تنشر بوابة الفجر الإلكترونية نص كلمتي رئيس الجمهورية الجديد عبدالفتاح السيسي، والمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، بقصر الاتحادية قبل توقيعهما علي وثيقة تسليم السلطة بحضور وفود الدول.
وإلي نس كلمة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي:_
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة
أصحاب الدولة والمعالي
أصحاب السعادة
السيدات والسادة ..
اسمحوا لي في البداية أن أتقدم لكم بشكري وتقديري لحرصكم على المشاركة في مراسمنا هذه .. ومشاركة الشعب المصري في تنفيذ استحقاقات خارطة مستقبله .. بكل ما تحمله من آمال وتطلعات مشروعة ومستحقة ..إنها لحظة تاريخية فريدة .. وفارقة في عمر هذا الوطن .. فعلى مدار تاريخه الممتد إلى آلاف السنين .. لم يشهد وطننا تسليما ديمقراطيا سلميا للسلطة .. فللمرة الأولى يصافح الرئيس المنتخب .. الرئيس المنتهية ولايته .. ويوقعان معا .. وثيقة تسليم السلطة في البلاد .. في مناسبة غير مسبوقة .. وتقليد غير معهود .. يوثق بداية حقبة تاريخية جديدة.. من مصير أمتنا .. وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع .. وفي مقدمته .. أشقاؤنا وأصدقاؤنا .. من عاونونا بصدق .. لنجتاز المخاطر .. ونتغلب على الصعاب .. ونواجه التحديات.
إنَّ رئاسةَ مصر .. شرف عظيم ..ومسئولية كبيرة .. شرف عظيم أن أتولى رئاسة مصر ..مصر التاريخ العريق ..والحضارة العظيمة .. مهد الأديان .. ومسرى الأنبياء .. منبع الفنون والآداب والعلوم ..ومسئولية كبيرة أن أكون مسئولاً عن بلد بقيمة وخصوصية مصر.. بكل ما يمتلكه من عناصر قوة الدولة..ثقل ديموجرافي ..موقع متميز..همزة الوصل بين قارات العالم القديم ..ومعبر تجارة العالم.. إمكانيات اقتصادية هائلة .. وفرص استثمارية واعدة.. وعقول مفكرة نابهة .. ما أسهمت في مجال إلا أثرته وأثرت فيه .. مصر قلب العروبة النابض.. وعقلها المفكر .. منارة العالم الإسلامي .. ومركز إشعاع علوم الدين .. بوسطيته واعتداله .. بنبذه للعنف أيا كانت دوافعه .. وللإرهاب .. أيا كانت بواعثه.. مصر الإفريقية الجذوروالوجودوالحياة..رائدة تحرر واستقلال القارة السمراء ..وثغر المتوسط .. فخر الحضارة .. وسجل أمجاد التاريخ.
إنني أعتزم أن تشهد مرحلة البناء المقبلة ..بمشيئة الله تعالى ..نهوضا شاملا .. على المستويين الداخلي والخارجي .. لنعوض ما فاتنا .. ونصوب أخطاء الماضي .. سنؤسس لمصر المستقبل .. دولة قوية .. محقة عادلة ..سالمة آمنة ..مزدهرة تنعم بالرخاء..تؤمن بالعلم والعمل.. وتدرك أن خيراتها يتعين أن تكون من أبنائها ولأبنائها.. وسيتواكب مع بناء الداخل.. إعادة إحياء لدورها الرائد إقليمياً .. والفاعل دولياً.. إن مصر الجديدة ..ستضطلع برسالتها التي دائما ما حرصت عليها .. ألا وهي الاسهام المباشر في تحقيق أمن واستقرار المنطقة وأمتنا العربية .. كما أن مصر الجديدة لن تغفل قوتها الناعمة ..فكرها .. فنها .. وأدبها .. تفاعلها المستمر.. وتأثيرها الممتد.. في مختلف دوائر حركتها واِنتماءاتها المتعددة.
