شهدت وزارة الخارجية، أمس وأول أمس، ناشط مكثف من وزير الخارجية السابق الدكتور نبيل فهمي قبل ساعات من تغييره في تشكيل الحكومة الجديدة وتعيين السفير سامح شكري، خلفًا له. حيث استقبل فهمى صباح الأحد روبرت سرى مبعوث الأممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، وتناول اللقاء تطورات القضية الفلسطينية فى ضوء الجمود الراهن فى مسار التفاوض الفلسطينى – الإسرائيلى، والمصالحة الفلسطينية بعد تشكيل حكومة التوافق الوطنى الحالية تحت قيادة الرئيس محمود عباس.
وأكد فهمي خلال اللقاء على ثبات الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة وقف اسرائيل الانشطة الإستيطانية فى كافة الأراضى الفلسطينيةالمحتلة، واحترام مرجعيات ومحددات عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية الداعمة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على كافة الأراضى الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 بما فيها القدسالشرقية عاصمة دولة فلسطين، مؤكداً على دور الرباعية الدولية فى هذا الشأن.
كما استقبل فهمي في ذات اليوم، وفد أصدقاء مصر في البرلمان البريطاني من أعضاء مجلسي العموم واللوردات، واستهل المقابلة بالترحيب بالوفد في زيارته الثانية لمصر خلال أسابيع معدودة، في حين قدم رئيس الوفد البرلماني البريطاني التهنئة بمناسبة إتمام الانتخابات الرئاسية وتولي السيد الرئيس مهام منصبه.
وأكد فهمي حرص مصر الكامل علي استعادة دورها، خاصة في محيطها العربي والإفريقي والقائم علي الريادة الفكرية والحضارية لمصر وبناء نموذج ديمقراطي حقيقي ويحتذى به، مشدداً علي عدة مبادئ تحكم السياسة الخارجية المصرية في مقدمتها: الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول وتحقيق المكاسب للجميع دون الإضرار بمصالح أى طرف، فضلاً عن العمل علي تعظيم المصالح الوطنية المصرية والعمل علي الحفاظ علي وحدة الدولة القومية العربية ومعارضة كل محاولات التقسيم علي أسس مذهبية أو عرقية أو طائفية.
وتناول موقف مصر من قضية الإرهاب وإصرارها علي محاربته بكل حسم في إطار القانون وضرورة تضافر الجهود الدولية في هذا الصدد، كما عرض لموقف مصر من الأوضاع في ليبيا وأهمية وقف العنف والحفاظ علي وحدة الأراضي الليبية وإعطاء الأولوية لدور دول الجوار الجغرافي بدعم من المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار والأمن بالتنسيق مع السلطات الليبية. كما استعرض فهمي تطورات القضية الفلسطينية ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة مستقلة علي كامل التراب الوطني وعاصمتها القدسالشرقية.
وعلي الصعيد العربي، أعرب فهمي عن إدانته الشديدة لأعمال الإرهاب والقتل العشوائي في العراق ورفضنا لهذه الأعمال البربرية التي تستهدف المدنيين، مشدداً علي أن ما يجري هناك ينبئ بمخاطر جسيمة تهدد وحدة واستقرار هذا البلد الشقيق بل واستقرار المنطقة بأكملها، وأهمية وحدة الصف العربي لصياغة موقف موحد، بالتنسيق مع السلطات والقوي الوطنية العراقية، يصون للبلاد وحدتها وسلامتها الإقليمية وعدم تقسيمها على أسس مذهبية أو طائفية. وجدد فهمي مطالبة مصر لكافة المكونات الوطنية العراقية بحل الخلافات فيما بينها لبناء دولة قوية جامعة لكل أبنائها لكي يتسنى لها مواجهة قوى التطرف والإرهاب وصيانة مفهوم الدولة القومية عبر خلق أرضية سياسية لا تسمح للنعرات الطائفية أن تتحكم في مصير البلاد لاسيما في ظل الهجمة الشرسة التي تواجهها العديد من الدول العربية للتقسيم علي أسس مذهبية أو طائفية أو عرقية. وأشار الوزير فهمي إلي اجتماع مجلس الجامعة العربية، علي مستوي المندوبين والذي دعت مصر خلاله إلي عقد اجتماع وزاري للدول العربية علي هامش الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة يوم الأربعاء القادم لبحث سبل التوصل إلي حل للأزمة التي يمر بها العراق حالياً ولتفادي مزيد من تداعيات الصراع الطائفي القائم في منطقة المشرق العربي. وذكر فهمي أنه يواصل حالياً اتصالاته مع عدد من وزراء الخارجية العرب للإعداد الجيد لهذا الاجتماع المقرر في جدة، منوهاً باتصالاته التي تمت علي مدار اليومين الماضيين مع أمين عام جامعة الدول العربية ووزراء خارجية العراق والسعودية والإمارات والأردن. من جانب آخر، أكد الوزير السابق، علي أن وزارة الخارجية تتابع أولاً بأول تداعيات الأوضاع في العراق علي المصريين هناك بالتنسيق الكامل مع الأجهزة المعنية ومع السفارة والقنصلية في بغداد وأربيل وبالتعاون مع السلطات العراقية.
وأضاف فهمي أن هناك تواصلاً علي مدار الساعة مع أبناء الجالية المصرية في مختلف أنحاء العراق للاطمئنان علي أحوالهم والتشديد عليهم بضرورة توخي أقصي درجات الحرص والحذر والابتعاد التام عن مناطق الاشتباكات، وأنه يتم العمل علي إجلاء من يرغب في العودة إلي أرض الوطن أو إلي مناطق أخرى أكثر أمناً داخل العراق.
وأجري فهمي اتصالان قبل ساعات من إعلان المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، تشكيل حكومته، حيث هاتف فهمي وزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار والذى تتولي بلاده رئاسة الدورة الحالية لمجلس وزراء خارجية الجامعة العربية،و وزير خارجية الجزائر رمضان العمامرة، وذلك لمناقشة التطورات السياسية والأمنية الراهنة في العراق والإجراءات المشتركة التي يمكن اتخاذها للتعامل مع هذا الوضع المتدهور في العراق.
وأكد خلال أخر مكالمة هاتفية لنظيريه المغربي والجزائري علي ضرورة صياغة موقف عربي موحد خلال الاجتماع الوزاري التشاوري لوزراء الخارجية العرب المقرر عقده في جدة يوم الأربعاء 18 الجاري، وذلك بما يصون للعراق وحدته وسلامته الإقليمية، ومطالبة كافة المكونات الوطنية العراقية بحل الخلافات فيما بينها لبناء دولة قوية جامعة لكل أبنائها لكي يتسنى لها مواجهة قوى التطرف والإرهاب وصيانة مفهوم الدولة القومية عبر خلق أرضية سياسية لا تسمح للنعرات الطائفية أن تتحكم في مصير البلاد.