للرئاسة؟ السؤال الثالث: لدى خيرت الشاطر عشرة من الأولاد – بارك الله له فيهم جميعا – ويبدو أنهم جميعا ورثوا عن أبيهم شطارته فى عالم البيزنس، ويديرون مشروعات بالفعل، فما هى الذمة المالية لأولاده.. وما هى طبيعة مشروعاتهم... وكيف سينجو بنفسه من أن يستغل أولاده نفوذ أبيهم – هذا إذا أصبح رئيسا – فى تحقيق أرباح لا يستحقونها؟ السؤال الرابع: اعترف الشاطر بأنه كان قناة الاتصال الأساسية بين الجامعة وأجهزة الأمن فى عصر مبارك ...وأنه عقد صفقات عديدة بهذه الصفة، ثم تراجع وأعلن أنه يغضب ممن يتهمه بذلك، فما حقيقة علاقاته بأجهزة الأمن فى عصر مبارك؟ السؤال الخامس: ينفى خيرت الشاطر أن يكون هناك صدام أو صفقة مع المجلس العسكرى.. دون أن يفصح عن اللقاءات العديدة التى جرت بينه وبين أعضاء من المجلس ...فهل يمكن أن يفصح الشاطر عما جرى فى الغرف المغلقة، على الأقل حتى يؤكد لمن يتشككون فيه أنه لا صفقات ولا تفاهمات ولا اتفاقات؟ السؤال السادس: يتهم معارضى خيرت الشاطر من أبناء الجماعة أنه كان وراء إزاحة عبدالمنعم أبوالفتوح من انتخابات مكتب الإرشاد التى جرت فى 2010، وأنه استخدم بعض رجاله خارج السجن فى تزوير الانتخابات.. وهناك وثائق تؤكد ذلك مكتوبة بخط يد محمود عزت أحد رجال خيرت فى التنظيم؟ السؤال السابع: ما حقيقة الميليشيات الإلكترونية التى كان يمولها خيرت لتشويه خصومه قبل الثورة .. الآن يستخدمها لتشويه الثوار وكل معارضى الجماعة، وهل صحيح أنه كان يستأجر شقة فى عمارة دوحة ماسبيرو فى وسط القاهرة لصحفى شاب كان ينتمى للإخوان... وكان يستخدمه فى شن حملات عبر الإنترنت ضد كل معارضى الشاطر؟ السؤال الثامن: إذا كان خيرت الشاطر ينكر أن تكون هناك أي مشروعاته تجمعه بأمير قطر الشيخ حمد...فهل يمكن أن يقول لنا لماذا زار قطر أربع مرات بعد الثورة ثلاث منها كانت سرية، وما الذى دار فى اجتماعاته مع المسئولين القطريين وعلى رأسهم وزير الخارجية القطرى حمد بن جاسم أمير مهندسى التطبيع مع إسرائيل فى المنطقة؟ السؤال التاسع: ما هو موقف الشاطر إذا ما أصبح رئيسا من إسرائيل، فالجماعة كانت تعتبرها العدو الأول للأمة العربية والإسلامية، وكانت تعتبر الجهاد ضدها أسمى أمانى الجماعة.. فكيف سيدير الرئيس الشاطر ملف إسرائيل؟ السؤال العاشر: أنكر الشاطر أن تكون هناك أي اتفاقات بينه وبين الأمريكان، رغم أنه قابل الكثير من المسئولين الأمريكان خلال الشهور الماضية، فما الذى دار فى هذه اللقاءات بعيدا عن الكلام الدبلوماسى غير المقنع.. وهل سيتعامل الشاطر مع أمريكا على أنها دولة صديقة وحليفة.. أم سيتعامل معها على أنها رأس الشيطان التى تدعم إسرائيل التى تعيث احتلالا وفجرا وفسادا فى أرض المسجد الأقصى؟