لقد آن لشعبنا العظيم .. أن ينال حصاد ثورتيه ..شعبنا الذي لم يدخر نفيساً إلا بذله .. أرواحا ودماء وعرقا .. من أجل تحقيق آماله وتطلعاته المشروعة .. إن نجاح الثورات ..يكمن في بلورة أهدافها..وفي قدرتها المستمرة على التغيير إلى الأفضل ..أن تكون فاعلة بناءة..فلقد آن الأوان لكي نبني مستقبلا أكثر استقرارا.. يؤرخ لواقع جديد لمستقبل هذا الوطن .. واقع يتخذ من العمل الجاد منهجا لحياتنا.. عمل دؤوب منظم .. يكفل لنا عيشاً كريماً .. ويمنحنا الفرصة لكي نولي اهتماماً لحقوقنافنعظمها.. ولحرياتنا فننميها .. في إطار واع ومسئول .. بعيداً عن الفوضى ..ومن خلال مسيرة وطنية جامعة..يستمع فيها كل طرف للآخر .. بتجرد وموضوعية ..نختلف من أجل الوطن .. وليس على الوطن .. يكون اختلافنا ثراءً .. تنوعا وعطاء .. نضفي به روح التعاون والمحبة على عملنا الوطني المشترك.
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة
أصحاب الدولة والمعالي ..
أود أن أعرب عن خالص شكري وعميق تقديري .. لكل أشقائنا العرب .. وكل أصدقائنا الدوليين.. الذين أثبتوا أن علاقة الأخوة والصداقة ليست أقوالا تُطلَق .. وإنما أفعال تُؤتى .. ومواقف تُسجل ..واسمحوا لي أن أعرب عن تقدير خاص لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك/ عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، على مبادرته النبيلة بالدعوة لعقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر المانحين .. إنني أتطلع إلى مشاركة كافة أصدقاء مصر في هذا المؤتمر، للإسهام في بناء مصر الجديدة ومشاركة الشعب المصري آماله وطموحاته ..كما أتطلع إلى تعزيز علاقات مصر .. مع دولكم الشقيقة والصديقة .. لنكمل مسيرة تعاوننا .. ونجني سوياً ثمار مشاركتنا .. لنعمل لصالح نشر قيم الحق والسلام .. ولنؤَمِّن لبلادنا وشعوبنا.. مستقبلا أفضل .. لنترك لهم إرثا من التعاون والصداقة.. والمحبة والإخاء .. وقوداً يدفع علاقاتنا معاً نحو مستقبل أفضل .. وتعاون أسمى.
أما السيد المستشار الجليل/ عدلي منصور .. فأقول له ..أن مصر .. دولةً وشعباً .. تتقدم لك بالشكر ..على ما قدمتم للبلاد من خدمات جليلة .. وحكمة بالغة.. خلال توليك رئاسة البلاد .. ففي أقل من عام واحد .. تركت في نفوسنا أثرا رائعا ..وغرست في عقولنا أفكاراً بناءة .. ضربت مثلا جليا في الانتماء والإيثار .. إعلاء مصلحة الوطن وإنكار الذات .. أقول لك..كنت رئيسا قديرا ..صبورا حكيما.... إنسانا .. خلوقا كريما .. مُحباًللوطن ولأبنائه جميعاً .. متيقن أن عطاءك من أجل الوطن سيستمر فياضا غزيرا في مرحلة البناء المقبلة.
اللهم أنر لي دربي، وسدد على طريق الحق خطاي، وأعني على العمل الذي يرضيك عني.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
وإلي نص كلمة "عدلي منصور":_
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة
أصحاب الدولة والمعالي
أصحاب السعادة
السيدات والسادة..
