فور عودته من المشاركة في الاجتماع الثالث لوزراء خارجية دول جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والذي عقد في أثينا، التقى وزير الخارجية نبيل فهمي مستشار الأمن القومي البريطاني كيم داروك. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير نبيل فهمي، انه تم خلال اللقاء تناول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك في مقدمتها قضية الإرهاب، وعدد من القضايا الإقليمية في مقدمتها: الأوضاع في ليبيا، وتطورات الأزمة السورية، فضلاً عن الأوضاع في القارة الإفريقية.
وأضاف المتحدث أنه تم خلال اللقاء تناول ظاهرتي الإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم وخطورتهما علي جهود تحقيق الاستقرار والتنمية، ومسار التحقيقات التي يجريها الجانب البريطاني في هذا الشأن. كما تم تبادل وجهات النظر حول الأوضاع في ليبيا، حيث تم الاتفاق على أهمية التنسيق بين المبعوثين الإقليميين والدوليين كالجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها من ممثلي الدول المؤثرة فى الشأن الليبي من خلال تضافر الجهود للتوصل لحل لهذه الأزمة من خلال الاتفاق علي مجموعة من المبادئ الأساسية التي يتعين أن تحكم العملية السياسية في ليبيا تستند إلي نبذ العنف والإرهاب وتمكين الحكومة من فرض سيطرتها وتحقيق المصالحة.
وأشار الوزير فهمي إلى القلق المصري المتزايد إزاء تصاعد العنف والتطرف هناك، وضرورة التصدي للإرهاب ونبذ العنف وجمع السلاح، وتدريب عناصر الشرطة والجيش الليبيين لفرض الأمن والنظام العام، فضلاً عن أهمية الوقوف إلي جانب إرادة الشعب الليبي والحفاظ علي وحدة ترابه الوطني.
كما شدد الوزير فهمي علي ضرورة التنسيق الكامل من جانب الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي مع دول الجوار الجغرافي لليبيا باعتبار أن الأخيرة لها الدور الرئيسي في تحقيق الاستقرار هناك بالتعاون مع السلطات الليبية، وفي ضوء التهديد المباشر الذي تشكله تلك الأزمة على أمن دول الجوار الجغرافي لليبيا ومن بينها مصر. وفيما يتعلق بتطورات ملف الأزمة السورية، أعرب الوزير فهمي عن القلق المصري من سيطرة مجموعات على مناطق بعينها على الأراضي السورية مما يهدد وحدة الأراضي السورية، مشدداً على ضرورة العمل على مواجهة مخاطر ظواهر التطرف والمذهبية وتقسيم سوريا علي أسس عرقية، مشيراً إلى أنه لا حل عسكري لهذه الأزمة، وأنه من الضروري تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لتفعيل الحل السياسي الذي يحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري نحو إقامة نظام ديمقراطي حقيقي تعددي يحفظ لسوريا وحدتها. وأضاف المتحدث أن اللقاء بين فهمي وداروك تطرق إلى الأوضاع في القارة الإفريقية، خاصة قضية الأمن المائي، حيث جدد الوزير فهمي أهمية التفاوض الجاد للتوصل إلي حلول للمشاكل القائمة تحقق المكاسب للجميع ودون الإضرار بمصالح أي طرف. ومن جانبه، رحب المسئول البريطاني باللقاء الأخير الذي تم بين الرئيس السيسي ووزير الخارجية الإثيوبي ونقل استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة في هذا الشأن.