لم يمنع الحراك والزخم السياسى الذى تشهده الساحةالمصرية حاليا المصريون من التمتع اليوم بعيد شم النسبم والاحتفال به إحياء لعادةأجدادهم الفراعنة . ورغم ضبابية المشهد السياسى خرج المصريون بحثا عن متنفس يعطيهم طاقة وقوةلاستيعاب الصيف القادم الذى هو الأشد سخونة سياسيا منذ فترة طويلة وربما ينقذهمهذا المتنفس لساعات قصيرة من التفكير فى قدرة رئيسهم القادم على تحقيق آمالهموطموحاتهم ، ورغم ارتباك المشهد السياسى الا ان المصريين حرصوا على الاحتفال بعيدشم النسيم ذلك العيد الفرعونى ، واصبح فى العصر الحديث عيدا شعبيا ينتظرهالمصريون للخروج للمتنزهات والحدائق وممارسة عادات وتقاليد ورثوها عن أجدادهموارتبطت به ، فأصبحت من أهم مظاهره التى اخذها عنهم دول الغرب والشرق ونقلوهالأعيادهم الربيعية. وقد خرج المحتفلون بشم النسيم فى ساعة مبكرة من صباح اليوم فى جماعات أسريةالى الحدائق والحقول والمتنزهات، ليكونوا فى استقبال الشمس عند شروقها، حاملينمعهم طعامهم وشرابهم، وأدوات لعبهم ، ومعدات لهوهم وآلات موسيقاهم، وحمل الأطفالسعف النخيل المزين بالالوان والزهور ، واقيمت حفلات الرقص على انغام الناىوالمزمار، ودقات الدفوف، مصحوبة بالأغانى والأناشيد الخاصة بعيد الربيع ، وأجريتالمباريات الرياضية والحفلات التمثيلية. وارتبط عيد شم النسيم عند الفراعنة بالظواهر الفلكية، وعلاقة الإنسان بالطبيعةوتفتح الأزهار والنباتات ، ولذلك فإن احتفال المصريين به هو احتفال "بعيد الربيع"الذى حددوا موعده بالاعتدال الربيعى ، وهو اليوم الذى يتساوى فيه طول الليلوالنهار وقت حلول الشمس فى برج الحمل ، وأطلق الفراعنة على ذلك العيد إسم (عيدشموش ) أى عيد بعث الحياة ، وتم تحريف الإسم على مر الزمن،إلى (شم) وأضيفت إليهكلمة (نسمة) نسبة الى الربيع ، فأصبح اسمه المعروف حتى يومنا هذا "شم النسيم " .وتشمل أطعمة شم النسيم التقليدية المفضلةالتى انتقلت من الفراعنة عبر العصورالطويلة إلى عصرنا الحاضر وارتبطت بهذا العيد وأصبحت جزءا لا يتجزأ من الاحتفالبه، ومن هذه الأطعمة المميزة(البصل) و(الفسيخ) و(الخس) و (البيض الملون) و (الحمصالاخضر "الملانة").