بعد ما يناهز العام ..من تولي رئاسة مصر .. أقفُ أمامكم الآن ..بعد أن سلمت أمانة هذا الوطن .. إلى رئيس مصر الجديد .. أسترجع مشاهد هذا العام.. بكل ما حوته من تحديات سياسية ..ومصاعب اقتصادية .. ومشكلات اجتماعية.. مررنا معا بالكثير من الصعاب .. وواجهنا سوياً العديد من المعوقات .. وضاعف من معاناتنا إرهاب جبان .. استهدف أرواح أعز أبنائنا.. والعبث بمقدرات هذا الوطن .. إلا أن كل ما عايشناه .. لم يحل دون تنفيذ استحقاقات قطعنا على أنفسنا أن ننجزها .. وعبورنا بالوطن إلى بر الأمان.. وسط أنواء عاتية .. ومحاولات آثمة .. لعرقلة مسيرته.
أَبَى هذا الشعب العظيم .. إلا أن يكمل دربه .. ويواصل مسيرته .. قدم أرواح أعز أبنائه قربانا للحرية .. وأثبت دوماً .. أن الوطن هو الأبقى .. الأعز والأغلى.. التف شعبنا الأبي حول بيان الثالث من يوليو .. الذي صاغته القوى الوطنية .. نزولاً على إرادة شعبية جارفة .. فكان خارطة مستقبل هذا الوطن .. وقد تمكنّا معاً .. بفضل من الله .. أن ننجز في اِستحقاقين ديمقراطيين فريدين ..دستورنا الجديد .. ونختار رئيس مصر الجديد.. وثقتي كاملة في أننا سننجح.. بإذن الله .. في اِستكمال خارطة طريقنا.. وسنعقد انتخاباتنا البرلمانية .. لنستكمل البناء التشريعي والديمقراطي لهذا الوطن .. ولنتمكن من تحويل نصوص دستورنا .. إلى واقع ملموس .. تشريعات تحدد الالتزامات وتنظم الحياة .. وتصون الحريات والحقوق غير المسبوقة .. في ظل وطن واحد .. يسع الجميع .. ويشيع في نفوس أبنائه الاطمئنان والرضا.
لقد برهنت الدولة المصرية .. بشعبها القوي .. ومؤسساتها العريقة .. أنها عصية على الانكسار .. وأن مصر وما حباها الله به من نِعَم ٍ ومقومات..يأتي على رأسها .. شعبها الواعيالأبي.. ستظل قادرة قاهرة .. قادرة على تحقيق أمنها وأمن منطقتها العربية .. وقاهرة لمن يريد لها الشر والسوء .. ويستهدف تفتيت منطقتنا .. وإعادة تشكيلها بما يخالف مصالحنا الوطنية والقومية.
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة
أصحاب الدولة والمعالي ..
إنني أتقدم بخالص الامتنان والتقدير .. لكل أخ عربي شقيق .. ولكل صديق دولي وفي .. أثبتت تجربتنا المصرية الفريدة .. أنهما كانا على قدر المسئولية .. تحية شكر لكافة الدول التي ساندت إرادة الشعب المصري الحرة.. عملاً لا قولاً .. وأتطلع لأن يستمر تعاونهم مع مصر في مرحلة البناء المقبلة .. بما يحقق صالح دولنا وشعوبنا جميعاً .. ويساهم في تعزيز مواقفنا الدولية .. وأؤكد أن مصر لن تنسى من وقفوا إلى جوارها وقت الشدة.. وإنني لعلى ثقة في أننا سنظل نتبادل أدوار التأييد والمساندة في المستقبل.
أما لرئيس مصر الجديد .. فأقول..اختارك المصريون في انتخابات حرة ونزيهة .. وفاءً وعرفاناً بوطنيتك .. وبدورك في الحفاظ على الوطن .. وحدته وهويته .. واختاروك أيضاً ثقة منهم في قدرتك على أن توفر لهم الأمن والأمان .. وأن تحقق لهم تطلعاتهم في حياة أفضل .. لهم ولأبنائهم ..السيد الرئيس ..إنّني كلي ثقة في أنكم – ومن خلال هذا الدعم الشعبي الواسع – ستنجحون في تحقيق آمال وتطلعات المصريين .. وأرجو من الله أن يلهمك الصواب وحُسن اتخاذ القرار .. وأن يعينك على مواجهة كل التحديات .. ويجعلك لهذا الوطن مغنماً.